Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > الإصابات الرياضية > الإصابات الحرارية


الإصابات الحرارية


11 يناير 2011. الكاتب : Tamer El-Dawoody

الإصابات الحرارية

الإصابات الحرارية هي أنواع معينة من الإصابات التي يؤدي إليها التعرض للحرارة الشاقة أو الحرارة المفاجئة. بعض أنواع الإصابات الحرارية هي الحروق الجلدية، والإصابات بالشعيرات الحرارية. من المهم أن يتم التعامل مع الإصابات الحرارية بشكل سريع ودقيق لتجنب الآثار الجانبية الخطيرة.

الإصابات الحرارية هي أنواع من الإصابات الناجمة عن التعرض لحرارة عالية أو جهد كبير. يمكن أن تؤدي إلى أضرار خطيرة على الجسم، وتشمل:

  1. حروق الجلد: عند التعرض للحرارة المفاجئة أو المدمجة عالية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حروق الجلد.

  2. الإغماء الحراري: عند التعرض للحرارة الشاقة على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإغماء الحراري، والذي يؤدي إلى ضعف الجسم والإغماء.

  3. الإصابة بالحرارة المفاجئة: عند التعرض للحرارة المفاجئة الشاقة، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالحرارة المفاجئة، والتي يمكن أن تؤدي إلى ضعف الجسم وحتى الموت.

من المهم أن نحرص على الحفاظ على الجسم بعيدًا عن الحرارة الشاقة وأن نتأكد من الحصول على الراحة اللازمة والتعاطف مع الجسم في حالة التعرض للحرارة الشاقة.

إنتاج الحرارة من الجسم أثناء الجهد البدني في الجو الحار:
على عكس الزواحف وبعض الحيوانات الأخرى ذوات الدم البارد، يعد الإنسان
من الثدييات ذوات الدم الحار ، مما يستدعى الأمر المحافظة على استقرار درجة حرارة جسمه طوال الوقت عند معدل ٣٧ درجة مئوية ( ٩٨,٦ فهرنهايت( بغض النظر عن درجة الحرارة الخارجية . ولقد زود الله سبحانه وتعالى الإنسان بآلية (كيفية) فعالة تمكنه من إنتاج الحرارة والتخلص منه ا، من أجل أن يتمكن من الإبقاء على درجة حرارة الجسم الداخلية ضمن الحدود الفسيولوجية المعتادة، تزيد أو تنخفض بنصف درجة مئوية تقريباً طوال اليوم . ومن المعروف أن درجة حرارة الجسم تبلغ أدنى مستوى لها أثناء النوم، وأعلى مستوى لها في ساعات المساء الأولى.

والجدير بالذكر أن معدل إنتاج الحرارة أثناء الجهد البدني العنيف يرتفع إلى حد
كبير، لأن معظم الطاقة اللازمة للانقباض العضلي (أكثر من ٧٥ %) يتم فقد ها على هيئة حرار ة. ولو تصورنا أن الجسم لم يتمكن من التخلص من الحرارة المنتجة بصورة أو بأخرى ، فإن الحرارة الداخلية للجسم سوف ترتفع بمعدل درجة مئوية واحدة كل ٥-  8دقائق أثناء الجهد البدني المتوسط الشدة، مما سيؤدي في النهاية إلى حدوث فرط الحرارة (ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية) ومن ثم الإعياء الحراري في حدود ١٥-  20دقيقة.
غير أن هذا لا يحدث في الأحوال الاعتيادية ، حيث حبا الله جسم الإنسان بآلية جيدة للتحكم بدرجة حرارته الداخلية وبالتالي في التخلص من الحرارة المنبعثة  من الانقباض العضلي، إلا أن التدريب البدني في الجو الحار (أو الشديد الرطوبة) يلقي عبئاً إضافياً على نظام التحكم الحراري في الجسم، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى عجز الجسم عن تنظيم درجة حرارته الداخلية، وبالتالي إلى ارتفاعها كثيراً، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الإصابات الحرارية، خاصة لدى المبتدئين بممارسة التدريب البدني، أو غير المتأقلمين على الجهد البدني في الجو الحار، أو في حالات صحية خاصة يكون فيها الإنسان أكثر عرضة للإصابات الحرارية.
تتأثر الوظائف الحيوية في الجسم من جراء ارتفاع درجة حر ارة الجسم ، فعندما ترتفع درجة حرارة الجسم فوق ٤٣ درجة مئوية ( ١٠٩ فهرنهايت ) فإن ذلك يؤدي إلى بداية تفكك وتحلل الإنزيمات البروتينية في خلايا الجسم ويتبع ذلك احتراق بطيء لأنسجته. على هذا يتضح مدى أهمية جهاز التنظيم الحراري في التخلص من الحرارة المنتجة من الانقباض العضلي ، خاصة عندم ا نعرف أن القيام بجهد بدني عنيف لمدة طويلة كما في سباق الماراثون مثلاً قد يؤدي إلى رفع درجة حرارة الجسم إلى ما فوق  ( ١٠٥ درجات فهرنهايت ) ولا يقتصر الارتفاع في درجة الحرارة مع ما يصاحبه من جفاف في الجسم على تعريض صحة الفرد للخطر، بل أن ارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم يوثر سلباً على الأداء البدني التحملي، حيث يؤدي إلى انخفاض حجم بلازما الدم من جراء التعرق، ويقود إلى انخفاض حجم الدم المضخوخ إلى العضلات العاملة (حدوث تنافس على الدم بين كل من العضلات العاملة والجلد.)

الإصابات الحرارية والوقاية منها

  * الإصابات الحرارية والرياضة:

تقسم الإصابات الحرارية إلى نوعين الأول ناتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم والثاني ناتج عن انخفاض درجة حرارة الجسم وهنا أود التعرض للإصابات الناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم والتي كثير ما تصيب الرياضيين في البلدان الحارة وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي ولما لها من اثر بالغ على الرياضيين بشكل عام ورياضيي المسافات الطويلة بشكل خاص مثل الماراثون والدراجات وخاصة في فصل الصيف وتشمل: 
  1. الإجهاد الحراري.
  2. الضربة الحرارية.
  3. ضربة الشمس
  4. التقلص الحرارى
  5. الاغماء الحرارى
  6. الاعياء الحرارى

كيفية وقاية الرياضيين من الإصابات الحرارية:

1 - التأقلم: ويكون بطريقة تدريجية ومختلفة تماما عن الإعداد في الأجواء الباردة والمعتدلة فالوقت والمجهود يختلف كليا.

2 - مراعاة حالات الطقس: يجب مراعاة درجة حرارة الجو والرطوبة النسبية وقياس ذلك إن أمكن.

3 - الملابس: ارتداء الملابس الخفيفة وذات الألوان الفاتحة والعاكسة للحرارة.

4 - تزويد الجسم بالسوائل: يعتبر الماء هو التعويض الملائم والوحيد للوقاية من الإصابات الحرارية وقد يضاف للماء بعض العناصر المعدنية التعويضية. ينصح بتناول لتر من الماء قبل التدريب أو المنافسة بوقت كافي ساعة على الأقل كما ينصح أيضا بتناول ربع إلى نصف لتر قبل التدريب بربع ساعة قدر الإمكان لما للماء من أهمية قصوه خلال فترة التأقلم. ويسمح للاعب بتناول مايروي عطشه من السوائل بعد التدريب. وينصح أيضا باستخدام حمامات مائية ومسح الوجه والأجزاء الظاهرة من الجسم بالماء.

5 - التغذية: لتجنب الإصابات الحرارية ينصح بالإكثار من الفواكه والخضروات الطازجة حث انه تمد الجسم بمعظم مايفقده من الأملاح كما ينصح بالزيادة من ملح الطعام خلال فترة التأقلم على الأجواء الحارة.

6 - اختيار الرياضي المناسب: كلما زاد حجم اللاعب ذي العضلات الكبيرة نسبيا يزداد خطر تعرضه للإصابة وكذلك ذوي السمنة وزيادة الوزن لوجود طبقات دهنية تحت الجلد تحتفظ بدرجة الحرارة العالية لمدة طويلة نسبيا ولا ننسى أيضا أن الرياضي الأكبر عمراً يتأقلم بصعوبة نسبيا بعكس اللاعب الناشئ.

هذا وقد نتعرض لإصابة أو أكثر خلال الشهر وخاصة التي تكثر الاصابة بها وأتمنى من الله أن يبعد عنا وعن إخواننا الإصابات أو شبح الإصابة.

 

(الإجهاد) الحراري... 
نتيجة أداء المجهود البدني أو الرياضي في جو حار ورطب لفترات طويلة مع الزيادة غير الطبيعية لعملية إفراز العرق، مما يؤدي إلى فقدان السوائل والأملاح المعدنية من الجسم وخصوصاً في حالة عدم تناول كمية كافية من السوائل لتعويض ما يفقده الجسم. وتحدث الإصابة بالإنهاك (الإجهاد) الحراري بالتدريج وببطء ، مما يسمح باتخاذ الإجراءات الوقائية في الوقت المناسب سواء بالتدخل الطبي أو التعويض السريع عن السوائل المفقودة مع التغذية المناسبة والعناية بالصحة الشخصية
ألأسباب :-
يمكن تلخيص أسباب الإصابة (الإجهاد) الحراري حسب الظروف التالية.
1- فقدان واضح وبكميات كبيرة من سوائل الجسم.
2-  الاخفاق في تعويض ما يفقده الجسم من السوائل والأملاح المعدنية.
3-  عدم العناية بالصحة الشخصية(الاستحمام اليومي، ونظافة الملابس، التغذية الصحية ، وإتباع العادات السلوكية والصحية الضارة)..
4- أداء مجهود بدني أو رياضي ذو شدة بدنية عالية (حمل التدريب ) في جو حار ورطب ولفترات زمنية طويلة.

 

 

الأعرض: asmilies-com:
من أهم الأغراض والعلامات التي تكون واضحة على المصاب بالإنهاك ( الإجهاد  الحراري هي:(
1- ارتفاع تدريجي في درجة حرارة الجسم.
2-   الشعور بالصداع والدوخة وعدم الاستقرار والقلق وفقدان القدرة على التركيز.
3-  الشعور بالتعب وعدم القدرة على الحركة وبخاصة عند الاستيقاظ من النوم.
4- شحوبه الوجه وبرودة الجلد ورطوبته.
5- سخونة في العضلات عند ملامستها وسخونة في هواء الزفير من الرئتين عند التنفس . 
6- تقلصات في العضلات وخصوصاً عضلات الرجلين وآلام وتقلصات في المعدة.
7-  الميل إلى التقيؤ وعدم الرغبة في تناول الطعام.
8-  الزيادة بمعدل التنفس والسرعة في النبض مع ضعفه.
9- الضعف العام ، واحتمال الإصابة بالإغماء أو فقدان الوعي.

 

 

الأسعافات الأولية :- 
عندما يتعرض الإنسان إلى الإصابة بالإنهاك (الإجهاد) الحراري أو السقوط المفاجئ ومن ثم عدم قدرته على الحركة يتطلب إجراء الآتي::what's happened:
1- نقل المصاب إلى مكان بارد مع توفير سبل الراحة.
2- الرقود على الظهر مع رفع الرجلين لأعلى بمقدار(45) درجة .
3-  التخلص من الملابس الثقيلة والضاغطة على الجسم مثل الأحزمة والأربطة والأحذية.
4-  عمل كمادات باردة أو رش الجسم بالماء البارد ، أو عمل تدليك ثلج ( إذا كان المصاب في حالة الوعي ولا يشعر بالدوخة أو الدوار
5-  متابعة عودة التنفس الطبيعي للمصاب.
6- يعطى المصاب محلول (ماء وملح ) بمعدل كوب ماء كل نصف ساعة .
7- يغطى المصاب جيداً بغطاء خفيف ويطلب من المصاب الهدوء والراحة.
8-  وعند تعرض المصاب إلى حالة أسوأ مما كان عليه في حالة عدم استقرار الحالة ، يستعدي الطبيب أو ينقل المصاب إلى أقرب مركز طبي فوراً وبسرعة لإجراء اللازم.

 

 

الوقاية  :slap:
تتبع الخطوات التالية عند الإصابة بالإنهاك (الإجهاد) الحراري:
1- تجنب العطش والحرص على شرب كميات كافية من الماء الحار والرطب.
2-  العناية بالصحة الشخصية كالاستحمام اليومي ، ونظافة الملابس ، والتغذية الصحية المتوازنة ، والبعد عن العادات السلوكية والصحية الضارة.
3- تناول الأغذية الصحية المناسبة كالخضراوات والفواكه بعد الانتهاء من المجهود البدني .
4- اداء الأنشطة الرياضية والتدريب الرياضي في الأوقات المناسبة.
5- التدرج في الحمل الديني أو المجهود البدني مع مراعاة الظروف الجوية المناسبة.
6- تجنب تعرض الجسم إلى الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة وخصوصاً أثناء المجهود البدني.
7- تجفيف مناطق العرق وأماكنها بسرعة سواء أثناء المجهود البدني أو التدريب الرياضي أو بعده.

 

 

الإسعاف الأولى: 
1- نقل المريض إلى مكان بارد أو مكيف بالهواء.
2- يتم إعطاء المصاب بضع جرعات من الماء ويمكن إضافة قليل من الملح إلى الماء إذا كان المريض يعاني من التعرق الشديد أو الإسهال ( ملعقة شاي إلى كل ليتر ماء).
3- إذا لم يستجب المصاب عليك هنا ألا تتردد في طلب المساعدة الطبية.

 

 

الضربة الحرارية
 تحدث إصابة الضربة الحرارية عند تعرض الإنسان إلى (ضربة الشمس الحرارة المرتفعة أو الشديدة كأشعة الشمس فترات طويلة ومستمرة وخصوصاً في الجو الحار أو الرطب مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية ومن ثم عدم قدرة الجسم على تنظيم إفراز العرق والتخلص من الحرارة الزائدة ، وتأتي الضربة الحرارية مباتحدث إصابة الضربة الحرارية عند تعرض الإنسان إلى الحرارة المرتفعة أو الشديدة كأشعة الشمس فترات طويلة ومستمرة وخصوصاً في الجو الحار أو الرطب مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية ومن ثم عدم قدرة الجسم على تنظيم إفراز العرق والتخلص من الحرارة الزائدة ، وتأتي الضربة الحرارية مباشرة ودون سابق إنذار ، nوتتطلب الإسعافات الأولية والعلاج فور وقوع الإصابة . 
الاعراض والعلامات المصاحبة للضربة الحرارية
 من أهم الأعراض والعلامات المصاحبة للضربةالحرارية هي كالتالي :
 ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من (41) درجة مئوية أوn أكثر من (106) درجة فهرنهايتية .
 سخونة الجلد وجفافه واحمراره . 
 سرعة النبض وقوته مع حدوث التشنجات في العضلات .
 الشعور بالدوخة والدوار مع فقدان التوازن .
 الشعور بالرغبة في شرب الماء بكميات كبيرة . 
 الشعور بالتقئ والغيثان والتهيج والصداع وعدم القدرة على التركيز الذهني .
 احتمال فقدانn الوعي في المراحل الأخيرة من الإصابة .
أسباب الضربة الحرارية
 من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالضربة الحرارية هي :
 التعرض المباشر إلىأشعة أو حرارة عالية (أشعة الشمس) أو مصدر حراري قريب من الجسم (وهج الأفران(
 إخفاق في مراكز تنظيم الحرارة في المخ
 إخفاق الجسم في تنظيم عملية تعرق الجسم عند ارتفاع درجة حرارته .
 افتقار الجسم إلى نسبة كبيرة من السوائلوالأملاح المعدنية المهمة .
 ارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة الإصابة ببعض الأمراض .
 يوضع المصاب في مكان بارد مع توفير عوامل الأسعافات الأولية الراحة وتهيئتها .
 الرقود على الظهر مع رفع الرجلين لأعلى من مستوى القلب وبزاوية (45) درجة .
 تخفيف الملابس عن المصاب وإتاحة التهوية الجيدة . 
استخدام الكمادات الباردة على الجسم والوجه مع تشغيل أجهزة التكييف والمروحة الكهربائية .
 إجراء التدليك بالإسفنج أو قطعة قماش مبللة بالماء البارد أو رشn الجسم بالماء البارد .
 إعطاء المصاب أكبر كمية ممكنة من الماء والسوائل عند الطلب 
 التأكد من التنفس الطبيعي لدى المصاب . 
 يغطي المصاب بغطاء خفيف عند انخفاض درجة حرارته .
 في حالة إذا ما كان المصاب فاقداً للوعي ، يوضع على أحد جانبيه (وضع الاسترخاء.
 عدم تناول المهدئات والمسكنات وخصوصاً الأسبرينn لعدم خفض درجة حرارة الجسم .
 طلب المساعدة الطبية أو نقل المصاب فوراً إلىn أقرب مركز طبي لإجراء اللازم .
طرق الوقاية
 من الوسائل الضروريةn للوقاية من الإصابة بالضربة الحرارية عند التعرض لأشعة الشمس فترات طويلة وخصوصاً في فصل الصيف بإتباع الخطوات التالية:
 البعد عن مصادر الحرارة العالية أوn أشعة الشمس المباشرة .
 استخدام الوسائل والأدوات الوقائية ، كالمظلات والقبعات والجلوس تحت الأشجار (تحت الظل( .
 ارتداء الملابس القطنية الخفيفة والواسعة ذات الألوان الفاتحة التي تعكس أشعة الشمس .
 تناول كميات كافية من السوائل كالماء والعصائر المثلجة من وقت إلى آخر عند ارتفاع درجة حرارة الجو .
 تبريدn الجسم بالماء بين فترة وأخرى عند العمل أو مزاولة الرياضة في الجو الحار أو تحت أشعة الشمس .
 تناول الأغذية الخاليةمن الدهون في فصل الصيف .

 

 

 

ضربة الشمس: 
تحدث ضربة الشمس بصورة اقل كثيراً من الانهاك الحراري ولكنها اخطر منه بكثير، حيث ترتفع درجة حرارة المريض إلى أكثر من 40 درجة مئوية ويحدث قيء واسهال وقد يعاني من الهذيان والتشنجات والغيبوبة إذا لم يتم إسعافة بالسرعة المناسبة ويعاني المريض من سرعة ضربات القلب والتنفس السطحي السريع. 
الإسعاف الأولي: 
عدم التردد في طلب المساعدة الطبية فوراً.
نقل المريض إلى مكان بارد أو مكيف الهواء وعلينا هنا تخفيف ملابسه أو نزعها.
يمكننا خفض درجة حرارته عن طريق غطائه بشاشة مبللة بالماء وتحريك الهواء بشدة من حوله.
علينا أيضاً إعطاء المريض جرعات مناسبة من السوائل (الماء البارد وليس المثلج) إذا كان في وعيه.

 

 

الوقاية من التأثير الحراري للشمس: 
يمكننا الوقاية من الاجهاد الحراري وضربة الشمس بسهولة عند اتباعنا للإرشادات التالية: 
**تجنب التعرض المباشر للشمس الشديدة لفترات طويلة وخاصة ما بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة ظهراً.
**يفضل ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة والفاتحة اللون والابتعاد عن الأقمشة الصناعية ويفضل تغيير الملابس كلما أمكن.
**علينا ان نحرص على استعمال المظلات البيضاء للوقاية أو تغطية الرأس والحرص على ارتداء النظارة الطبية.
**الاكثار من تناول السوائل (على الاقل من 8 إلى 10 اكواب يوميا) ولكن يجب علينا تجنب الكافيين.
**تفادي الاجهاد الشديد وخاصة عند ارتفاع درجة الحرارة ويجب تحديد اوقات الرياضة بحيث تكون بعيدة عن التعرض المباشر للشمس.
**الابتعاد عن الأكلات الحارة التي تحتوي على الدهون الحيوانية.
على العمال الذين يعملون في الشمس التقيد بهذه التعليمات، وعلى جهات الادارة اطلاق التحذيرات وامدادهم بالسوائل ووسائل الحماية المناسبة.

 

 

3-  التشنج الحراري (Heat Cramp)  التقلص الحرارى:
عندما يفقد ا لشخص كمية كبيرة من السوائل نتيجة للتعرق ، فإن ذلك يؤدي إلى
فقدان كمية من الصوديوم والبوتاسيوم مع العرق، وبذلك ينخفض تركيز هذين
العنصرين المهمين في السوائل المحيطة بالخلايا العضلية ، مما يؤدي إلى تغيير حساسية النشاط الكهربائي في الخلايا العضلية ، مسببا ً له ا بدو ن أعراض مسبقة انقباضاً مستمراً لتلك العضلات بدون ارتخاء . فإذا تزامن ذلك مع الانقباض العضلي المتكرر من جراء التدريب البدني فإن المحصلة هي حدوث ما يسمى بالتشنج العضلي الناتج عن فقدان بعض الأملاح من جراء التعرق الغزير.
وعلى الرغم من أن التفسير السابق ذكره هو الاعتقاد التقليدي المتعارف علية
حول التشنج العضلي المصاحب للجهد البدني في الجو الحار ، إلا أن بعض البحوث الحديثة بدأت في إلقاء ضوء الشك على هذا التفسير، حيث تشير نتائج إحدى الدراسات التي أجريت على عدائي المسافات الطويلة وما فوق الطويلة عدم وجود فروقاً دالة في معدل فقدان السوائل أو حجم الدم أو حجم بلازما الدم بين العدائيين الذين يعانون من التشنج العضلي المصاحب للجهد البدني في الجو الحار وأقرانهم الذين لا يعانون من التشنج العضلي، أما محتوى الصوديوم في بلازما الدم وإن كان منخفضاً قليلاً لدىالمجموعة التي تعاني من التشنج العضلي، إلا أنه كان ضمن الحدود الإكلينيكية للشخص العادي، وخلصت تلك الدراسة إلى أنه لا يوجد تغير في تركيز المنحلات في الدم لدى الرياضيين الذين يعانون من التشنج العضلي المصاحب للجهد البدني.

 

 

 

العلاج:
عند حدوث التشنج العضلي الناتج عن فقدان بعض الأملاح مع العرق (الصوديوم
والكلوريد والبوتاسيوم بصفة رئيسية) بشكل متكرر فإن على الممارس القيام بما يلي:
· الاسترخاء بعد كل تدريب أو مباراة.
· تناول تغذية جيدة بعد التدريب البدني أو المباراة، لكي يستعيد الجسم حاجاته من  المعادن الضرورية، مع الاهتمام خاصة بتناول الفاكهة والخضروات.
· محاولة تعويض السوائل، وذلك بشرب الماء أو السوائل الأخرى قبل التدريب 
البدني وأثنائه ثم بعده، ولا مانع في حالة تجاوز مدة الجهد الساعة من تناول
بعض المشروبات التي تحتوي على الكربوهيدرات والمنحلات شريطة أن لا
تحتوي على نسبة عالية من السكر (لا يتجاوز ذلك ٤-٨ %) أو نسبة مرتفعة 
من المنحلات (كالصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم، الخ ).
-4-*  الإغماء الحراري (Heat Syncope) :
نتاج القلب مما يحدث نقصاً في كمية الدم المتجه إلى الدماغ، خاصة إذا كان ذلك
مصاحباً لانخفاض ضغط الدم، والنتيجة هي حالة الإغماء الحراري، وغالباً ما يحدث الإغماء الحراري في بداية فترة التأقلم الحراري، قبل حدوث زيادة في حجم الدم من جراء عملية التأقلم الحراري للجهد البدني في الجو الحار . وفي حالة حدوث الإغماء الحراري، فبالإضافة إلى تزويد الرياضي بالسوائل، ينبغي أن يستلقي على ظهره ويرفع ساقيه قليلاً عن مستوى الأرض، ليتمكن الدم من الوصول إلى الدماغ بيسر وسهولة.
5-  الإعياء الحراري (Heat Exhaustion) ) الاجهاد الحرارى :
يعني عدم قدرة الجهاز الدوري وجهاز التحكم الحراري على مجابهة ارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة للجهد البدني في الجو الحار، وقد تصل درجة حرارة الجسم في درجة مئوية الغالب من ٣٩-٤٠ ( ١٠١ - ١٠٤ فهرنهايت ) أو أكثر،كما ترتفع ضربات
القلب، وقد تنخفض كمية التعرق نتيجة لحدوث جفاف في الجسم، ولذ ا فإن الشخص قد يسقط من الإعياء، أو قد لا يتمكن من إكمال التدريب أو السباق، وهذه الحالة يجب أن تؤخذ بجدية حيث من الممكن أن تقود إلى الضربة الحرارية ومن ثم إلى الوفاة.


 أعراض الإعياء الحراري

  التعرق الغزير، والصداع، والضعف العام،

والدوخة، والغثيان، والتقيؤ، وارتفاع معدل ضربات القلب، والشعور بالقشعريرة،
وانخفاض ضغط الدم ، وفي حالة حدوث أي من أعراض الإعياء الحراري ينبغي إتباع الآتي:
· التوقف عن التدريب أو المسابقة، واللجوء إلى مكان ظليل. 
· تبريد الجسم عن طريق شرب سوائل باردة وليست مثلجة
· ترطيب الجسم بماء أو قماش مبلل بالماء. ·
· توفير تهوية جيدة للمصاب. ·
· مراقبة الشخص مراقبة جيدة، وفي حالة عدم تحسنه يجب نقله مباشرة إلى 
أقرب مستشفى أو مركز طبي.


عوامل الخطورة المهيأة للإصابات الحرارية:

بالإضافة إلى عدم التأقلم للجهد البدني في الجو الحار، هناك جملة من العوامل
الأخرى التي تجعل الشخص أكثر عرضة من الآخرين للإصابات الحرارية . بعض هذه العوامل مرتبطة بالشخص نفسه والبعض الآخر ذا ارتباط بالبيئة المحيطة به . لذا ينبغي دائماً إجراء تقييم شامل للرياضيين ومعرفة الذين هم أكثر عرضة للإصابات الحرار ية،
ومن ثم أخذ ذلك في الحسبان عند إجراء التدريبات البدنية في الجو الحار، خاصة قبل فترة التأقلم. وتشمل القائمة التالية أهم عوامل الخطورة المهيأة للإصابات الحرارية:

 

 

· مرحلة ما قبل البلوغ. 
· انخفاض اللياقة البدنية. 
· حدوث جفاف للجسم. 
· عدم التأقلم للجهد البدني في الجو الحار. 
· وجود إصابة حرارية سابقة. 
· قلة النوم. 
· استخدام المنبهات (الكافين، الأفيدرا، شبيه الأفيدرا(
· استخدام بعض الأدوية (مضادات الاكتئاب، مدرات البول، أدوية ارتفاع ضغط الدم، مضادات الهستامين(
· تناول الكحول. 
· ارتداء الملابس الثقيلة. 
· الإصابة بداء السكري. 
· الإصابة بالتليف الكيسي (Cystic fibrosis).
· حدوث الحروق الشمسية للشخص. 
· الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي أو الإصابة الهضمية الحادة خلال أسبوع من القيام بجهد بدني عنيف

 

 

كيفية انتقال الحرارة  (Heat Transfer):

ينبغي القول أولاً إن هناك تبادلاً مستمراً لعمليتي اكتساب الطاقة الحرارية وفقدها بين جسم الإنسان والبيئة الخارجية المحيطة، حيث يتم فقدان واكتساب الطاقة الحرارية بالوسائل الأربع التالية:

1- الإشعاع (Radiation):

هو انتقال الطاقة الحرارية على صورة موجات كهرومغناطيسية (شبيهة بحزم الأشعة الضوئية) من جسم إلى آخر، فالشمس مثلاً تعطي طاقة حرارية بالإشعاع للإنسان الذي من الممكن أن يفقد كذلك طاقة حرارية بالإشعاع للأجسام المحيطة، وفي الواقع يمكن لشخص موجود في بيئة حرارية معتدلة (12-25 درجة مئوية) لا يرتدي أي ملابس أن يفقد حوالي 60% من الطاقة المخزنة في جسمه عن طريق الإشعاع.

2- التوصيل (Conduction):

يتم خلال هذه الطريقة انتقال الطاقة الحرارية من الجسم الحار إلى الجسم الأقل حرارة عن طريق الملامسة، وكذلك انتقال الحرارة من الماء الساخن إلى جسم الإنسان عند الجلوس في مغطس مملوء بالماء الساخن، والعكس صحيح بالنسبة للماء البارد، وفي داخل جسم الإنسان تنتقل الحرارة من نسيج إلى آخر حتى الوصول إلى سطح الجلد ثم إلى الملابس التي يرتديها الشخص، والعكس صحيح.

3- الحمل (Convection):

يتم انتقال الطاقة الحرارية من الجسم عن طريق ملامسة الهواء المحيط بالجسم لسطح الجلد، حيث يؤدي التيار الهوائي إلى إزاحة الهواء السابق، وإحلال هواء آخر، وهكذا يتم من خلال هذه العملية انتقال الطاقة الحرارية بالحمل، فعندما يكون الهواء المحيط بالجسم بارداً مقارنة بدرجة حرارة سطح الجلد، فإنه يكتسب الحرارة ثم يسخن فينتقل بعيداً عن سطح الجسم، لتأتي جزيئات أخرى من الهواء وتلامس سطح الجلد وتكتسب الحرارة وهكذا، والعكس صحيح بالنسبة للهواء الحار الملامس لسطح الجلد، فإنه يفقد الحرارة ويكتسبها سطح الجلد عندما تكون درجة الهواء المحيط أعلى من درجة حرارة سطح الجلد. ويزداد معدل انتقال الحرارة بالحمل كلما كانت حركة جزيئات الهواء المحيطة بالجسم عالية. كما يمكن للسوائل أيضاً توصيل الحرارة بواسطة الحمل.

4- التبخر (Evaporation):

يتم فقد الطاقة الحرارية من سطح الجسم بواسطة التبخر الذي يحدث لسائل العرق، ويعد التبخر من الطرق الأساسية والمهمة التي يتمكن الجسم خلالها من التخلص من الحرارة العالية الناتجة عن الجهد البدني العنيف. إلا أن زيادة الرطوبة النسبية في الجو المحيط (زيادة جزيئات بخار الماء في الجو) تؤدي إلى انخفاض قدرة العرق على التبخر، لتصبح صفراً عند درجة رطوبة مقدارها 100%. بالإضافة إلى تبخر العرق، فإن جزءاً بسيطاً من الطاقة الحرارية المخزنة في الجسم يتم فقده عن طريق تبخر هواء الزفير في المجاري التنفسية من جراء التهوية الرئوية العالية أثناء الجهد البدني، ويبلغ مقدار الطاقة الحرارية المفقودة عبر تبخر هواء التنفس جوالي 5% من الطاقة الحرارية المنبعثة من التبخر.

 ويلاحظ أن الجسم يمكنه اكتساب وفقد الطاقة الحرارية بالطرق الثلاث الأولى وهي: الإشعاع والتوصيل والحمل، بينما يتم فقط من خلال عملية التبخر فقدان الطاقة الحرارية من الجسم إلى المحيط الخارجي، ولا بد لقطرات العرق أن تتبخر حتى يتم فقدان الطاقة الحرارية منها، وبالتالي تبريد سطح الجلد، أما إذا سقطت قطرات العرق على الأرض أو تم مسحها بقطعة قماش أو منديل من سطح الجلد فلن يتم فقدان الحرارة منها. ومن المعروف أن تبخر لتر واحد من العرق يؤدي إلى فقدان 580 كيلو سعراً حرارياً من الجسم.   

آلية التحكم الحراري في الجسم  :(Mechanism of Heat control)

يتم التحكم في درجة حرارة الجسم الداخلية عن طريق خلايا عصبية حساسة، موجودة في الجزأين الأمامي والخلفي من منطقة تحت المهاد (Hypothalamus)، حيث تقوم هذه الخلايا برصد درجة حرارة الدم، فالخلايا الأمامية لتحت المهاد تستجيب لارتفاع درجة حرارة الجسم، بينما تستجيب الخلايا الخلفية في تحت المهاد لانخفاض درجة حرارة الجسم. بالإضافة إلى المستقبلات الحرارية المركزية الموجودة في منطقة تحت المهاد، هناك مستقبلات حرارية طرفية (للحرارة والبرودة) موجودة على سطح الجلد، تشعر بدرجة الحرارة المحيطة بالجسم وترسل المعلومات إلى منطقة تحت المهاد وإلى القشرة الدماغية (Cerebral cortex).

أما كيفية التحكم في عملية انتقال الحرارة من الجسم إلى المحيط الخارجي فتتمثل في واقع الأمر في الآليتين التاليتين:

1.  التحكم في كمية الدم المتجه للجلد، حيث يؤدي توسع الأوعية الدموية المحيطية إلى اتجاه كمية أكبر من الدم إلى الجلد، وبالتالي فإن الدم الحار القادم من مركز الجسم سوف يفقد جزءاً من حرارته عن طريق إحدى الوسائل السابقة (الإشعاع ، التوصيل، الحمل) من جراء جريانه في الجلد. والملاحظ أن حجم الدم المتجه للجلد يزداد عندما ترتفع شدة الجهد البدني إلى ما يعادل لتراً واحداً من استهلاك الأوكسجين (VO2)، على أن بلوغ درجة الحرارة الداخلية للجسم حداً معيناً (يختلف تبعاً لعدة عوامل من أهمها محتوى الجسم من السوائل) فإن توسع الأوعية الدموية الطرفية لا يزداد بشكل ملحوظ، على الرغم من ارتفاع درجة حرارة الجسم.

ومن جهة أخرى عندما يكون الجو الخارجي بارداً، يقوم تحت المهاد (الخلايا الخلفية) من خلال الجهاز العصبي السمبثاوي بتقليص الأوعية الدموية تحت الجلد ليتجه الدم بعد ذلك إلى وسط الجسم (مركزه) بعيداً عن الأطراف، مما يقود في النهاية إلى تقليص الفرق في درجة الحرارة بين الجلد والبيئة المحيطة، الأمر الذي يقلل من فقدان الحرارة من الجسم، كما أن بقاء الأوعية الدموية الطرفية متقلصة يمنع إلى حد كبير عملية انتقال الحرارة من داخل مركز الجسم إلى محيطه (أطرافه).

2.  التحكم في كمية إفراز العرق بواسطة الغدد الدرقية، حيث إن زيادة عملية إفراز العرق ومن ثم تبخره، سوف تؤدي إلى سرعة معدل فقدان الحرارة من الجسم. ويعد تبخر العرق الطريقة الرئيسية للتخلص من ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء الجهد البدني، خاصة في الجو الحار، حيث يتم التخلص من حوالي 80% من الطاقة الحرارية المخزنة في الجسم عن طريق تبخر العرق، مقارنة مع حوالي 20% من الطاقة الحرارية التي تفقد عن طريق التبخر أثناء الراحة.

والمعروف أن كلا الآليتين (التحكم في كمية الدم المتجه إلى الجلد، والتحكم في كمية إفراز العرق) يتم ضبطهما والتحكم فيهما عن طريق نشاط تحت المهاد في قاع الدماغ (Hypothalamus). علماً بأن انتقال الحرارة من وإلى الجسم يعتمد بشكل كبير على مقدار مساحة سطح الجسم منسوباً لكتلة الجسم، وعليه، فكلما كان الشخص صغير الحجم كلما كان من السهولة بمكان اكتسابه الحرارة وفقدانه لها من الوسط المحيط به.

هل يؤثر ارتفاع درجة الحرارة الخارجية سلباً على الأداء البدني؟

إن من المؤكد أن ارتفاع درجة الحرارة الخارجية إذا تزامن مع زيادة معدل شدة الجهد البدني سوف يلقي عبئاً إضافياً على جهاز التحكم الحراري والجهاز الدوري معاً. لكن السؤال المطروح هو هل هناك تأثير سلبي على الأداء البدني من جراء ارتفاع درجة الحرارة الخارجية؟ بالطبع هناك تأثير سلبي لارتفاع درجة الحرارة الخارجية أو زيادة الرطوبة النسبية على مستوى الأداء البدني (Performance)، المرتفع الشدة، خاصة في المسابقات التي تتطلب عنصر التحمل، أو تلك التي تدوم لفترة طويلة (أكثر من 15 دقيقة).

يعتقد نظرياً أن السبب في انخفاض الأداء البدني في الجو الشديد الحرارة ناتج عن حدوث تنافس بين العضلات العاملة والجلد على الدم الصادر من القلب (أي على نتاج القلب، وهو كمية الدم التي يضخها القلب باللتر في الدقيقة)، فالعضلات العاملة تتطلب ضخ أكبر كمية من نتاج القلب المحمل بالأكسجين إليها، لتتمكن من أداء الانقباض العضلي اللازم للجهد البدني بفاعلية، بينما نجد أن الجلد يحتاج إلى زيادة الدم المتجه إليه حتى يتمكن من القيام بعملية التبريد الضرورية لخفض درجة حرارة الجسم.

كما يتأثر الجهاز القلبي الدوري من جراء الجهد البدني الطويل الأمد في الجو الحار، خاصة عندما لا يتم تعويض السوائل المفقودة من خلال العرق – حيث من الممكن أن يحدث انخفاض في كمية العائد الوريدي (venous return)، وهو الدم العائد إلى القلب عبر الأوردة، نتيجة للتوسع الشديد في الأوعية المحيطية من جراء ضخ الدم إلى الجلد كإجراء لخفض درجة حرارة الجسم، مضافاً إلى ذلك ما ينتج من انخفاض حجم بلازما الدم بسبب التعرق الغزير الذي غالباً ما يحدث أثناء الجهد البدني الطويل الأمد في الجو الحار. إن انخفاض العائد الوريدي سوف يقود بالطبع إلى انخفاض ضغط ملء القلب (أي انخفاض العبء القبلي)، وبالتالي إلى انخفاض نتاج القلب من جراء تدني حجم الضربة، مما يؤدي بعد ذلك إلى انخفاض في الضغط الشرياني (بسبب انخفاض نتاج القلب مع بقاء الأوعية الدموية في حالة توسع)، وعند هذه المرحلة، فإن الجسم سيقوم بحماية التوازن الداخلي له (أي المحافظة على الضغط المركزي) على حساب التحكم الحراري، والنتيجة هي انخفاض كمية الدم المتجهة إلى الجلد، وكذلك انخفاض كمية العرق بغرض ترشيد سوائل الجسم، فترتفع نتيجة لذلك درجة الحرارة الداخلية للجسم بما يصاحب ذلك من تعب وإعياء مع احتمال التعرض للإصابات الحرارية إذا لم يتم التوقف عن أداء الجهد البدني.

وعلى الرغم مما سبق الإشارة إليه من تغيرات ملحوظة في الجهاز الدوري من جراء ارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم كنتيجة للجهد البدني في الجو الحار، إلا عدداً من الدلائل العلمية الحديثة بدأ يتراكم مشيراً إلى أن الأسباب الرئيسية لانخفاض الأداء البدني في الجو الحار لا يكمن في التغيرات الحاصلة في الجهاز الدوري التي أشرنا إليها في الفقرات السابقة، بل يكمن في الجهاز العصبي المركزي، حيث يعتقد أن ارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم فوق حداً معيناً يؤدي إلى تثبيط الإيعاز المحفز للعضلات والقادم من الدماغ، والنتيجة هي انخفاض مستوى الأداء البدني والشعور بالتعب المركزي مع ظهور الأعراض الأخرى المصاحبة للجهد البدني في الجو الحار، كالشعور بالغثيان، والدوخة. إن الاعتقاد السائد أن هذه الأعراض، بما في ذلك تدني قوة العضلات على إنتاج القوة الانقباضية، تمثل نوعاً من الحماية للجسم من أن يصل به الأمر إلى حالة من الهبوط الدوري أو الفشل الكلوي الذين يمكن أن يحدثا من جراء الإصابة بالضربة الحرارية.

أما أثناء الجهد البدني المنخفض إلى المعتدل الشدة الذي لا يدوم طويلاً، فلا يعتقد أن الأداء البدني يتأثر سلباً بشكل ملحوظ من جراء ارتفاع درجة الحرارة الخارجية لدى الشخص



العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us