Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > كرة اليد > إدارة المباريات فى كرة اليد


إدارة المباريات فى كرة اليد


8 مارس 2017. الكاتب : Tamer El-Dawoody

إدارة المباريات فى كرة اليد

المدرب هو شخص يقوم بتدريب الرياضيين لخوض البطولات. أفاد جينز هانسون في كتابه(فن إدارة المباريات) * بأن إدارة المباريات ترتبط بالمشاهدات الذهنية وأساليب التدريب العقلية والإيحاء والحافز وبناء الفريق والأستاذ المساند والممرض والصديق ومنظم المباريات.
* "Kunsten at coache by Jens Hansen"

التعريف: يتم إدارة المباريات من خلال التواصل لكي يقوم المدرب بالتأثير قبل وأثناء وبعد المباراة.

تتعدد طرق إدارة المباريات بطبيعة الحال وفقا لاعادد المدربين فلكل واحد فكره ويتصرف كل مدرب وفقا لسنه وشخصيته وخبرته ودرايته ومعرفته و طريقة تفكيره وبالتالي من الطبيعي أن يقوم كل مدرب بإدارة المباراة بشكل مختلف. الهدف من إدارة المباراة هو جعل الفريق يلعب بأقصى ما عنده وأن يقدم كل لاعب أفضل ما عنده خلال المباراة.

المشاهدون

بصفة خاصة إذا كنت مدرب لفريق من صغار السن فيفضل أن تكون على علاقة طيبة مع أولياء أمور اللاعبين فقد تحتاج في بعض الأحيان إلى مساندتهم وستجد بأن العديد منهم على استعداد لتقديم المساعدة عند الحاجة ولكن لا تستغلهم  فلديهم عملهم الخاص.

إذا كان أولياء الأمور ملتزمون فلن تواجهك أي من مشاكل الانتقال والنقل في حالة إذا ما كان سيخوض فريقك احدي مبارياته في الجانب الأخر من المدينة أو في مدينة أخري ولكن يجب أن تتفق معهم على كيفية التصرف وسلوكهم كمتفرجين أثناء المباراة. في معظم الأحيان سوف تسمع العديد من أولياء الأمور من ذوي الحماس الزائد يحاولون توجيه أبنائهم لتصويب الكرة في المرمي وكذلك قد يلقن بعض أولياء الأمور درسا مطول لحكم المباراة لجهله بقوانين كرة اليد ولكن في الواقع لا تسعف هذه العبارات فريقك. بدلا من ذلك يمكن أن يتعلم أولياء الأمور كيفية إظهار حماسهم في المباراة وقبول الفوز والهزيمة بروح عالية. كنت بصحبة عدد من أوليا الأمور في احدي المباريات وكان من بينهم وليا أمر أحد اللاعبات وكانا متحمسين ومندمجين ومنغمسين بشكل غير طبيعي في المباراة وفي لحظة من اللحظات سجلت اللاعبة كرة رهيبة من الوثب فما كان من والدتها إلا وأن قفزت عاليا رافعة أيديها قائلة "هذه أبنتي" وهي توجه كلامها إلى باقي أولياء الأمور. بعد فترة من الوقت يبدو أن نفس اللاعبة حاولت إصابة ساعة الميقات المثبتة على الحائط خلف مرمي الفريق المنافس. انتهز أولياء الأمور الفرصة وسألوا الأم إذا كانت هذه هي ابنتها. فانكمشت في جلستها وهي تبتسم وتعلن أن لا يوجد أي صلة بينها وبين هذه اللاعبة ؟؟؟

يمكنك أيضا أن تشرح الدور الذي تلعبه كقائد لفريق وكذلك التبديلات التي تجريها في المباريات حتى يدرك أولياء الأمور لماذا لعب أبنهم دقيقتين أقل من زملائه في المباراة.

قد يستحب أن يصاحب أولياء الأمور الفريق أثناء المباريات إذا تم تأهيلهم وتعليمهم كيفية التعامل في المباريات يشكل سليم ولكن يمكنهم تحويل أي مباراة إلى شجار منزلي.

قبل المباراة
الوصول
يجب أن يصل الفريق إلى الملعب الذي ستقام عليه المباراة بوقت كاف كي يعتاد اللاعبون عليه ولكي يكون هناك متسع من الوقت للاستعداد للمباراة.حيث أن الوصول قبل بدء المباراة مباشرة لا يبشر بالخير بمعني أن عل اللاعبين تغيير ملابسهم والتسخين بسرعة البرق والنزول لأرض الملعب. ولكن إذا وصل الفريق قبل المباراة بوقت كاف فيمكن للاعبين التحدث فيما بينهم وفي نفس الوقت الاستعداد لمباراة وكذلك يتاح إليك أنت كمدرب الوقت اللازم للتحدث مع كل لاعب على حدي وتبث النشاط في اللاعبين وتخفف من رهبة المباراة بين اللاعبين.

بداية المباراة واصطفاف اللاعبين
يجب أن تكون قد حددت من اللاعبين الذي ستبدأ بهم المباراة ومن سيجلس في مقاعد البدلاء. معظم المدربين يفضلون البدء بأفضل ما لديهم  من لاعبين بحيث يتحكمون في المباراة من بدايتها ولكن يمكن أيضا البدء في المباراة بشكل متزن ومن ثم زيادة الضغط على الفريق المنافس. سوف يقوم الخصم مع بداية المباراة باختبار فريقك وعندما يعتقدون أنهم يعرفون فريقك تدفع بأفضل لاعبيك وهدافيك في الملعب بهذه الطريقة تكسر خصمك.

التكتيك
من السهل إذا كنت تعرف خصومك وطريقة لعبهم قبل المباراة أن تخبر لاعبيك كيف سيتصرفون حيال هذا الفريق ولكن تزداد الصعوبة عند اللعب ضد فريق جديد لذلك يجب أن يكون التكتيك أكثر شمولية.

التوتر الذهني
حان الآن الوقت لبناء الروح القتالية لدي فريقك ولن تخاطبهم بصوت كئيب بأنهم سيلاقون الآن أفضل فريق في الدوري ولو كان هذا هو الواقع فيجب أن تخاطبهم بكل أمانة وتخبرهم بان خصمهم فريق جيد ولكننا سوف ننزل إلى أرض الملعب لكي نريهم كيف تلعب كرة اليد وأننا لن نكون لقمة سهلة. أما إذا كان الخصم أضعف فريق في الدوري فيجب أن تصارح فريقك بذلك وبكل أمانة ولكن لا يوجد خصم سهل ولا يعتبروا أنهم قد فازوا بالمباراة قبل بدايتها ولكن عليهم النزول إلى أرض الملعب ولعب كرة اليد.

الإحماء 
يمكنك الآن البدء في الإحماء وهناك ميزة إذا كنت تستخدم الموسيقي أثناء الإحماء ولا تستخدم أي موسيقي مجهولة بل حاول أن تستخدم الموسيقي التي تستخدمها أثناء التمرين وفي المباريات ألآخري سوف يشعر اللاعبون بأنهم يلعبون على أرضهم. إضافة إلى الموسيقي أمنع الكلام بين اللاعبين وأجعلهم يركزون أكثر على الشيء الذي قدموا من أجله وهو لعب مباراة.
بعد التسخين والتحية يصبح الفريق مسعدا للنزول إلى أرض الملعب ولو أمكن لعب الكرة. إذا كان هناك متسع من الوقت يفضل إعداد وتجهيز حارس المرمي. يمكنك أو يمكن للاعبين تسديد الكرات الضعيفة السهلة تجاه حارس المرمي بحيث يقوم بصدها. يفضل عدم قيام اللاعبين بتسديد الكرات الصعب والمعجزة في زوايا المرمي أثناء فترة الإحماء قبل المباراة حتى لا يفقد الحارس المرمي الثقة في نفسه ولا تنسي أن الخصم يراقبه وقد يعرف نقاط ضعف حارس مرمي فريقك.
يدرك اللاعبون تماما أن بإمكانهم تسديد كراتهم بكل قوة في مختلف زوايا المرمي ولكن حارس المرمي الذي يقوم بصد جميع الكور المسددة في المرمي أثناء فترة الإحماء يحافظ على ثقته بنفسه في محلها.

أثناء المباراة
المساندة 
لقد شاهدنا هنا في الدنمرك أولريك فيلبيك المدرب الشهير عبر شاشات التلفزيون عندما يتحرك ذهابا وإيابا بالقرب من الخط الجانبي للملعب وهو يومئ بيديه ومن الواضح أن هذه التحركات لها هدف واضح. فهناك صعوبة لإعطاء التعليمات شفهيا للاعبين وهم على مسافة 20 أو 25 متر أثناء المباراة مع كل هذه الضوضاء التي تحيط بنا لذلك فإن حركات ولغة الجسم الواضحة  هي أكثر تعبير وفهم. لذلك فإن لغة الجسم مهمة جدا عندما يرغب المدرب في إيضاح وتوصيل تعليماته للاعبين.

يمكن للمدرب القيام بمساندة فريقه من خلال التصفيق بكل حماس ولكن الأهم من ذلك هو إعطاء اللاعبين التعليمات الصريحة والواضحة أثناء المباراة. ولكن إذا بدأ الفريق في خسارة المباراة فيجب على المدرب الاستمرار في مساندته لفريقه وأن يتمسك بحماسه أثناء تشجيعهم حتى يظهر للاعبيه تقديره للجهد الذي يبذلونه في الملعب. ولطن إذا استسلم المدرب للهزيمة وسلم الراية فسوف ينعكس ذلك سريعا على اللاعبين ويستسلمون بدورهم فاقدين أي بريق أمل وفي نفس الوقت روحهم القتالية.

صرخة نسمعها كثيرا في الملاعب تخرج من أفواه المدربين "كررها مرة أخري" عندما يضيع اللاعب تصويبته أو يقوم الدفاع بصدها. هذه طريقة غير مجدية وغير بناءة. فبدلا من ذلك يفضل سحب اللاعب إلى كراسي البدلاء يمكن للمدرب أن يهمس له "كرر المحاولة مرة أخري ولكن بدلا من التصويب من فوق الحائط الدفاعي صوب الكرة خارج الحائط" أو شيء من هذا القبيل لزيادة فرص التسجيل. عند هذه النقطة يدرك اللاعب تماما ما يجب عليه عمله.

طريقة أخري هو مدح اللاعب ولكن بالقطارة فالمديح له تأثير كبير مثل الفيتامينات.

لا يوجد لاعب يكون لديه الرغبة في ارتكاب الأخطاء فإذا كان الخطأ ناجم من قلة ثقة اللاعب بنفسه فسوف يكون المدرب هو الوحيد الذي يمكنه إعطائه تعليمات واضحة.
ولكن إذا نجم الخطأ عن عدم احترام اللاعب للتعليمات الصادرة من المدرب فيمكن للمدرب في هذه الحالة توبيخه دون نداء اسمه وسرد جميع الأخطاء التي ارتكبها على مشهد ومسمع جميع الحاضرين. قد يؤدي ذلك إلى كسر اللاعب.

التبديل
لسبب ما لا يحب اللاعبون أن يتم استبدالهم أثناء المباراة والتبديل قد يكون بسبب أعطاء اللاعب بعض التعليمات أو بسبب وجود اللاعب البديل الجالس على كراسي البدلاء والذي يرغب أيضا في خوض المباراة. لذلك يجب على المدرب أن يشرح للاعبين أسباب التغيير. إضافة إلى ذلك يحتاج اللاعبين إلى استرداد نفسهم وإن أمكن يعطيهم المدرب بعض التعليمات أو الإرشادات أو النصائح التكتيكية ويمكنهم مشاهدة المباراة من الخط الجانبي لفترة من الوقت وهي فترة تعطي للاعب فرصة لدراسة المباراة ويلمس بنفسه نقاط الضعف في الدفاع وكيف يمكنه استخدام هذا الضعف قبل أن ينزل مرة ثانية إلى أرض الملعب.

يمكن القول بما يلي فيما يخص التبديل:
-       يستبدل اللاعبين إذا لعبوا مباراة جيدة
-       إعطاء لاعب فرصة ثانية بعد بدءه المباراة بطريقة سيئة
-       إذا أستمر اللاعب في أداءه السيئ، يقوم المدرب بسحبه إلى كراسي الاحتياط ثم يعطيه بعض التعليمات عن كيفية تحسين أداءه ثم يدفعه مرة ثانية إلى داخل الملعب.
-       يجب أن يتلافى المدرب التبديلات السريعة في مباريات الصغار إلا في حالات الضرورة
-       تأكد من اشتراك جميع اللاعبين في  المباراة
-       لا تدفع بأضعف اللاعبين في الملعب خلال الدقائق الخمس الأخيرة من المباراة في حالة تقارب النتيجة أو في حالة التعادل. فقد تكون خسارة كبيرة للاعب إذا شعر بأن هزيمة فريقه نجمت من مشاركته بسب اختراق المهاجمين الدفاع من جانبه.

الراحة بين الشوطين 
لسوء الحظ أن فترات الراحة بين الشوطين الخاصة بمباريات صغار السن والأشبال قصيرة لذلك يفضل استخدام هذا الوقت القصير بأفضل ما يمكن. يجب أن يتعلم اللاعبون التجمع حول المدرب ويجب على المدرب أن يكون قد جهز الماء بالقرب منه. إذا بدأ اللاعبون في النقاش والشجار وتوجيه الاتهامات فيما بينهم خلال هذه الفترة فيجب على المدرب وضع حد مباشر لها. فترة الراحة بين الشوطين تعني استعادة النفس والراحة وتقييم سريع للشوط الأول. هل قام الفريق بواجبة في الشوط الأول؟ ما هي التصحيحات التي يجب عملها؟ ما هي نقاط الضعف لدي الخصم؟ ما يجب تكراره؟ هي يجب على الفريق تغيير الخطة الدفاعية؟
من المهم إذا خسر الفريق الشوط الأول أن يقوم المدرب برفع الروح المعنوية وتحفيز الفريق على بذل الجهد والعرق وأن يفهم الفريق أن الشوط الثاني أهم من الأول وهو ما ينطبق أيضا في حالة فوز الفريق بالشوط الأول. في بعض الأحيان يخسر الفريق الفائز بالشوط الأول المباراة نتيجة الثقة الزائدة في النفس وضمان المكسب فيبذل اللاعبون الجهد القليل الذي يؤدي في النهاية إلى خسارة الشوط والمباراة.

بعد المباراة 
مهما كانت نتيجة المباراة سواء أكانت بالفوز أو بالخسارة فيجب على المدرب تحليلها فإذا فاز الفريق بالمباراة فيمكن التغاضي إلى حد ما عن الأخطاء أما إذا خسر الفريق المباراة فيجب سرد الأخطاء بكل وضوح. وهنا يجب أن يكون المدرب حازم بحيث لا يسمح لأي من اللاعبين بتوجيه اللوم إلى أي لاعب أخر خاصة الضعفاء منهم الذين تسببوا في إصابة مرمي الفريق بالأهداف.
على المدرب مدح اللاعبين بعد فوزهم بالمباراة وأيضا يجب أن يمدح المدرب من بذل الجهد من اللاعبين حتى في حالة الخسارة فمن السهل أن يخسر الفريق المباراة عندما يلعب أمام خصم أفضل منه حتى ولو جاهد ولم يبخل في بذل بالجهد والعرق ويجب عليه أيضا توضيح ما يجب عليهم صنعة في مباراتهم القادمة. من المهم ومن الطبيعي أن يتم مناقشة الأخطاء ولكن يجب أن تناقش بطريقة بناءة حتى يتحسن الحال.
يجب أن يدرك الفريق انه "لا خجل من الهزيمة أمام خصم قوي ولكن الخجل هو الاستسلام".

مهما كان سن الفريق سواء أكان اللاعبون من صغار السن أو من الأشبال أو من الكبار فيجب على المدرب ألا ينسي أنه يدير اللاعبين بنفس الطريقة حتى مع اختلاف التعليمات التي يصدرها لكل منهم.


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us