المكتبة الرياضية الشاملة - http://www.sport.ta4a.us/
  • الرئيسية
  • البحث
  • اتصل بنا
  • التسجيل

    الشخصية الرياضية

    16 فبراير 2025, 21:31
    علم النفس الرياضى
    53
    0
    الشخصية الرياضية

    الشخصية الرياضية

    الشخصية كلمة حديثة الاستعمال لا يجدها الباحث في أمهات معاجم اللغة العربية، فاذا وجدت في بعض الحديث منها، فهي تعني سمات تميز الشخص عن غيره، وكان استعمالها قائماً على معنى الشخص.

    أما في اللغة الانكليزية، فكلمة الشخصية Personality، مشتقة من الأصل اللاتيني Persona، وتعنى هذه الكلمة القناع الذي كان يلبسه في العصور القديمة حين كان يقوم بتمثيل دور، أو حين كان يريد الظهور بمظهر معين أمام الناس فيما يتعلق بما يريد أن يقوله أو يفعله.

    وقد اختلف الكثير من العلماء في تعريف الشخصيةفمنهم من عرفها على اساس المظهر السلوكي الخارجي والبعض الاخر على اساس المكوناتالداخلية ومنهم من يؤكد على النظرة الاجتماعية للشخصية.

    والشخصية من أصعب الاصطلاحات فهماً وتفسيراً. وبإيجاز يعني مصطلح الشخصية " البناء الخاص بصفات الفرد وأنماط سلوكه الذي من شأنه أن يحدد لنا طريقته المتفردة في تكيفه مع بيئته، والذي يتنبأ باستجاباته".
    للوراثة، والنضج، وأسلوب التنشئة خلال مرحلة الطفولة، والدوافع الاجتماعية التي تكتسب عن طريق التعلم مع الخبرات المكتسبة، دور كبير في تشكيل الشخصية حيث أن ما يصدر من قول أو فعل لا بد وأن يكون منسجما مع البناء الكلي للشخصية.
    فيرى برت Burt أن الشخضية : هي ذلك النظام الكامل من الميول والاستعدادات الجسمية والعقلية، الثابتة نسبياً التي تعدً مميزاً خاصاً للفرد، والتي يتحدد بمقتضاها أسلوبه الخاص في التكيف مع البيئة المادية والاجتماعية .

    أما البورت Allport، يعرف الشخصية : هي التنظيم الديناميكي في نفس الفرد لتلك المنظومات الجسمية النفسية التي تحدد أشكال التكيف الخاصة لديه مع البيئة.

    وتعرف الشخصية أيضاً على أنها:

    مجموعة السمات البدنية والروحية التي تظهر في المهارات الحياتية لانسان بعينه وتميزه عن غيره .

    وذكرناهذين التعريفين من بين التعريفات الكثيرة لأخذهما بأهم الاعتباراتالأساسية التييجب أن يتضمنها التعريف الجيد للشخصية وهي:
    التكامل: يعني الشخصية ليست مجردمجموع الصفات التي تكونها بل تعنيالوحدة الناتجة عن انتقاء هذه الصفات. وتعتبرهذه الشخصية قوية ب قدار مايكون عناصرها من تماسك وتناسقوتكامل.
    الديناميكية: تعني التفاعل المستمر بين عناصر الشخصية وطبيعتها البيولوجيةتقتضى دوام التفاعل والنمو والتعبير الذي يعطي لها صفةالحيوية.
    الثبات النسبي لسمات الشخصية: مثل هيئة الجسم وذكاء الفردواستعداداته الموروثة والمكتسبة، و التي تعطيللشخصية طابعها الخاص الذي يميزبين شخص وآخر.
    الشخصية ليست النواحي الجسمية فقط : بل تتضمن النواحي العقلية منأفكارومشاعر ومكروهات و ميول ولا يقتصر الأمر على وجود هذه الجسميةوالعقلية بل تتضمن الشخصية طريقة إلتحام هذه المكونات وتفاعلها.
    التكيفمع البيئة:أمر أساسي في دراسة الشخصية، فمن الصعب دراسة الفرد منعزلاعن
    المجتمع الذي يحيط به.
    التميز: الطابع الفريد لكل شخص الذي يجعله مختلفاعن غيره أسا س مهم يبني
    عليه معنى الشخصية.

    مكونات الشخصية:
    1.الاخلاق.
    2.المزاج.
    3.الذكاء.

    4.العوامل الجسمية.
    5.العوامل البيئيةوالاجتماعية.
    الاخلاق : هي المرآة التي تعكس مافي داخل الشخص من قناعاتهواتجاهاته.
    المزاج : فهي تمثل مجموعة من انفعالات الفرد فهي من المكونات الثابتةنسبياً اذ يصعب تفسير المزاج كونه يتأثر بالعوامل الوراثية التي تحدد النمط الجسميوحالة الجهاز العصبي وافرازات الغدد من الهرمونات.
    الذكاء : فذكاء الفرد يحددالصفات الشخصية ويحدد السلوك الذي يكون المظهر الخارجي للشخصية فضلاً عن كون الذكاءيتأثر بالعوامل الوراثية ويؤثر ويتأثر بالبيئة التي يعيش فيها الشخص.
    فيما يتعلقبالعوامل الجسمية : فإنها تلعب دوراً كبيراً في تكوين الشخصية فالشخص الطويل متناسقالاجزاء وجميل الشكل ذو الصوت القوي المؤثر يكون في العادة شخصاً اجتماعياًوقيادياً ويتعامل بثقة مع الناس.
    العوامل البيئية والاجتماعية : والتي لها تأثيركبير في تحديد الشخصية فالفرد خلال تعامله مع البيئة الجغرافية والمجتمع المحيط بهوتشمب مايأتي:
    عوامل جغرافية : مثل العيش في المنطقة الجبلية تختلف عن البيئةالصحراوية.
    عوامل اجتماعية: وتشمل:
    1.الاطار الثقافي للمجتمع والذي يشملالقيم - المعايير - الافكار - المعتقدات وتحديد الثقافة السائدة في المجتمع بطابعمميز هو (الشخصية القومية)، وعلى سبيل المثال شخصية العراقي تختلف عن شخصية الفرنسيوهكذا.
    2.عوامل ثقافية فردية تشمل الدور - الجنس - الدور المهني للفرد.
    3.عوامل اجتماعية وثقافية مثل المدرسة - الاندية الرياضية والاجتماعية - الجامعات.

    العوامل المؤثرة في الشخصية
    إن نموالشخصية عملية معقدة تتأثر بعدد كبير من العوامل المتشابكة بالامكا ن
    تصنيفهاكما يلي:
    1. العوامل البيولوجية الفسيولوجية : التي تشتمل عوامل الوراثة وتركيبالجسم
    وإفرازات الغدد الصماء (الهرمونات). حيث يكتسب الفرد عن طريقالوراثةسمات نفسية وجسمية تؤثر في سلوكه وبالتالي في شخصيته.كما يلعب الجهاز الغددي والعصبي دورا كبيرا في الحفاظ على سلامةالشخصية وبالتالي فيالسلوك.
    2. البيئة المحيطة:
    يكتسب الفرد من البيئة أنماطا ونماذج سلوكية وذلك نتيجة التفاعل الايجابيمع غيره من الناس و يوجه عام كلما كانت البيئةمتنوعة و متوافقة كلما ساعدتعلى نمو وتكامل الشخصية.
    ومن العوامل البيئةالمحيطة نذكر ما يلي:
    أ- البيت (الأسرة):
    ويشمل العوامل الآتية:
    حجمالأسرة وعددها، وترتيب الطفل بين إخوانه، والجو الذي يسودها منانسجام بينأفرادها أو عدمه، وأسلوب معاملة الوالدين للطفل.
    ب- العوامل الاجتماعيةالثقافية : بما فيها، المدرسة والمدرس، مراكز الشباب،
    ووسائل الإعلام، جماعةالرفاق...

    مظاهر الشخصية :
    1.المظهر الجسمي :
    يعد من المظاهر المهمة للشخصية فهو اضافة الى كونه يحدد نوعتصرفات وسلوكه فهو في الوقت نفسه يحدد تصرفات الناس نحوه مثل الشخص الطويل يختلف فيشخصيته عن الشخص النحيف.
    2.المظهر الاجتماعي :
    التعامل مع الناس بلطفوالاتزان في التعامل سوف يميز هذا الانسان عن غيره.
    3.المظهر العقلي :
    فهودليل مهم وميزان من موازين الشخصية المهمة في عالمنا الحاضر. فالحكمة في التصرف هيضبط الاعصاب والهدوء في المواقف الصعبة وعدم الانفعال ووزن الامور. فالاشخاصيختلفون في مواصفات العاطفية والحقد، والتسامح والقوة.
    4.الطبائع :
    يشكل الطبع مظهراً من مظاهر الشخصية فعلى سبيل المثال يقال فلان انطوائي اوانبساطي او عملي او مبذر او مدبر.

    العلاقة بين الشخصية والشخصية الرياضية :

    تعمل الدراسات وكذلك البحوث التي تتخصص في دراسة الشخصية على الإجابة على مجموعة من الأسئلة ذات العلاقة المباشرة بهذا الموضوع ومن اهمها:

    س1 ـ هل هنالك حقا ما مفهوما إنسانيا يمكن ان يُسَمى بالشخصية الرياضية؟

    س2 ـ ما هي حدود العلاقة بين الشخصية العادية للفرد وبين شخصيته كرياضي؟

    س3 ـ لماذا تتميز احدى الشخصيات الرياضية على باقس الشخصيات التي تعمل في نفس الوسط؟

    س4 ـ ما هي محددات تأثير كل نوع من أنواع هذه الشخصيات على الواقع الإجتماعي والرياضي؟

    س5 ـ كيف يكتسب الأفراد هذا النوع من الشخصية الرياضية ام هل يتم بناءها خلال مراحل متعددة؟

    س6 ـ ما هي حدود علاقة العوامل الوراثية بتطور التكامل العام للشخصية الرياضية؟

    وطبعا هنالك العديد من هذه الأسئلة وإن كانت بصيغ مختلفة إلا انها تصب كلها في أهدافها التي تدور أو تتمحور حول العلاقة بين المثلث الذي تتحدد ثلاثية اضلاعه بالعلاقة بين:

    1 ـ الفرد كأبسط وحدة بشرية داخل المجتمع البشري.

    2 ـ الشخصية الإجتماعية التي يتميز بها هذا الفرد عن باقي افراد أو وحدات المجتمع البشري.

    3 ـ الشخصية الرياضية وهي ناتج التطور الرياضي المتميز والنبيل المضاف للشخصية الإجتماعية.

    ويحاول العديد من الرياضيين من التعامل بطريقة إظهار ان لا علاقة بين الشخصيتين في تعاملاتهم اليومية أي العمل وفق مفهوم إذابة الشخصيتين في بوتقة واحدة في حين يعمل البعض الآخر على المحافظة على إستقلالية هذه الشخصيات كل على حدة أي إظهار الشخصية الرياضية والتعامل من خلالها في الوسط الرياضي وأيضا إظهار الشخصية الأخرى والتعامل من خلالها عند تواجدهم في واقع إجتماعي آخر بعيد عن الوسط الرياضي.

    ولأن التعامل الرياضي النبيل هو من ارقى انواع التعاملات الإنسانية في الوقت الحاضر لما فيه من مساحات اخلاقية وتربوية واسعة من التسامح وحب العمل الجماعي بين الأفراد لذلك يمكن ان نتعايش ومقولة الروح الرياضية حتى في النواحي الإجتماعية والتي هي بعيدة كل البعد عن التعبير العلمي العضلي للنشاط الرياضي وخصوصا حينما يطلب بعضنا من البعض الآخر ان نناقش كذا امر بروحٍ رياضية عالية.

    وللأسف فأن العديد من الدراسات والبحوث النفسية في الحقل الرياضي او تلك المتخصصة بتحليل الواقع النفسي الرياضي لم تعمل على إعطاء الشخصية الرياضية حيزا أكبر في أدبياتها بل حاولت الإشارة إليها من بعيد وبشكل عابر أو لم تُشِر اليها اساسا في البعض من دراساتها المستقلة الأمر الذي أدى إلى وجود فراغ كبير في دراسة الشخصية الرياضية على الرغم من الأهمية العظمى التي يعتقدها الكثير من المهتمين بالشأن الرياضي لهذا الموضوع بالذات لما له من تأثيرات كبيرة على تسلسل التطور العلمي الرياضي وعلى أساس ان القيادة الرياضية هي من أهم العوامل التي يمكن ان تدير العملية الرياضية ومن ثم مدى العلاقة الوثيقة التي تربط ما بين قوة وسلامة القيادة وبين قوة وسلامة الشخصية.

    وتعمل بعض البحوث على دراسة الشخصية بمفهومها العام وفق مايلي:

    1 ـ أحادية الشخصية ذاتها من حيث مفهومها للتفاعلات أو التعاملات الفردية مع الآخر خصوصا تلك التي تسبق الولاء الإجتماعي لجماعة معينة والتأثر بمفاهيمها الخاصة.

    2 ـ القيمة البشرية للشخصية ذاتها من حيث المواقف وردود الافعال التي تنتجها هذه المواقف والتفاعلات أو ان تكون نتيجة لها.

    3 ـ البناء الأخلاقي والتربوي للشخصية والذي تتحدد على بينته محددات التعامل من حيث مديات التدخل وطريقة الإستمرارية أو تلك الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها والدخول بالتالي إلى مناطق عمل الآخر.

    ولا يمكن القول أو حتى التكهن من ان كل شخصية ذات مواصفات إجتماعية معينة وذات تأثيرات إيجابية في المجتمع قادرة على التحول إلى شخصية رياضية أو قادرة على إكتساب المواصفات الرياضية لتحقيق مفهوم الشخصية الرياضية. والعكس صحيح من حيث عدم قدرة الشخصية الرياضية على التأثير السريع في المجتمع والتحول بالتالي إلى شخصية إجتماعية مرموقة.

    وتخضع هذه المعادلة عند النظر اليها من خلال توفر العشرات من الرياضيين الإيجابيين في تعاملاتهم الإجتماعية اليومية إلى اهمية الأعتراف بأن ليس كل واحد من هذه الشخصيات قادرة على التحول إلى شخصية رياضية بمعناها الذي يجب ان يكون مقبولا في كل من الوسط الرياضي والوسط الإجتماعي والرسمي على حدٍ سواء.

    ويُخطأ من الناحية العلمية التفصيلية من يعتقد بأن إكتساب مفهوم الشخصية الرياضية يمكن ان يَعفي صاحبها من الولوج والعمل على تطوير النواحي الإجتماعية البحتة وخارج حدود العملية الرياضية من ناحيتها الفسيولوجية.

    وينطبق هذا القول تماما على بعض العناصر البشرية التي تعمل على إعفاء الشخصيات الإجتماعية من العمل على تطوير الواقع الرياضي وخصوصا تلك العناصر البشرية التي تعمل في مجال الإستشارة وقيادة الحركة الميدانية من الخارج .

    ولعل اهم ما يميز الشخصية الرياضية خلال مرحلة من مراحل هو مدى قدرتها على تحقيق عملية التزاوج بين واجباتها الرياضية من جهة وأيضا وواجباتها الإجتماعية الداخلة ضمن مفهوم خدمة الواقع الرياضي من جهة اخرى وأيضا خارج حدود التطوير العضلي والبدني من جهة اخرى وليس العمل على تقييم الشخصية الرياضية لفترة من الفترات وذلك وفق الإنجازات المتحققة خلال الفترات الماضية والتي لم تعُد تصلح اساسا ان تكون ذات نقاط اضافية لترجيح كفة شخصية رياضية ما.

    ان نظرة بسيطة للتطورات القيادية مع رفعة مستوى المسؤوليات والواجبات التي تُناط بها الشخصيات الرياضية ذات السمات التي تستدعي بالمؤسسات والمنظمات الدولية ان تطلق عليهم بسفراء الحركة الرياضية لا بد وان تقودنا إلى الحديث عن التصورات التي يجب ان تتوفر بمثل هذه الشخصيات وإبتداءا من مرحلة إكتساب الشخصية العاديةعلى الصعيد المحلّي وحنى مرحلة إكتساب صفة السفير الرياضي على الصعيد الدولي.

    ويمكن هنا من ذكر بعض الاسماء بمنتهى الإحترام والتقدير الذي تستحقه هذه الشخصيات الرياضية من مستوى البرازيلي بيليه والمغربية العربية نوال المتوكل والافريقي الكاميروني روجيه ميلا.

    ومن الواضح للجميع ان ليس كل لاعب جيد على الصعيد الوطني والدولي قادر على التحول إلى مدرب أو مشرف ممكن ان يتمتع بنفس الجودة التي كان عليها وهو لاعب.

    والسبب هنا هو ان شخصية المدرب من حيث ضرورة توفر القيادة الرياضية والقيادة البشرية بكل نواحيها قد لا تتوفر في كل لاعب مهما تعددت مواصفاته المهارية والميدانية لأننا في الحالة الأولى وهي حالة اللاعب إنما نتحدث عن العوامل والمقومات الرياضية البحتة في حين ان الحديث عن الحالة الثانية وهي حالة المدرب انما نتحدث عن علم النفس الإجتماعي المرتبط بعلم النفس الرياضي وتحت خيمة الثقافة الأكاديمية المرتبطة بالعديد من التجارب والخبرات الشخصية والمكتسبة.

    ومما تقدم نجد ان البحث عن مفهوم الشخصية الرياضية يجب ان يسبقه اولا بحث دقيق عن مفهوم الشخصية الإعتيادية والذي يرتبط هنا بالعلاقة بين مساحة البحث في الحالة الأولى والتي عادة ما تكون ضيقة ومحددة بالكثير من الأسوار التربوية والثقافية وبين الحالة الثانية والتي عادة ما تكون واسعة وغير محددة بأية عوامل وعلى إعتبار ان جميع الأفراد قادرين على طرح انفسهم ولو بشكل عفوي وغير مدروس كونهم يمكن ان يمثلوا الإجابة على سؤال البحث عن تلك الشخصية التي يريد المجتمع أو الوسط الرياضي إختيارها لتمثيل الشخصية الرياضية.

    وتبقى الكلمة الفصل هنا لتلك الشخصيات المعتمدة والممثِلة للأوساط الرياضية والشعبية وأيضا الإعلام الرياضي لما يحملونه من مصداقية وموضوعية في تحديد معالم الشخصية الرياضية اولا وذلك قبل الدخول في عملية فرز البدائل وإختيار الأفضل ومن ثم المباشرة بعملية التقييم بين مجموعة البدائل حتى يتم التوصل إلى تحديد الشخصية الرياضية بكل دقةٍ وعلمية.


    نظريات الشخصية:
    أ - نظرية الانماط :
    الانماط المزاجية :يرى العلماء ان المزاج هو مجموعة الصفات التي تميز انفعالات الفرد عن غيره من الأفراد.

    ومن أمثلة ذلك ما يلي :

    - الدرجة التي يتأثر بها الفرد في أثناء المواقف التي تثير انفعاله- أى هل يتأثر بصورة سطحية أو عميقة ؟

    - نوع الاستجابة الانفعالية، أى نوع رد الفعل الانفعالي- أى هل تتميز أستجابة الفرد الانفعالية بالقوة أو الضعف، بالسرعة أو بالبطء؟

    - نوع الحالة المزاجية السائدة لدى الفرد – أى هل يتميز الفرد بالمرح أو بالاكتئاب أو بالهدوء أو بالاستثارة الدائمة ؟

    - مدى ثبات الحالة المزاجية للفرد – أى هل يظهر الفرد في حالة مزاجية ثابتة أم دائمة التقلب ؟


    قسم الطبيب الأغريقي " هيبوقراط " الناس الى اربعة انماط طبقاً لنوع الحياة المزاجية السائدة لديهم بارتباطها بالتكوين الجسماني وهذه الأنواع :

    النمط الدموي:
    يتميز الأفراد في هذا النوع بالمرح، والأمل في الحياة، والاندفاع والحركة، التفاؤل وسرعة الاستجابة ودوام التقلب في السلوك، ولا تستغرق الانفعالات فترة طويلة .
    النمطالسوداوي:
    تتميز هذه الشخصية بالتشاؤم والانطواء والميل الى الحزن، والانقباض وبطء التفكير والاستثارة وعمقها، سرعة الاستسلام لليأس،بالإضافة إلي ثبات الاستجابة مع وجود صعوبة في التعامل مع الناس، عادة ما يعلق صاحبهذه الشخصية أهمية بالغة علي كل ما يتصل به.
    النمط اللمفاوي:
    يتميز الأفراد في هذا النوع بالهدوء، والكسل، وعدم المبالاة، والبطء للاستجابة، وعدم التقلب، وتكوين انفعالات سطحية وغير عميقة.

    النمط الصفراوي:
    يتميز الأفراد في هذا النوع بحدة الطباع، وسرعة الانفعال، والمزاج المتقلب، وعدم القدرة على التحكم في الانفعالات، وقوة الجسم والعناد والطموح، وتستغرق الانفعالات لفترة طويلة .

    ويرى بعض الباحثين أن المزاج يعتمد على العوامل الوراثية وحالة الجهاز العصبي والغدد الصماء، وأنه من الصعب تغير نوع المزاج الذي يتميز به الفرد، وأن النمط المزاجي السائد لدى الفرد قد يؤثر بدرجة كبيرة على مستواه الرياضي، اذ ان هناك العديد من الأنشطة التي تتطلب تميز اللاعب بخصائص مزاجية معينة حتى يستطيع تحقيق أعلى المستويات الرياضية (القوس والنشاب – البرود – الشطرنج – الهدوء).

    الانماط الجسمية :قسم الناس الى انماط تبعاً للمثيرات الجسمية مثل نظرية (جاك) اذ حاول الربطبين جغرافية جمجمة الرأس او حسب نظرية (كرتشمر وشيلدون) اذ اخذ مقاييس جسمانيةللمرضى في مستشفى للامراض العقلية .

    وقد صنف العالم الألماني كرتشمر الناس الى ثلاثة أنماط جسمية، هي:
    النمط النحيل :

    يتميز الفرد بالنحافة، ومتوسط القامة، وضيق الأكتاف والقفص الصدري، ورقة الأطراف.

    النمط العضلي :

    يتميز الفرد بقوة العضلات، واتساع الكتفين والقفص الصدري، ونحافة الخصر، وطول الأطراف، متوسط أو طويل القامة.

    النمط السمين :

    يتميز الفرد بقصر القامة أو متسوط القامة، واستدارة الجسم، واتساع الحوض، وسمنة الأطراف، وقصر اليدين والرجلين والعنق .

    وهذه الأنماط ليست متمايزة تماماً، اذ أنها قد تختلط ميزاتها في بعض الأفراد، فهناك النمط العضلي السمين والنمط العضلي النحيل.

    وقد قسم أنماط الشخصية إلى ثلاثة أنماطsheldon شلدون :
    - النمط النحيل :

    يتميز الفرد بالنعومة والنحافة، وغالباً ما يبتعدون عن الأنشطة الحركية التي تتطلب الاحتكاك الجسماني أو التي تتطلب استخدام القوة (كرة الطاولة، والمبارزة).

    - النمط العضلي :

    يتميز الفرد بالعضلات، ويغلب عليهم، والاشتراك في الأنشطة الحركية العنيفة ويتفوقون بها (رمي القرص، ودفع العجلة).

    - النمط البطني :

    يتميز الفرد بسمنة البطن وذوو أجسام مستديرة رخوة، ويفضلون البساطة في الحياة، ومما يؤخذ على نظريات الأنماط أنها تشعر بوجود حدود فاصلة حاسمة بين الطرز. والحقيقة أن السواد الأعظم من الناس هم خليط من هذه الطرز، فمثلاً تقسيم " يونج" ان الناس اما انبساطيين أو انطوائيين، وهذا غير صحيح فمعظم الناس هم خليط بين الأثنين .

    أثر النمط الجسماني في الشخصية الرياضية :

    1.أصحاب النمط النحيل:

    - يتميزون بسرعة الأداء الحركي .

    - دقة الحركة واجادة حركات الخداع وخير مثال على ذلك (لاعب كرة القدم الأشهر ماتيوس).

    - بذل الجهد في أداء الحركات بصورة دقيقة وصحيحة مع قدرتهم على سرعة التكيف لظروف اللعب المختلفة .

    2. أصحاب النمط العضلي :

    - يتميزون بقوة الأداء مع الميل نحو البطء.

    - صعوبة التكيف مع ظروف اللعب المختلفة .

    - الميل لاستخدام الاحتكاك الجسماني أثناء اللعب .

    - يميلون الى تغليب القوة العضلية على الرشاقة الحركية .

    3. أصحاب النمط السمين (المكتنز):

    - البطء الحركي .

    - القدرة على توافق الأداء .

    - يسعون لمحاولة الابتكار في أداء الحركات أثناء اللعب .

    - الابتعاد عن تكرار الأداء الحركي الروتيني .

    الانماط النفسية :من اشهر ‏الذين كتبوا في الانماط النفسية هو (يونج) اذ قسم الناس في نظريتهالى انطوائيين وهم الذين يتصفون بنشاطهم نحو انفسهم (النشاط الداخلي). وانبساطيونيتجهون نحو العالم الخارجي وهو عكس المنطوي اذ تكون له علاقات اجتماعية وهو سريعالتفاعل مع الافراد.
    ب - نظرية السمات :
    إن السمة بالمعنى العام هي صفة فطرية او مكتسبة تميز الفرد عن غيره منالناس. فالافراد يختلفون في سماتهم الجسمية والفعلية والمزاجية والخلقية الاجتماعيةوينظر الى السمة على انها استعداد عام يمكن ان تتوقع منه سلوك الفرد عن تفاعله معالبيئة.
    إن نظرية السمات تفترض ان سمات الشخصية هي سمات ثابتة نسبياً لذا فالشخصالواحد يتوقع له ان يتصرف بالطريقة نفسها في المواقف المختلفة، وتفترض كذلك انالافراد يختلفون فيما بينهم في السمة الواحدة. فكل لنسان يتصف بدرجة من القلق وانتفاوتت من شخص لاخر.
    الضعف الاساس في هذه النظرية يكمن في ان هذه النظرية تكمنفي انها تضع الفرد في نمط معين وتصفه بصفات او سمات كثيرة لاتنطبق عليه بالكاملمتجاهلة الفروق الفردية.
    ج. النظريات الديناميكية. “dynamic
    هذه النظريات ترى السلوك كمحصلة لعدد من العوامل المتشابكة والمتضاربة التي هي في حالة تصارع وحركة دائبة. من أهمها مدرسة التحليل النفسي التي تعتبر كنظرية تطورية وديناميكية في نفس الوقت. أوجد فرويد مفاهيم ألهو، والانا، والانا الأعلى كجوانب مختلفة للشخصية من ناحية تطورية تتفاعل وتتصارع فيما بينها ولكنها تجنح للتوافق لكي لا يحدث اضطراب في سلوك أو مشاعر الفرد.
    أما "ألهو" فهو الجانب البدائي الذي يسعى للإشباع العاجل للدوافع الأولية( الجنسية والعدوانية) إذا ما أثيرت. فألهو تظهر في المراحل الأولى للتطور ولكن سرعان ما تكون تحت سيطرة" الأنا" الذي يحاول تهذيبها وكبحها.
    أما "الأنا" فيولد لاحقا من ألهو، وهى تعتبر المحرك للسلوك الاجتماعي المقبول من الآخرين. الأنا تحاول دائما التحكم على ألهو، الذي يميل إلى الإشباع السريع للدوافع التي تبحث عن اللذة، وذلك بإشباع هذه الدوافع بطريقة مقبولة اجتماعياً. فهنالك صراع أزلي بين ألهو وهو يحاول إشباع الدوافع الأولية بدون أي قيد، و"الأنا" الذي يحاول السيطرة على" ألهو" ومحاولاته للإشباع السريع لهذه الدوافع. ففي حالة نجاح "الأنا" فقد يلجأ ألهو إلى إشباع هذه الرغبات عن طريق آخر، كأحلام النوم أو أحلام اليقظة عندما يكون الأنا في حالة استرخاء.
    "الأنا" تمثل حياتنا الاجتماعية، وتتمشى مع الواقع والمنطق. فإذا ما كانت ألهو في خدمة "مبدأ اللذة" الذي يعنى الإشباع الفوري للدوافع الأولية، فإن الأنا في خدمة "مبدأ الواقع" الذي يعني تأجيل الإشباع الفوري لهذه الدوافع بما تسمح الظروف الاجتماعية به.أما الجزء الثالث من الشخصية فهو" الأنا الأعلى" الذي يتولد من حصيلة الخبرات التي تمر بها الأنا نتيجة احتكاكها بالواقع الاجتماعي بما فيه من قيم ومعايير. وهو يمثل" الضمير" الإنساني التي يجعلنا نسلك وفقا للمعايير والأخلاقيات والقيم السائدة في المجتمع. فالأنا الأعلى دائما يسعى إلى الكمال، ويحاول توجيه الفرد إلى السلوك المقبول اجتماعياً. لذلك عندما يحدث صراع بين ألهو والانا الأعلى يبدو الأمر صعباً على الأنا ليتخذ قراراً، وهذا يوضح ترددنا في اتخاذ القرار في كثير من الأحيان.
    عندما يواجه الأنا بصراع بين الأنا الأعلى ومثله الأخلاقية، وألهو برغباته البدائية، يلجأ الأنا إلى استعمال آليات دفاعه النفسية، أولا إلى الكبت، فأن لم ينجح في ذلك يلجأ إلى الآليات الأخرى مثل التمثيل، والإزاحة، والإسقاط والتحويل في محاولة منه لتشويه أو أخفاء الحقيقة بطريقة غير واعية لحماية الشخص من الشعور بالقلق نتيجة الصراع. وحتى إذا نجحت عملية الكبت تماماً في إخفاء أو السيطرة على هذه النزعات أو الرغبات البدائية، فإن الصراع بين رغبات ألهو ومحاولة سيطرة الأنا الأعلى مستمرة وقد يظهر ذلك في شكل أعراض نفسية أو أمراض نفس جسدية.

    د - النظرية الحركية:
    هذه النظرية تقسم مكوناتالشخصية الى مكونات جسمية ومكونات مستمدة من الجماعة وهي مستمدة من الدور ومنالمواقف وهي:
    التكوين الجسماني : اضافة الى كونه يحدد امكانات الفرد فهو فيالوقت نفسه يؤثر في شخصيته فالفرد المريض او المعوق او المشوه او القصيرجداًوالسمين ستتبلور شخصيته بأتجاهات تختلف عن شخصية الفرد السوي.
    الجماعة : هي الاخرى تؤثر في شخصية الفرد وهي تعتمد على الخبرات السابقة.
    الدور الذييلعبه الفرد في أي مجتمع اساس في تكوين شخصيته وتختلف طبقاً لجنس الفرد وسنه ومهنتهوثقافته. فالنظرية الحركية اذن تعد هذه المكونات متداخلة بشكل حركي وتؤثر كل منهاوتتأثر بالمكونات الاخرى لتكوين الشخصية.
    هـ - النظرية السلوكية :
    تعتمد هذه النظريةعلى المواقف والسلوك الظاهري اساساً للتعبير عن الشخصية، ومن هذه النظريات:
    نظرية سكنر :
    لقد قسم هذا العالم استجابات الفرد الى نوعين من السلوك:
    1.
    السلوك الاستجابي : والذي يحدث ويتأثر بالمنبهات الكثيرة والمعروفة والتي يمكنضبطها وتنبؤها وتشكل جزءاً بسيطاً من السلوك الانساني.
    2.
    السلوك الاجرائي : تحدث بتأثير منبهات معروفة او غير معروفة وعندما يحدث هذا السلوك لاول مرة ثم يعززوسيكون احتمال تكرار هذا السلوك عاليا.
    اساس سكنر هو اتجاه يقوم على اساس التعلموالتعليم يتم من خلال تعزيز الاستجابة او السلوك المطلوب.

    الشخصية وعلاقتها بالأداء الرياضي :

    للتعرف على تأثير الشخصية على الأداء من خلال الاجابة على التساؤلات التالية وهى :

    1. هل تختلف السمات الشخصية بين الرياضيين وغير الرياضيين ؟

    لقد أظهرت نتائج العديد من البحوث التي أجريت في مجال السمات الشخصية أن هناك فروقاً تميز الرياضيين مقارنة بغير الرياضيين .

    فعلى سبيل المثال أظهرت نتائج الدراسات التي أجريت في البيئة الأجنبية مثل : (كوبر،1967)،(كان،1976)،(وستشور،1977)،(ومورجان،1980)، أن الرياضيين مقارنة بغير الرياضيين يتميزون بالسمات التالية :

    - الثقة في النفس .

    - الانبساطية .

    - المنافسة .

    - الاستقرار الانفعالي .

    - أنخفاض القلق .

    كذلك أوضحت نتائج الدراسات التي أجريت في البيئة العربية مثل (فرغلى،1976)،(السنتريسى،1976)،(عوض،1977)،(عبد الله،1982)، أن الرياضيين مقارنة بغير الرياضيين يتميزون بالسمات التالية :

    - الانبساطية .

    - الاتزان الانفعالي .

    - المسئولية .

    - العدوانية .

    هذا وبالرغم من أن نتائج البحوث السابقة تفيد تميز الرياضيين ببعض السمات الشخصية مقارنة بغير الرياضيين، فان هناك مشكلة هامة تتعلق بما هى محكات تحديد الرياضي، حيث يلاحظ أن بعض البحوث والدراسات أجريت على عينات من رياضي الجامعات، بينما بحوث أخرى أجريت على عينات من رياضي المستوى العالي . وربما يفسر ذلك لنا أحد الأسباب الهامة لعدم اتفاق نتائج المقارنة.

    هذا وعندما نسلم أن هناك فروقاً بين الرياضيين وغير الرياضيين في بعض سمات الشخصية فان هناك سؤالاً هاماً : هل هذه الفروق بسبب تأثير الخبرة الرياضية ؟ أم أن هذه الفروق بسبب أن الأفراد الذين يمتلكون سمات شخصية معينة ينجذبون نحو ممارسة الرياضة ؟

    ان هناك اتجاهاً حديثاً يعضد وجهة النظر التي ترى أن الأفراد يمتلكون سمات شخصية معينة تجذبهم نحو ممارسة الرياضة . وهذا الاتجاه رغم وجاهته لا يعنى عدم تأثير خبرة الممارسة للرياضة على سمات الشخصية، ولكن يمكن توقع ان هذا التأثير يحدث خاصة بالنسبة للنشء في مرحلة التكوين والنمو .

    2. هل تختلف السمات الشخصية تبعاً لاختلاف نوع الرياضة ؟

    اهتم بعض الباحثين بمعرفة : هل هناك فروق في سمات الشخصية على أساس اختلاف نوع او نمط الرياضة الممارسة، ومن ذلك على سبيل المثال دراسة كل من " كرول و كرنشو ،1970 " على رياضيى المستوى العالي لرياضات : كرة القدم والمصارعة والجمباز والكاراتية .

    وأظهرت أن هناك سمات نفسية تميز رياضيى كرة القدم والمصارعة مقابل سمات نفسية أخرى يتميز بها رياضيو الجمباز والكاراتية .

    كذلك أظهرت دراسة "سنجر " وجود فروق بين رياضيى البسيسبول مقارنة برياضيى التنس حيث تميز رياضيو التنس بدرجة أعلى في سمات الانجاز والاستقلال والسيطرة .

    ومن امثلة البحوث التي أجريت في البيئة العربية البحث الذي قام به "شمعون،1977" وتضمن المقارنة بين سبع رياضات جماعية، وست رياضات فردية في سبع سمات انفعالية، ولم تسفر النتائج عن وجود فروق تبعاً لمحك الرياضات الفردية مقابل الجماعية . وقد توصل "راتب،1991" الى نتئج مشابهة عندما شملت المقارنة رياضيى أربع رياضات جماعية وست رياضات فردية بأستثناء وجود فروق تعكس ارتفاع درجة سمة قلق المنافسة لدى رياضيى الرياضيات الفردية .

    كما تشير نتائج دراسة "التهامي،1979" الى أرتفاع درجة سمة القلق لدى رياضيى الرياضات الفردية مقابل رياضيى الرياضات الجماعية، وان هذا الارتفاع كان أكثر وضوحاً لدى كل من رياضيى السباحة وألعاب القوى .

    وتم التوصل الى النتائج التالية :

    1. يتميز رياضيو الأنشطة الفردية بارتفاع درجة سمة قلق المنافسة الرياضية والاستثارة الانفعالية مقارنة برياضيى الأنشطة الجماعية .

    2. يتميز رياضيو الأنشطة ذات الاحتكاك الجسماني المباشر بارتفاع درجة السمات الانفعالية الخاصة بالاصرار والمسئولية الشخصية والضبط الذاتي مقارنة برياضيى النشطة المتوازية.

    3. يتميز رياضيو الأنشطة التي يتطلب زمن أداء مسابقتها فترة طويلة بارتفاع درجة السمات الانفعالية الخاصة بالاصرار والمسئولية الشخصية والضبط الذاتي والثقة بالنفس مقارنة برياضيى النشطة التي يتطلب زمن أداء مسابقتها فترة قصيرة .

    4. يتميز رياضيو الأنشطة التي يتطلب زمن أداء مسابقتها فتة قصيرة بارتفاع درجة سمة قلق المنافسة الرياضية والاستثارة الانفعالية، مقارنة برياضيى الأنشطة الرياضية التي يتطلب زمن أداء مسابقتها فترة طويلة.

    5. يتميز رياضيو الأنشطة الجماعية بارتفاع درجة وجهة الضبط ( مركز التحكم ) الخارجي مقارنة برياضيى الأنشطة الفردية.

    هذا ويبدو أن السمات النفسية لدى الرياضيين قد تتأثر تبعاً لمحك تصنيف الأنشطة الرياضية على أساس درجة الاحتكاك الجسماني، أو تبعاً لمحك زمن أداء المسابقة على نحو أكثر من محك نوع الرياضة فردية أو جماعية .

    3. هل تختلف السمات الشخصية تبعاً لمستوى المهارة ؟

    تشير الدلائل الى أن الرياضيين ذوى مستوى المهارة العالي قد يختلفون عن الرياضيين ذوى مستوى المهارة المنخفض في بعض الخصائص أو السمات النفسية، ومن يحاول الباحثون معرفة ما هي هذه الخصائص النفسية ؟

    الواقع أن هناك الكثير من البحوث التي أهتمت بالاجابة عن التساؤل السابق واعتمد بعضها على ايجاد العلاقة بين درجات السمات النفسية التي يحصل عليه الرياضي في بعض مقاييس، ومستوى الأداء الرياضي الذي يحققه . كما اعتمد البعض الآخر على اجراء المقارنات (الفروق) بين الرياضيين تبعاً لمستوى أدائهم أو درجة الممارسة. وتشير أغلب نتائج البحوث أن هناك علاقة ايجابية بين بعض متغيرات الشخصية والأداء الرياضي، فاذا كان هناك اتفاق بين نتائج العديد من الدراسات على أن سمة الانبساطية ترتبط ايجابياً بالنجاح في الأداء الرياضي فاننا لا نستطيع أن نجزم أن هذه السمة النفسية ذاتها هى السبب في نجاح الأداء الرياضي .

    ونظراً لكثرة عدد البحوث التي اهتمت بدراسة العلاقة بين السمات الشخصية والأداء المهاري أو الرياضي فاننا نستعرض هنا مجموعة من الدراسات المرجعية المتميزة في هذا المجال والتي تعطى تصوراً شاملاً عن طبيعة العلاقة بين السمات الشخصية والأداء المهاري أو الرياضي .

    لقد قام "كوبر،1969" بمراجعة نتائج البحوث التي تناولت العلاقة بين السمات الشخصية والأداء الرياضي خلال الحقبة من 1937-1967 وتوصل الى أن هناك ست سمات نفسية ترتبط بالأداء الرياضي هى :

    - الانبساطية .

    - السيطرة .

    - الثقة بالنفس .

    - المنافسة .

    - انخفاض القلق .

    - تحمل الألم .

    كذلك توصل " أوجليفى، 1977" خلال مراجعته لنتائج البحوث التي أهتمت بدراسة العلاقة بين سمات الشخصية والأداء الرياضي خلال الفترة من 1968- 1976 الى أن ثمانى سمات شخصية ترتبط بالأداء الرياضي هي :

    - الاستقرار الانفعالي .

    - ضبط الذات .

    - تأكيد الذات .

    - انخفاض التوتر .

    - الثقة في النفس.

    - الانساطية .

    - قوة الشكيمة .

    - الضمير الحي .

    ويبدو أن نتائج الدراسات في البيئة العربية توصلت الى معنى متقارب ومن ذلك، على سبيل المثال :

    - أظهرت نتائج دراسة " فرغلى، 1976 " تميو الرياضيين المتفوقين بدرجة عالية في سمة الانبساطية .

    - أوضحت نتائج دراسة " السنتريسى، 1976 " تميز الرياضيين المتفوقين بدرجة عالية في سمة الاتزان الانفعالي والأنبساطية .

    - أشارت نتائج دراسة " السويفى،1987 " علاقة موجبة بين القدرة الحركية والسمات التالية : الاتزان الانفعالي والمسئولية والسيطرة والاجتماعية .

    - أظهرت نتائج دراسة " راتب وعلي،1991 " تميز الرياضيين المتفوقين بالسمات التالية : الضبط الانفعالي والتصميم والحافز وقابلية التدريب .

    ويبدو أن عدم اتفاق نتائج الدراسات السابقة – بالرغم من كثرتها – في التوصل الى ما هية السمات الشخصية المرتبطة بالأداء الرياضي، فضلاً عن أخفاق البعض الآخر في اظهار هذه العلاقة يرجع الى عدة عوامل منها :

    1. اختلاف بيئات الممارسة التي أجريت بها هذه الدراسات .

    2. أختلاف أدوات القياس المستخدمة .

    3. أختلاف طرق اختيار العينة ونوعيتها .

    4. أختلاف أساليب المعالجات الاحصائية لكل دراسة .

    وبالرغم من ذلك فان العامل الأكثر تأثيرا وأهمية هو ارتفاع المستوى المهاري حيث يتوقع زيادة تجانس البروفيل النفسي بين الرياضيين كلما ارتفع المستوى المهاري، وفي المقابل يصعب التوصل الى بروفيل نفسي لدى الرياضيين كلما أنخفاض المستوى.

    السمات الشخصية للرياضيين :

    وفيما يلي نعرض لبعض سمات الشخصية للرياضيين التي أسفرت عنها بعض الدراسات:

    1. سمة السيطرة :

    هناك بعض الدراسات التي أشارت الى أن سمة السيطرة من السمات الواضحة لدى الرياضيين . وتم التوصل الى أن الرياضيين يتسمون بسمة السيطرة في مواقف حياتهم كما يظهرون هذه السمة في مواقف التحصيل الرياضي. وعامل السيطرة مركب عريض يشير بصفة عامة الى : اثبات الذات وتوكيد الذات، والقوة والعنف والعدوان التنافسي. وسمة السيطرة تؤثر في الفرد وتجعله في حاجة الى القوة التي تتميز بالرغبة في التأثير أو التحكم في الاخرين وعلى بيئة الفرد . وهى تتجه نحو القدرة لتوجيه وقيادة الآخرين من خلال اخضاعهم أو اغرائهم أو اصدار الأوامر اليهم.

    والرغبة في السيطرة لا تتأثر فقط برغية الفرد في السيادة على بيئته أو على الآخرين بل أيضاً الرغبة في سيطرة الفرد على نفسه.

    ومن أهم مظاهر هذه السمة لدى الرياضيين الثقة بالنفس ومحاولة التأكيد المتطرف للذات (كالتفاخر أو التباهى أو الغرور والزهو والخيلاء)، وكذلك العدوانية (القوة والعنف) والأنانية، والحساسية أو عدم السعادة نحو عدم التقبل الاجتماعي، والاتجاه للأساليب العقابية الخارجية.

    وتظهر هذه السمة لدى الرياضيين الناشئين في الثرثرة الزائدة والسلوك الذي يرمى الى جذب الانتباه. ومن الأنماط السلوكية المصاحبة لهذه السمة لدى الرياضيين محاولة الشجار مع آخرين، اهانة المنافسين، الاستهزاء بالقوانين، الاستقلال، وعدم التعاون.

    2. سمة الاجتماعية :

    هناك بعض الدراسات التي تشير الى أن الرياضي محب للناس، سهل المعاشرة واجتماعي لدرجة كبيرة. والشخص الاجتماعي يتسم بالدفء والاستعداد للتعاون مع الزملاء والاهتمام بالناس والثقة بهم والتكيف مع الآخرين . ومثل هذه السمات تشير الى رغبة الفرد في أن يكون مقبولاً من الآخرين في معظم المواقف ويفضل المواقف المرتبطة بالآخرين ويهتم بالتعرف الاجتماعي وهي سمات هامة للرياضيين.

    ولا تزال الحاجة ماسة الى عدد من الدراسات لتحديد الاتجاه الذي تظهر فيه هذه السمة – أى هل الأشتراك في الرياضة يسهم في تطوير وتنمية سمة الاجتماعية لدى الرياضيين والى أية درجة ؟ وهل يمكن القول بأن الشخص غير الاجتماعي ينبغي أن يستعبد من ممارسة الرياضة في مقبل عمره ؟ وثمة سؤال آخر : هل ينبغي على الشخص أن يكون أجتماعياً حتى يصبح لاعباً ممتازاً ؟ وهل تختلف سمة الاجتماعية بالنسبة للاعبي الألعاب الفردية عن الانشطة الجماعية ؟

    3. سمة الانبساطية :

    هناك بعض الدراسات تشير الى أن سمة الأنبساطية من السمات التي تظهر لدى الرياضيين. والانبساطية مركب قدمه " يونج ،1933 " لتفسير الاتجاهين الرئيسين للشخصية وهما : الاتجاه الانبساطي الذي يوجه الفرد نحو الخارج والعالم الموضوعي، والاتجاه الانطوائي الذي يوجه الفرد نحو الداخل والعالم الذاتي، كما أن دراسات " ايزنك، 1947 " تشير الى بعدين عريضين للشخصية هما : الانطواء- الانبساطية، الاتزان – عدم الاتزان .

    والشخص " الانبساطي " يتميز بما يلي : حب النشاط والروابط الاجتماعية والاشتراك في الأنشطة الجماعية وحب تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية ويتميز بالتفاؤل ويميل للعدوان وسهولة الاستثارة وحب المرح وعدم القدرة على السيطرة على انفعالاته.

    أما الشخص " الأنطوائي " فيميل للخجل والانسحاب من المواقف الاجتماعية والميل الى الانعزال والاكتئاب والمزاج والمتقلب .

    4. الخلق والارادة :

    يرى العديد من علماء النفس الرياضي في الدول الاشتراكية وخاصة في الاتحاد السوفياتي وألمانيا وتشيكوسلوفاكيا أن السمات الخلقية والارادية تعتبر من أبرز سمات الشخصية.

    ويعرف البعض العلماء "الخلق" بأنه جملة السمات الرئيسية التي يتميز بها الفرد من حيث انه عضو في جماعة. فالخلق مظهر اجتماعي مكتسب يتأسس بالدرجة الأولى على سمات تقرها الجماعة وتبدو واضحة وشبه ثابتة في سلوك الفرد .

    ولا يتحدد الخلق بسمة واحدة فقط، بل هو مركب من مجموعة متكاملة من السمات النفسية تمثل في جوهرها مظاهر الخلق كما تبدو لدى الفرد في أنواع متعددة من اتجاهاته وسلوكه مثل :

    - اتجاهاته وسلوكه نحو الآخرين، كاحترام الغير والمودة والصداقة والاخوة والثقة بالآخرين .

    - اتجاهاته وسلوكه نحو المجتمع الخارجي ونحو المظاهر والأحداث الاجتماعية كالولاء للمجتمع، والعدالة الاجتماعية والمساواة وثبات العقيدة.

    - اتجاهاته وسلوكه نحو نفسه كانكار الذات والحساسية والنقد الذاتي.

    - اتجاهاته وسلوكه نحو عمله وما يقوم به من نشاط، مثل المثابرة وحب العمل وأداء الواجب والابتكار والمواظبة.......الخ.

    ويرى العلماء أن مظاهر الارادية هي أهم السمات الخلقية نظراً " الارادة " هي العمود الفقرى للخلق، كما أنها العامل المنظم في الخلق الذي يجمع مختلف عناصره في نسق معين، كما يؤكدون أن أصحاب الارادة القوية غالباً ما يكون اتجاههم الخلقي قوياً والعكس صحيح .

    والارادة تعنى القدرة على حسم الصراعات الناتجة من تعارض الأهداف باتخاذ قرار بعد تفكير وروية، ثم الكفاح في سبيل تنفيذ هذا القرار.

    وعلى ذلك فان الارادة تتمثل في قدرة الفرد في التغلب على المقاومات الداخلية أو الخارجية التي تعترض سبيله أثناء تحقيق هدف مقصود . فعلى سبيل المثال تتضح الارادة في قدرة الفرد الرياضي في التغلب على المقاومات النفسية الداخلية كالخوف من الاصابة أو الهزيمة أو الارتباك في مواجهة منافس قوي حتى يمكن بذلك تحقيق أحسن النتائج .

    ويرى بعض العلماء أن الارادة – من حيث أنها أهم أركان الخلق – تعنى القدرة على تغليب المثل الاجتماعية والأخلاقية السامية على الشهوات الجنسية الدنياً.

    وتلعب السمات الخلقية والارادية دوراً رئيسياً في تشكيل الشخصية الرياضية وتسهم بدرجة كبيرة في الارتقاء بمستوى قدرات الفرد واستعدادته. وقد أثبتت البحوث والشواهد المتعددة أن اللاعبين الذين يفتقرون الى السمات الخلقية والارادية يظهرون بمستوى يقل عن مستوى قدراتهم الحقيقية، كما يسجلون نتائج أقل من المستوى المتوقع بالرغم من حسن اعدادهم في النواحي البدنية والمها رية والخططية .

    فالفرد الرياضي الذي يفتقر الى الروح الرياضية أو الولاء للفريق أو الكفاح في سبيل الفوز وما الىذلك من مختلف السمات الخلقية والارادية، لن يستطيع مهما بلغت قدراته ومستوياته البدنية والفنية تحقيق أعلى المستويات الرياضية نظراً لأن هذه السمات تؤثر بصورة مباشرة في مستوى الشخصية ككل.

    ومن خبراتنا نجد أن الكثير من المدربين يركزون كل اهتمامهم نحو تنمية مختلف القدرات والمهارات البدينة والمهارية والخططية ولا يهتمون الاهتمام الكافي بتنمية وتطوير السمات الخلقية والارادية، الأمر الذي يخالف مبدأ النمو الشامل المتزن للشخصية الرياضية، وينتج عنه أفراد ضعاف الخلق والارادة .

    وتقع مسئولية التربية الخلقية على عاتق " الوسائط التربوية " كالأسرة والمدرسة والنادي اذ يجب أن تبدأ مع الطفل منذ الصغر وهو ناشئ. ويسهم المدرب بدرجة كبيرة في تنمية السمات الخلقية والارادية لدى الفرد الرياضي، اذ يجب عليه محاولة خلق الشخصيات الرياضية التي تتميز بالخلق الرياضي الحميد بالاضافة الى المستوى الرياضي العلي، فالرياضة بدون خلق ليست رياضة .

    5. الاتزان الانفعالي :

    هناك بعض النتائج المتعارضة التي أظهرت بعض الدراسات حاولت التعرف على درجة هذه السمة لدى الرياضيين . وتم التوصل الى أن الرياضيين يتميزون بهذه السمة ويظهرون مستوى منخفض من القلق، في حين أشارات دراسة " جونسون،1964 " ودراسة " رفر، 1965 " أن هذه السمة لا تظهر بصورة واضحة لدى الرياضيين، والاتزان الانفعالي لدى الرياضيين يمكن أن يظهر فيما يلي :

    النضج الانفعالي، ضبط الاندفاعات والاستجابات الجسمية، مستوى منخفض من القلق والتوتر العصبي، التحكم في الانفعالات في أوقات الشدة،(كالهزيمة أو الاصابة) استجابات انفعالية مناسبة للمواقف المختلفة، النظرة التفاؤلية .

    6. تصور الذات (مفهوم الذات) :

    العديد من السمات المميزة للشخصية تحاول الاجابة عن تصور الذات، (مفهوم الذات) لدى الرياضي فسمات كسمة الثقة بالنفس وتأكيد الذات والاقتناع بالذات وتقدير واحترام الذات واعتبار الذات . كلها سمات تشتق من أحكام أو تقديرات الشخص لصورة نفسه أو ذاته أو تصوره عن نفسه.

    والعديد من الدراسات أثبتت أن هناك علاقة عالية بين تصور الانسان لنفسه وتحصيله في حياته سواء التحصيل الأكاديمي أو التحصيل الرياضي . ومن أهم ما يؤكد ذلك أن الطريقة الذي يرى بها الانسان نفسه هي نتاج نظرة الاخرين له . أى أنه اذا رأيت أنك "محمود" وتشعر أن الآخرين يرون أنك كذلك فان ذلك يؤكد هذا التصور عن نفسك. ويرى "سيموندس،1952" أن الذات تشتمل على مايلي:

    1. كيف يلاحظ أو يفهم أو يدرك الفرد نفسه؟

    2. ماذا يفكر عن نفسه؟

    3. كيف يقدر أو يقيم نفسه؟

    4. كيف يحاول من خلال استجاباته المختلفة ان يرفع من قدر نفسه أو يدافع عن نفسه ؟

    فتصور الذات أو مفهوم الذات الجيد يجعل الفرد أكثر ثقة وامناً في معاملاته مع الآخرين وفي الأعمال التي يقوم بها. وهذا يظهر بوضوح في الثقة بالنفس والاقتناع بالنفس التي تظهر لدى الرياضيين الناجحين وفي نتائج تقييمهم لتصور أنفسهم أو مفهومهم عن أنفسهم أو ذواتهم.

    وهناك في الوقت الحالي بعض الدراسات التي تحاول دراسة العلاقة بين مفهوم الذات والتحصيل الرياضي، والعلاقة بين تصور الذات والنجاح في الرياضة، وكيف يرى الرياضي الناجح نفسه؟ وتصور الرياضي غير الناجح لذاته.

    المكتبة الرياضية الشاملة على تيلجرام telegram

    برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : الشخصية الرياضية

    التعليقات
    الحد الأدنى لطول التعليق هو 255 حرفا. التعليقات خاضعة للإشراف
    رسالة الموقع
    نعتذر عزيزي مجموعة الـ الزوار غير مسموح لها باستخادم خاصية التعليقات .
    فضلاً قم بالتسجيل لتتمكن من التعليق على المواضيع

    المقالات التي قد تهمك أيضا: