Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > علم النفس الرياضى > التصور العقلي واهميته في المجال الرياضي


التصور العقلي واهميته في المجال الرياضي


31 مارس 2012. الكاتب : ابوعبيدة

التصور العقلي واهميته في المجال الرياضي

مناف ماجد حسن الخشماني

كلية التربية الرياضية – جامعة الانبار- 2012

 

مفهوم التصور العقلي

 يعرف السيد عبد المقصود التصور العقلي نقلا عن (روك Rudik1958) بانه " الصورة المحفوظة في وعي الانسان للاشياء والظواهر الموجودة بالبيئة وخصائصها التي ادركها من قبل "(96:2) ويمكن فهم التصور العقلي في مجال التعلم الحركي بانه " الصورة التي يتخذها المتعلم عن طريق النظر والشرح والتوضيح للحركة وتنطبع بالدماغ وتكون اساس لتادية المتعلم للحركة "(49:4) وهذا يعني ان يكّون المتعلم صورة عامة عن كامل الاداء الحركي المراد تعلمه , ويفسره محمد حسن علاوي بانه " وسيلة عقلية او اداء عقلي يمكن من خلاله برمجة عقل اللاعب الرياضي لكي يستجيب طبقا لهذه البرمجة فكأن التصور العقلي في الرياضة يعني ان اللاعب يفكر بعضلاته "(248:3) فعندما يتصور الرياضي اداء حركي فانه لا يتصورها خارج كيانه او امام عينيه وانما يتصوره في داخله ضمن مكان وزمان محددين في عقله (100:2) , لذلك فالتصور العقلي عملية عقلية تهدف الى اخذ صورة عن الاداء العام لالية اداء الحركة من اجل التدريب وتكرار تنفيذ الحركة وصولا للاداء الامثل .

 

اقسام التصور العقلي (32:1)(3: 249-250)

  يحتاج التصور العقلي للمهارات الحركية استخدام الحواس التي يتطلبها تكوين صورة عن المهارة من اجل استحضارها بعد ادراكها باستخدام الحواس , فالفكرة التي كونها الرياضي عن الحركة وانتاج صورة لها داخل العقل قد ادركت بواسطة عدد من الحواس ولكن هذا لا يكفي لتثبيت الصورة الصحيحة بعد ادائها بدنيا ما لم يكن هنالك قدرة للرياضي على ضبط انفعالاته حتى مع بدايات التعلم ليستطيع تهيئة الاستثارة المناسبة للاداء , وقد قسم العلماء التصور العقلي الى قسمين :

أ- التصور العقلي الخارجي: عملية لتكوين الصورة الاولى للمهارة الحركية وادراكها وتتم من خارج الفرد عن طريق رؤية نموذج حركي او فلم او كراس تعليمي عن المهارة الحركية فيميل هذا التصور ليكون تصورا بصريا وسمعيا .

ب- التصور العقلي الداخلي : عملية تمكين الرياضي من استحضار الصورة العقلية التي ادراكها سابقا لاكثر من مرة من اجل انتقاء واختيار الصورة الحركية وتصحيحها , اي ان التصور العقلي الداخلي يهيئ للرياضي جو داخلي للتدريب وتنفيذ المهارة الحركية وادراك محيط وزمن ادائها عقليا تمهيدا لادائها بدنيا , فيتصور الرياضي نفسه وكانه يودي المهارة الحركية بكل ابعادها المصاحبة من احساس وانفعال مع امكانية تقييم نفسه داخليا واتخاذ الاستجابة المناسبة للاداء .

 

مبادئ التصور العقلي (1: 32-33)

  من اجل انجاح عملية التصور العقلي لابد من وجود عدد من المبادئ التي تعتبر مفتاح للتصور العقلي الناجح والتي عمل عليها الباحث وهي :

1- التصور العقلي قبل الاداء مباشرة : استرجاع الرياضي صورة للمهارة المراد تعلمها, ويعتمد عدد مرات الاسترجاع على طريقة الاسترجاع الخاصة بالرياضي فيمكن استرجاع الصورة نفسها في كل مرة او تصحيح الصورة عند كل مرة يؤديها وهذا ما يؤي الى تحسين الاداء.

2- التصور العقلي للمهارة ككل : يعتمد نجاح الاداء على تصور المهارة الحركية ككل بعد تجزئتها من اجل تصحيحها وتثبيت البرنامج الحركي كاملا .

3- التصور العقلي للاداء ونتائجه : من اجل تحسين الاداء على الرياضي الذي يتصور اداء المهارة ان يتصور نتيجة هذا الاداء مثلا عند تصور رمي القرص يتصور المسك وحمل والمرجحة والدوران ورمي القرص وكيفية خروجه وانطلاقه من اخر جزء وتوجيهه وكذلك تصور مكان اسقاط القرص داخل القطاع .

4- الانتباه للتفاصيل والتركيز على الايجابيات : فكلما كان هنالك تصورا واضحا لتفاصيل الاداء كان التصور ككل وتثبيت الصورة الصحيحة افضل , وكذلك التركيز على تصور الاداء الناجح من اجل زيادة الدعم بين المثير والاستجابة للتصور والذي يعمل على الارتقاء بالمستوى .

5- التصور العقلي بنفس سرعة الاداء : ان محاولة التصور العقلي بنفس سرعة الاداء البدني يعمل على تعلم التوقيت السليم لاداء المهارة من حيث بدء وانهاء المهارة .

6- التصور العقلي بنفس زمن الاداء : ان التوقيت الصحيح للتصور وعدم التكلف بزيادة زمن التصور لمدة طويلة يعمل على المحافظة على مستوى التركيز اثناء التصور .

 

الاستخدامات المختلفة للتصور العقلي : (3: 251-255)

1- المساعدة في تعلم المهارات الحركية واتقانها : ان تصور الاداء الصحيح يُّمكن الرياضي من استرجاع تلك الصور ومحاولة تقليدها بدنيا .

2- المساعدة في سرعة تعلم خطط اللعب واتقانها : يمكن استخدام التصور العقلي في الرياضات الخططية كالدفاع والهجوم عن طريق تصور الاداء الفعلي للدفاع رجل لرجل بكرة اليد مثلا او الخداع اثناء التدريب.

3- المساعدة في التحكم بالاستجابات الفسيولوجية : حيث اشارت التجارب والخبرات التطبيقية للرياضيين الى ان التصور العقلي يمكنه التاثير على وظائف الجسم والسيطرة على بعض الاستجابات الفسيولوجية كدقات القلب والتنفس وضغط الدم ودرجة حرارة الجسم وخصوصا في رياضات التركيز العالي كالرماية , او تمارين اليوغا .

4- مراجعة الاداء وتحليله : يمكن للرياضي باستخدام التصور ان يراجع عقليا ادائه وتحليل نقاط القوة والضعف سواء لادائه او اداء لاعب اخر .

5- تحسين الثقة بالنفس والتفكير الايجابي : يمكن للرياضي تصور اداء حركي سابق له تميز فيه بالنجاح والدقة من اجل تثبيته ومحاولة التفكير الايجابي بانه يستطيع ان يؤدي بنفس او احسن من ذلك الاداء .

 

اهمية التصور العقلي في عملية االتعلم

    للتصور العقلي ارتباط وثيق بالتعلم بصورة عامة وفي مجال التعلم الحركي بصورة خاصة حيث يضيف التصور العقلي جانبا معرفيا بالاداء من حيث رؤية الاداء كاملا ثم استحضار تلك الصورة لاعادتها كاملا او تجزئتها والتدريب عليها لتصحيح الاداء او زيادة الاستثارة للاداء الامثل , حيث ان التصحيح اثناء الاداء هو ذلك الجانب المعرفي للتصور العقلي , حيث يذكر (يعرب خيون) بان التصور العقلي له اتجاهين الاول اتجاه يمكن استخدامه في العملية التعليمية كجانب معرفي والثاني يمكن استخدامه كعامل نفسي مساعد للاداء وهو التهيئة من خلال تصوره بالشكل الصحيح مما يعطي الاستثارة المطلوبة للاداء . (120:5)  ورغم اعطاء التصور العقلي للمتعلم صورة عامة وضعيفة في بدايات التعلم الا انها تعطي صورة ذهنية لهذه الحركة يرتبط بقدرته على تقليد الحركة . (49:4) ثم مع المزيد من التكرارات والخبرات واعادة الصورة الحركية المتعلمة سابقا يتم التقدم وصولا الى صفة المهارة .



التصورالعقلي
التصور العقلي : هوانعكاس الأشياء أو المظاهر أو الأحداث التي سبق للفرد في خبراته السابقة من إدراكهاوالتي لا تؤثر عليه لحظة التصور .
فكأن التصور العقلي في الرياضة إن اللاعب يفكرفي عضلاته !! ( 1)
كما أشارت هاريس وآخرون (1987م) إلى أن التصور العقلي يتضمناستدعاء أو استحضار أو استرجاع الذاكرة للأشياء أو المظاهر المختزنة من واقع الخبرةالماضية ومن ناحية أخرى لا يقتصر التصور فقط على مجرد الاستدعاء لهذه الخبرات بليعمل على إنشاء وإحداث أفكار وخبرات جديد من خلال تعديله وإنتاجه صور وأفكار جديدةبناءا على القديمة.
فكأن التصور العقلي ليس فقط استرجاعا بل هو أيضا توقعاللمستقبل وقد يكون مبدعا او مبتكرا .. اذ يبتكر الرياضي ويبتدع أفكارا وصورا جديدة (في ذهنه) لها معنى ويمكن ان يجسدها على ارض الواقع لتخرج كأداء او مهارة .
علاقة التصور العقلي بالحواس:
التصورالعقلي يتطلب استخدام كل الحواس من اجل الاسترجاع أو استحضار المعلومات المخزنةالمدركة سلفا وتحتل حاسة البصر والسمع الجزء الأكبر في التصور العقلي .. على اعتبارأن التصور لا يحدث إلا من خلال تلك الحواس وبقية الحواس كالتذوق والشم واللمس ولكنتبقى تلك الحاستين لهما الدور الأكبر في المجال الرياضي خصوصا لأنها تعبر عن مفاتيحالتعلم الأولية التي لابد لان تكون (تلك الحواس) سليمة وذات فاعلية جيدة ، ذلكلزيادة عملية إدراك المهارات المختلفة وبالتالي انعكاس ذلك إيجابا على التصورالعقلي فيما لو تم استعداء تلك الصور والتي قد أدركت بصورة جيدة مما يؤدي إلى تصورعقلي واضح صحيح منطقي بعيد عن الضبابية والتشويش العصبي ...
وقد قسم التصور العقلي إلى :
التصور العقليالداخلي : هو نوع من التصور يحدث داخل الفرد أي يتصور الفرد نفسه يؤدي حركة معينةداخله وليس نتيجة مشاهدة او اعتمادا على صورة او مشاهدة مسبقة بل حالة داخلية ويميلالتصور هنا للنشاط العصبي الحركي .
والتصور العقلي الخارجي : هو التصور النتاجمن مشاهدة الرياضي للحركات الرياضية الخارجية (خارج الفرد) سواء أفلام او نماذج اوتلفزيون ويميل التصور هنا الى الجانب البصري
فالتصور العقلي(برأينا) هو عملية عقلية نفسيةداخلية (في عقل الرياضي) تعمل على استحضار واستدعاء الصور المطلوبة من اجل مشاهدتهاوالعمل على تهذيبها وأخرجها إلى الواقع بشكل واضح ودقيق يتناسب مع الهدف الموضوع.
أما التدريب الذهني:فانه تنظيم التصورالذاتي للمهارة والتدرب عليها مرارا وتكرارا بما يلاءم متطلبات المحيط والظروف ولذايكون التدريب الذهني باتجاهين( 2) :
الاتجاه الأول (معرفي):استخدامه في العملية التعليمية
الاتجاه الثاني(الاستثارة):وهي عملية تهيئة الأداءلغرض إعطاء أداء فاعل نتيجة الاستثارة الداخلية.
أما خطوات بناء التدريب لذهنيباختصار فهي ما يلي :-
1- تعلم الاسترخاء
أ‌- استرخاء عضلي
ب‌- استرخاء عقلي
2- التصور العقلي

ومن هنا نلاحظ ان التصور العقلي يقع ضمن مكوناتالتدريب الذهني على اعتبار أن التصور العقلي هو استحضار صورة معينة لمشاهدتهاداخليا - ذهنيا والعمل على شطب أي شوائب حركية او مسارات غير مرغوبة في تلك المهارة ...
في حين ان التدريب الذهني يعني التهيئة للعمل القادم والعمل على زيادةالاستثارة والدافعية من اجل تهيئة الجانب النفسي ابتداءً إذ تمد الرياضي بالطاقةالنفسية الايجابية والتي تعمل (الطاقة النفسية الايجابية) على زيادة الحماسوالدافعية والاستثارة العصبية العضلية وتهيئة جميع العضلات وأجهزة الجسم المختلفللعمل والنشاط المطلوب ناهيك عن انه عملية تدريب للمهارات بتكرارها والتدرب عليهاذهنيا من اجل الاستعداد للقيام بها وفقا لمتطلبات المحيط والبيئة والظروف .




المراجع

1-احمد حامد احمد السويدي : اثر استخدام اسلوبي التدريب الذهني المباشر وغير المباشر في تطوير بعض النواحي المعرفية والمهارية بالكرة الطائرة ، اطروحة دكتوراه ، جامعة الموصل ، كلية التربية الرياضية , 2004م .

2- السيد عبدالمقصود : نظرية الحركة , مطبعة الشباب الحر , القاهرة , 1986م .

3- محمد حسن علاوي : علم نفس التدريب والمنافسة الرياضية , دار الفكر العربي , القاهرة , 2002م .

4- وجيه محجوب واخرون : نظريات التعلم والتطور الحركي , مطبعة وزارة التربية , بغداد , 2000م .

5- يعرب خيون : التعلم الحركي بين المبدا والتطبيق , مكتب الصخرة للطباعة , بغداد , 2002م .


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us