Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > علوم الحركة > البناء الحركي للمهارات الرياضية


البناء الحركي للمهارات الرياضية


24 مايو 2022. الكاتب : Tamer El-Dawoody

البناء الحركي للمهارات الرياضية

البناء الحركي  (مراحل الحركة الرياضية ):-

لانجاز مهارة أو حركة أو واجب حركي معين نجد أن الجسم يمر بمراحل تساعده على تأدية الحركة وبنظرة عامة إلى الحركات الرياضية نجد أنها غير متماثلة في المراحل التي يمر بها الجسم .


 ويمكننا تقسيم المهارات الحركية أو الحركات الرياضية إلى مجموعات متماثلة تشابه حركات كل مجموعة في مراحل أدائها وهى :-

  • الحركات الوحيدة.
  • الحركات المتكررة.
  • الحركات المركبة.
  • الجملة الحركية.

أولاً : الحركات الوحيدة:-

        وهى حركة متكاملة يمر الجسم أثناء أدائها بثلاث مراحل تهدف هذه المراحل إلى تحقيق مستوى الأداء الأمثل .

        وأمثلة الحركة الوحيدة أو ثلاثية المراحل عديدة من المهارات فى مجال التربية الرياضية مثل( رمى الرمح - دفع الجلة – الوثب العالي – القفز على الحصان – التصويب على الهدف فى كرة القدم).

       ومراحل الحركة الوحيدة هى :

 ( المرحلة التمهيدية- المرحلة الرئيسية - المرحلة النهائية).

أولاً: المرحلة التمهيدية :-

       وهى المرحلة التي تسبق المرحلة الرئيسية من الحركة ووظيفة هذه الحركة هي تحصيل القوة اللازمة لانجاز الواجب الحركي .

 والمرحلة التمهيدية تظهر بعدة إشكال هى :-

  • المراحل التمهيدية فى عكس اتجاه الحركة:

        قد تحدث المرحلة التمهيدية فى عكس اتجاه الحركة الأساسي ويحدث هذا عندما تكون الحركة دائرية أي تدور حول محور ثابت مثال ذلك..( الكب بالمرجحة فى الجمباز حيث تكون المرحلة التمهيدية للحركة عبارة عن المرجحة للخلف أي عكس اتجاه الجزء الرئيسي من الحركة).

       ووظيفة المرحلة التمهيدية فى هذه الحالة هى وضع مركز ثقل الجسم فى اعلي طاقة وضع ، حيث يتحرك الجسم للأمام محولاً طاقة الوضع إلى طاقة حركة مساوية لها لانجاز الجزء الأساسي من الحركة

  • المرحلة التمهيدية فى نفس اتجاه الحركة:

        وقد تكون المرحلة التمهيدية فى نفس اتجاه الحركة وهذا ما يحدث عادة فى الحركات الانتقالية التي ترسم فيها مسارات نقاط الجسم خطوطا مستقيمة مثال ذلك المرحلة التمهيدية في الوثب الطويل حيث تتمثل في الاقتراب والارتقاء وهما في نفس اتجاه الحركة وكذلك القفز على حصان القفز تكون المرحلة التمهيدية فى نفس الاتجاه وكذا حركة رمى الرمح حيث تكون المرحلة التمهيدية في نفس اتجاه المرحلة الرحلة الرئيسية للحركة.

  • المرحلة التمهيدية المكررة :-

        وهى أن تتكرر المرحلة التمهيدية أكثر من مرة ويحدث ذلك عندما يحتاج الجزء الرئيسي إلى سرعة كبيرة وأوضح مثال لذلك تكرر الدوران قبل طرح المطرقة في ألعاب القوى.

4- المرحلة التمهيدية متعددة المراحل -

         فى بعض الحركات التي تحتاج إلى قوة كبيرة وخاصة فى الحركات الانتقالية نجد أن المرحلة التمهيدية تتكون من مرحلتين أو  أكثر مثال الاقتراب ثم الارتقاء على حصان القفز ، وفى رمى الرمح نرى أن المرحلة التمهيدية تتكون من الاقتراب ثم الثلاث خطوات الأخيرة ثم تحريك الزراع للخلف مع تقويس الجسم وهو حالة التقوس لزيادة قوة مرمى الرمح .

       وقد يضيف بعض اللاعبين للحركات التمهيدية البسيطة بعض الإضافات لزيادة القوة المؤثرة بهدف رفع مستوى الأداء  مثال المرحلة التمهيدية في ضرب الكرة بوجه القدم تكون بمرجحة القدم للخلف فإذا ما زاد اللاعب قوة تصادم قدمه بالكرة فإنه يلجأ إلى الجري قبل مرجحة القدم للخلف وهدفه زيادة كمية حركة الرجل قبل تصادمها بالكرة.

5- اختزال أو إخفاء المرحلة التمهيدية:

     فى بعض الرياضات يتحتم على اللاعب كبت المرحلة التمهيدية كما فى الملاكمة ، فعلى سبيل المثال إظهار المرحلة التمهيدية للكمة سوف ينبه المنافس إلى نوع اللكمة واتجاهها كما تفقد اللكمة عنصر المفاجأة ، وهنا يتمكن المنافس من تغطية نفسه وتقديم اللكمة المضادة أيضاً مثال فى لعبة كرة القدم وعند التصويب على المرمى فإذا ظهر المهاجم المرحلة التمهيدية فإن حارس المرمى سوف يعرف اتجاه ومسار الكرة وبذلك تفقد الرمية عنصر المفاجأة ويتمكن حارس المرمى من صدها .

6- استخدام المرحلة التمهيدية فى الخداع:-

      فى بعض الرياضات يتوقف نجاح المرحلة الرئيسية للحركات على مفاجئة المنافس  بها ، وكثيرا ما تستخدم المرحلة التمهيدية كعنصر فعال فى خداع المنافس ، فمثلا قد يظهر اللاعب مرحلة التمهيدية لإحدى المهارات المعروفة فيتحرك المنافس  متوقعاً للجزء الرئيسي الذى سيؤديه اللاعب وهنا يؤدى المهاجم حركة أخرى مفاجئا بها المنافس ، وهنا يعجز المنافس عن الاستجابة للحركة الجديدة المفاجأة .

ونستخلص من ذلك مميزات الحركة التمهيدية:

  1. تكون حركتها فى عكس الحركة الأساسية .
  2. تساعد على توليد الطاقة اللازمة كما فى المرجحات التمهيدية لقذف القرص .
  3. تعمل على توافر احتمالات التنفيذ الاقتصادي الناجح للحركة الأساسية.
  4. تعمل على اتخاذ المسافة الطويلة المناسبة لعمل العضلات المشتركة لتأدية المرحلة الرئيسية بكفاءة.
  5. يمكن استخدامها كوسيلة للخداع أو التعزيز.
  6. استغلال القوة وخاصة قوة الجاذبية الأرضية إلى أحسن ما يمكن خاصة فى الدورات فى الجمباز.
  • ثانياً: المرحلة الرئيسية :-

        هى المرحلة التي تقع عليها واجب الحركة وتتركز أهميتها فى الوصول إلى تحقيق غرض الحركة المباشرة ،  وهى المرحلة التي ينجز فيها الواجب الحركة المراد تأديته وفيها يتم استغلال القوى المحصلة فى المرحلة التمهيدية .

        كما يظهر فيها مدى التوافق بين القوى الداخلية والقوى الخارجية المؤثرة على جسم اللاعب ، كما يظهر شعور اللاعب بالمكان والوسط المحيط به ومدى فهمه لمسار الحركة .

     والمرحلة الأساسية يجب أن تكون امتدادا طبيعياً للمرحلة التمهيدية فعلى سبيل المثال لا يجب حدوث أي توقف بين الحركات التمهيدية والحركات الأساسية إلا فى حالة الحركات التي تدور حول محور ، حيث تكون المرحلة التمهيدية عكس اتجاه الحركة وتنتهي بوضع الجسم فى أعلي طاقة وضع ، وعند نقطة التحول بين الاتجاه السالب والموجب.   

       وقد تكون المرحلة الرئيسية عبارة عن حركة بسيطة أو بمعنى أخر قد تكون واجب حركي واحد وقد يكون الواجب الحركي مركب من مركبتين أو من مهارتين ، مثال تخطي الحاجز فى الوثب  العالي - ركل الكرة فى كرة القدم - الطيران في الوثب الطويل - دفع الجلة- وثب لاعب كرة السلة إلى أعلى لاستلام الكرة ، ثم يمررها فوراً لزميلة أو يصوبها نحو الهدف قبل الهبوط إلى الأرض .

       وهنا نرى أن الواجب الحركي أو المرحلة الأساسية تتكون من جزأين هما استقبال الكرة ثم تمريرها وفى هذه الحالة يطلق عليها مصطلح الحركة المركبة .

  • ثالثاً: المرحلة النهائية :-

        هى مدى الحركة ، وهذا يعنى الوصول إلى حالة من الاتزان من ناحية ديناميكية الحركة ، يعنى الوصول إلى السكون النسبي عند ترك الجهاز أو الابتعاد عنه ، أو فى حالة الانتقال أو الشروع فى حركة جديدة  كما يحدث فى الربط الحركي.

       ونجد فى مجموعة كبيرة من الحركات و طاقة الحركة تزداد بدرجة كبيرة مما يستوجب بذل مجهود كبير فى المرحلة التمهيدية إذا كانت قوانين اللعبة تحتم الثبات ، فعند الانتهاء من التمرين كما فى الجمباز ، أو إذا كان من خواص التمرين نفسه صعوبة الوصول إلى الاتزان الثابت ، كما فى الرمي والدفع لأنه ممنوع قانوناً تعدى حاجز الرمي أو الدفع .

         وهى المرحلة التي تلي المرحلة الرئيسية للحركة أي بعد إتمام الواجب الحركي ، وأهم واجبات هذه المرحلة هى امتصاص الطاقة الزائدة عن حاجة الأداء أو تحريك أجزاء الجسم فى أوضاع تجعل الجسم فى حالة اتزان كامل مثال امتصاص الطاقة الزائدة بثني الركبتين عند الهبوط من قفزات حصان القفز ، وبداية المرحلة النهائية تكون من أعلى نقطة أو أقصى سرعة للحركة ثم يتدرج في الهبوط أو نقص السرعة حتى تنتهي قوة وسرعة الحركة تماماً ويتزن اللاعب  وتزداد أهمية هذه المرحلة فى بعض الألعاب مثل لعبة الجمباز التي تحدد طريقة الهبوط وتحدد له جزء من درجة تقويم اللعبة ، وقد لا يحدث امتصاص للطاقة الزائدة فى المرحلة النهائية ويحدث هذا عندما تكون المرحلة النهائية عبارة عن حركة تمهيدية لحركة أخرى عن الحركة الأولى.

  • ثانياً الحركة المتكررة :-

    وهى حركة يتكرر أداؤها بصورة انسيابية أو تعاد عدة مرات بنفس الشكل الانسيابي وهى حركه ذات هدف واحد ، والحركة المتكررة على عكس الحركة الوحيدة ذات مراحل أو أقسام ، إن الحركة المتكررة لها غالبا مرحلتان أو  قسمان فقط ولكن إذا ما كان الأداء بطيء جدا فسوف يظهر لنا ثلاث مراحل.

    وهناك العديد من الحركات الرياضية التي تنتمي إلى هذا النوع من الحركات مثل المشي - الجري - السباحة .

      وقد يطلق على الحركات المتكررة اسم الحركة ثنائية المراحل وذلك لأن مراحل الحركة تظهر كما لو كانت مرحلتين فقط لأن مراحل الحركة المتكررة هى:ـ

  • المرحلة المزدوجة:

    وهى تطابق كل من المرحلة التمهيدية على المرحلة النهائية.

  • المرحلة الأساسية:

      وفيها يتم انجاز الواجب الحركي ، كما سبق أن أشرنا فى الحركة الوحيدة ولتوضيح ذلك تأخذ مثل السباحة عند خروج الذراع من الماء  تبدأ الحركة المزدوجة وتنتهي عند دخول اليد فى الماء وعند دخول اليد فى الماء تبدأ الحركة الأساسية.

هذا ونلاحظ أن هناك عدة إشكال للحركة المتكررة نوجزها فيما يلي:

1 ـ الحركة المتكررة (البسيطة):-

    وهى أن يؤدى الجسم كله حركة واحدة ويستمر فى تكرارها مثل الوثب لأعلى أو حركة الجسم فى التجديف.

2 ـ الحركة المتكررة (المتبادلة) :-

    وهى أن تؤدى بعض أجزاء الجسم حركة متكررة ولكن بصورة متبادلة عندما يأخذ أحد أعضاء الجزء الرئيسي من الحركة يكون الجزء الثاني من الجسم فى المرحلة المزدوجة من الحركة ولتوضيح ذلك نأخذ مثال السباحة الحرة نجد أن كل ذراع على حدة يؤدى حركة متكررة ولكن عندما يؤدى الذراع الأيمن من الجزء الرئيسي من الحركة أى عندما يكون في الماء يكون الذراع الأيسر خارج الماء أي في المرحلة المزدوجة ثم فى عكس العمل بالنسبة للذراعين وهكذا وأمثلة هذا النوع كثيرة كالمشي والجري وركوب الدراجات.

3- الحركات المتكررة المتلازمة (المتتابعة):

    وهى أن تؤدى أجزاء الجسم المتقابلة نفس الحركة المتكررة وفى نفس الوقت  وأوضح مثال لذلك سباحة الدولفن.

4- الحركات المتكررة المركبة :-

    وهى عبارة عن تكرار مجموعة من الحركات (جمل حركية) بصفة مستمرة وأوضح مثال لذلك سباقات الحواجز حيث يقوم اللاعب بتكرار الثلاث خطوات ما بين الحواجز ثم الارتقاء الفردي ثم المروق ثم الهبوط.

  • ثالثاً: الحركة المركبة:-

      الحركات المركبة هى عبارة عن حركتين أو أكثر ويتم الربط بين كل من مرحلتيها الأساسيتين ويمكن تحديد الواجب الحركي لكل حركة على حدة ، ولتوضيح ذلك نقدم مثال للاعب كرة السلة عندما يثب اللاعب لاستقبال الكرة ثم يقوم بتصويبها إلى الهدف ثم يهبط على الأرض .

    وبتحليل هذه الحركة وبتتبع مراحلها نجدها على النحو التالي :

- مرحلة تمهيدية .. واحدة وهى مرحلة ثنى الركبتين قليلاً ثم دفع الأرض لأعلى.

- المرحلة الأساسية .. الوثب لأعلى بهدف الوصول بالجسم إلى أعلي ارتفاع ثم استقبال الكرة ، ثم التصويب نحو الهدف وهنا يتضح لنا أن هناك ثلاث واجبات حركية مختلفة أداها اللاعب ولم يؤدى إلا مرحلة تمهيدية واحدة.

- المرحلة النهائية .. وهى هبوط اللاعب إلى الأرض.

      مما سبق يتضح لنا أن الحركة المركبة عبارة عن مرحلة تمهيدية مشتركة ثم مرحلتين أساسيتين أو أكثر مرتبطتان ببعضهما بصورة مباشرة ثم مرحلة نهائية مشتركة.

  • رابعاً : الجملة الحركية:-

    وهى عبارة عن وصل حركتين يبعضهما بحيث تكون المرحلة النهائية للحركة الأولى هى نفسها المرحلة التمهيدية للحركة الثانية مثال للجملة الحركية وصل الحركات في لعبة الجمباز سواء على أجهزة أو  عند أداء الجملة الحركية الرياضية.

المصدر: د/ هانى جعفر - استاذ مساعد - كلية التربية الرياضية - جامعة سوهاج


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us