Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > علم النفس الرياضى > الاستقرار النفسى


الاستقرار النفسى


25 أبريل 2016. الكاتب : Tamer El-Dawoody

الاستـقـرار الـنفـسي

د. حيدرعوده الفضلي

مع تزايد الضغوط الحياة والسرعة الهائلة في إيقاع العصر الحديث يسقط الكثيرون فريسة للتوتر والقلق والاضطرابات النفسية وباتت الراحة النفسية هي غاية الجميع وماهي سبل الوصول إليها والحصول عليها ؟
تشكل الرياضة عاملاً مهماً في الاستقرار النفسي والتنشيط الذهني والانتاج الفكري للإنسان ، فهي تخفف من ضغوط الحياة اليومية وتقلل من التوتر العصبي وتساعد على الاسترخاء ، وتكسبنا متعة وسعادة وراحة نفسية وثقة بالنفس وتحرر من القلق والاكتئاب , ومما يؤكد أهمية الرياضة في سلامة الإنسان النفسية وتبين الدراسات التي أجريت على العديد من الرياضيين أن الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية عالية يتسمون بالاستقرار النفسي والثقة بالنفس كما أنهم يتمتعون بعملهم أكثر من غيرهم ويكونون أكثر تفاعلاً واستجابة مع ما يدور حولهم من أحداث ويتميزون أيضاً بقوة أواصرهم الاجتماعية مع الآخرين وتؤكد نتائج بعض الدراسات أهمية الرياضة في التحصيل الفكري فقد تبين أن الطلاب الذين يتميزون بلياقة بدنية عالية ويستذكرون دروسهم بانتظام يحصلون على درجات عالية في الامتحانات وذلك إذا ما قورنت درجاتهم بدرجات الطلاب الذين لا يمارسون الألعاب الرياضية ولقد اتضح أنه كلما ارتفع مستوى اللياقة البدنية لهؤلاء الأفراد ازدادت ثقتهم بأنفسهم واستقرارهم النفسي واطمئنانهم للحياة وتمتعهم بأوقات سعيدة مع أنفسهم ومع الآخرين.
ان حالة الاستقرار النفسي ذات ملامح ومظاهر متعددة لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات الإنسانية ويعتبر المجتمع الرياضي احد هذه المجتمعات الإنسانية حيث يتفق الكثير من المختصين في مجال علم النفس ان اغلب الرياضيين يشعرون بدرجات مختلفة من الحالات النفسية التي تؤثر عادة على مستوى أدائهم وان التفوق في رياضة معينة مرهون الى حدٍ كبيرٍ بمدى ملائمة الحالات النفسية للفرد بطبيعة المتطلبات والخصائص المميزة لنوع الرياضة وان الاستقرار النفسي يختلف من فرد إلى أخر ومن فريق إلى فريق أخر بل تختلف حسب النمط الرياضي للعبة أو المسابقة ومحاولة إنها هذه الحالة (عدم الاستقرار) ومحاولة البعد عن الصراع النفسي الذي قد ينتج نتيجة عدم الإعداد النفسي الجيد أو بشكل يتناسب مع قدرات الرياضي وعدم تكلفه بأعباء تزيد عن إمكاناته بشكل كبير وتجدر الإشارة على انه يجب سير الإعداد البدني مع الإعداد النفسي جنباً إلى جنب وذلك يتطلب من المدرب التقويم الدقيق للمنافسات الرياضية التي يشترك فيها الفرد الرياضي حتى يتمكن المدرب من وضع خطه سليمة للإعداد النفسي ومراعاة التحمل النفسي الناتج عن الأحمال التدريبية العنيفة اذ نعتقد ان أي حمل بدني يقوم به الرياضي له تأثير في نفسية الرياضي وبذلك يشكل عبً نفسياً على كاهل الرياضي و يؤخذ بالحسبان عند بناء البرنامج التدريبي أولها مراعاة تأثيرها على النفسي للاعبين , حيث يتعرض اللاعبون المتقدمون في التدريب والمنافسة الى الضغوط الكثيرة وخاصة في وقت المنافسات وان هذه الضغوط تعمل على عدم الاستقرار النفسي الى العديد من المشاكل البدنية والنفسية ويختلف اللاعبون وعلى وفق الفروق الفردية في تحملهم هذه الاعباء في التدريب والمنافسة ، فبعض اللاعبين يتحمـــلون هذه الاعبـاء فتزيد من قوتهم البدنية وقابليــتهم الصحية والنفسية بحيث يتعاملون مع مجريات التدريب واللعب بكل اريحية بعكس اللاعبين الذين ليست لديهم القدرة على مواجهة هذه الاعباء والضغوط فالقدرات العقلية والبدنية والحركية تشكل بصورة مجتمعة عوامل الانجاز الرياضي فيجب تأكيد تنمية هذه العوامل اذ أن هناك بعض اللاعبين يتميزون بالهدوء والقدرة على ضبط عواطفهم وانفعالاتهم ، كما ان هناك بعض اللاعبين يتميزون بالاستثارة السريعة باقل مثير ويحتاجون الى المزيد من الوقت للتحكم في انفعالاتهم وهؤلاء غالبا ما يكونون اقل استقرار نفسي من زملائهم.
ان رفع روح المعنوية في مواجهة المنافسة تعتبر مهمة لزيادة رفع مستوى الاستقرار النفسي وتنشيطه لدى اللاعبين ويستطيع المدرب ان يلعب دوراً هاماً باستعمال طرق للتهيئة النفسية حيث يقوم المدرب بتقديم الدعم النفسي للاعب في موجهة الظروف الصعبة والمعقدة سواء في التدريب او المنافسة بحيث يكون للاعب القدرة على اتخاذ القرار تحت ضغط المنافسة بتركيز ورويه والقدرة على الوصول باللاعب لقمة ادائه في توقيت المنافسة وكذلك تكون علاقات المدرب ايجابية طيبة مع جميع اللاعبين على حداٍ سواء واشتراك اللاعبين في بناء الاهداف ومستويات الطموح بصوره واقعية.


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us