التدريس مفهومه والعلاقة بينه وبين التعليم

التدريس مفهومه والعلاقة بينه وبين التعليم 

يطلق على العملية التفاعلية بين المدرس والطالب ومادة الدرس في الصفوف للمؤسسات التعليمية (بالتعليم أو التدريس) أو (العملية التعليمية أو العملية التدريسية) ونظراً لكثرة تناول هذين المصطلحين ، واستخدام احدهما بديلاً للأخر فانه يبدو منطقياً أن نوضح معنى التدريس والتعليم ، ليستفيد المتخصصون والعاملون في مجال التربية والتعليم وليفرقوا بينهما أيضا .

هناك وجهات نظر مختلفة حول المفهومين (التعليم والتدريس) من ناحية أيهم اشمل من الأخر وسنعرض آراء ووجهات نظر بعض المؤلفين حول هذين المفهومين حيث يرى بعض المؤلفون بان التعليم هو معلومات تلقى ومعارف تكتسب ، أو عملية ملئ العقل بالمعلومات ، أو عملية تلقين الطلاب معلومات مختلفة وتدريبهم على بعض العمليات أو التجارب المنصوص عليها في المنهج الدراسي ويستفاد من التعاريف أو المفاهيم السابقة إن (التعليم) يقصد به تقديم المعلومات والمعارف والخبرات من المعلم إلى المتعلم الذي سيكون سلبياً في كل تفاصيل عملية التقديم على افتراض إن مقدم هذه المعلومات والمعارف هو الأعرف بها دون سواه والمتعلم يتقبل منه ذلك من غير التشكك أو المشاركة في أي شيء أي إن التعليم لا يعني سوى العطاء من جانب واحد هو المدرس أو المعلم في حالة التعليم كما انه يهدف إلى الإحاطة بالمعارف المكتشفة فقط وعلى هذا الأساس يرون بأن التدريس اشمل واعم من التعليم لان التدريس عُرف على انه تعليم للطرق والأساليب التي يتمكن بواسطتها الدارس من الوصول إلى الحقيقية وليس تدريس الحقائق فقط ، كما عُرف بأنه تزويد الفرد بالمعلومات التي يمكن أن تؤثر في شخصيته تأثيراً عملياً ، لان التدريس لا يكتفي بالمعلومات والمعارف التي تلقى وتكتسب وإنما تتعدى ذلك إلى تنمية القابليات وتوليد الخصال وإكساب المهارات والخبرات والوصول إلى التخيل المستمر والتصور الواضح والتفكير المنظم وعليه فأن التدريس هو الحيازة على فن استخدام المعلومات .

بينما يرى بعض المؤلفون بأن التدريس هو العملية المنظمة التي تتم داخل المبنى المدرسي والتعليمي وتحكمه عوامل أهمها وجود المدرس والطالب والمنهج وأمور أخرى كلها تترابط وتتكامل حتى تؤدي إلى نجاح عملية التدريس أو انه مجموعة النشاطات التي يقوم بها المدرس في موقف تعليمي لمساعدة طلابه في الوصول إلى أهداف تربوية محددة ، وعلى هذا الأساس يرون بأن التعليم اشمل من التدريس لأنه شامل نطلقه على كل عملية تعلم تتم بأية وسيلة كانت أو من أي مصدر سواء كان ذلك في المدرسة أو المصنع أو في المجلس أو في التلفاز والإذاعة ... الخ ، كما إن التدريس هو تعليم مخطط ومقصود بينما التعليم تعبير شامل وعام نستعمله في لغتنا اليومية في مواضع كثيرة .

ومن خلال ما ذكر نرى بأن وجهة النظر لكلا الفريقين من المؤلفين هما صحيحتان لأنهما ينظران إلى الموضوع من زاويتين أو ناحيتين مختلفتين فمن خلال الوجه الظاهرية للمفهومين (التدريس والتعليم) من ناحية المؤثرات الخارجية ، فأن التعليم اشمل من التدريس لان عملية التعليم هي عملية مستمرة في كل زمان وكل مكان فقد تتم في المدرسة أو في المنزل أو في المكتبة أو حتى في المجلس والسيارة والشارع سواء أكان من والد الطالب أو والدته أو أخته أو أخيه أو من المذياع أو التلفاز أو من كتاب قرأه بنفسه أو لافته قرأها في الشارع العام أو من محاضرة سمعها في المدرسة أو في المكتبة العامة ، انه بذلك يتعلم وتزداد معرفته وتنمو بتخطيط لهذه الزيادة والتنمية وبدون تخطيط وقد تم ذلك في ذلك في أي وقت من الأوقات في الصباح وفي المساء وهذا المفهوم ورد في معنى التدريس حيث عرف على انه عملية التفاعل بين المدرس وطلابه في غرفة الصف أو قاعة المحاضرات أو في المختبرات ، أو هو الأداءات التي يقوم بها المدرس أثناء عملية التعليم داخل حجرة الدراسة لإحداث التأثير المباشر على أداء الطلاب لتعديله وتيسيره وإحداث التعلم

أما من الوجه الباطنية للمفهومين (من ناحية المحتوى) فأن التدريس اشمل واعم من التعليم لان التدريس يشمل على مركبتين الأول هو الإحاطة بالمعارف المكتشفة والثانية اكتشاف تلك المعارف ، بينما التعليم لا ينطوي إلا على الأول.

كما أن هناك فرق في كلمتي (التعليم والتدريس) من ناحية اللغة الانكليزية حيث إن كلمة تعليم تعني (Instruction) بينما كلمة التدريس تقابل كلمة (Teaching) .

ومن المفاهيم السابقة يتضح الفرق بين مفهومي (التعليم) و (التدريس) . لكون الأخير أكثر شمول وابعد عمق في عملية التربية .

المصادر:

1- داود ماهر ، مجيد مهدي (1991) : أساسيات في طرائق التدريس ، التعليم العالي ، جامعة الموصل ، كلية التربية .

2- فؤاد أبو الهيجاء (2001) : أساسيات التدريس ومهاراته وطرقه ألعامه ،ط1 ،دار مناهج ، عمان ، الأردن