الاختبارات والمقاييس النفسية (مفهومها وطريقة التفريق بينها وأسس بناء المقاييس النفسية)

الاختبارات والمقاييس النفسية (مفهومها وطريقة التفريق بينها وأسس بناء المقاييس النفسية)
كيفية تصميم الاختبارات المقاييس
أولاً: خطوات بناء بطارية اختبار:
هناك نوعان رئيسيان من الاختبارات يمكن استخدامها في مجال القياس بالتربية الرياضية وهما :
· اختبارات مقننة: يقصد بالاختبارات المقننة الاختبارات التي يقوم بإعدادها خبراء في القياس، وهذه الاختبارات تتيح الفرصة لاستخدام طرق وادوات للحصول على عينات من السلوك باستخدام إجراءات منتظمة ومنسقة والتي تعني إن نفس المحتوى الاختبار يطبق طبقاً لنفس التعليمات وطبقاً للوقت المحدد للأداء، كما ان طريقة احتساب النتائج تتضمن إجراءات منتظمة وثابتة وبصورة موضوعية .
يمكن تصنيف الاختبارات المقننة في التربية الرياضية كما يلي :
· اختبارات القدرة ( القدرات العامة، القدرات المركبة، القدرات الخاصة ) .
· اختبارات التحصيل ( اختبارات التبوء والاختبارات المرتبطة بنشاط معين ).
· اختبارات الميول والشخصية والاتجاهات .
ثانيا: الاختبارات التي يقوم بها المربي الرياضي بوضعها.
في بعض الأحيان قد يجد المربي الرياضي إن الاختبارات المقننة غير مناسبة للاستخدام في البيئة المحلية أو غير مناسبة لقياس حاصل عمليتي التدريس والتدريب ، أو لا تسمح بتجديد نقاط القوة والضعف في التلاميذ أو اللاعبين حيث يصبح من الضروري وضع أو بناء بعض الاختبارات لاستخدامها في تحقيق الأهداف التي ينشدها المربي الرياضي .
ويشير مصطلح " قياس" Measurement في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية إلى عملية تقدير رقمية أو كمية لمقدار ما يملكه فرد معين من صفة أو خاصية من الخصائص بمقياس معين ووفقا لقواعد معينة.( سمير، 2000: 17 )
فالباحث في مجال علوم التربية والنفس والاجتماع يطبق مقياسا ما على عدد من الأشخاص لإعطاء كل منهم درجة تدل على مدى تحصيله أو مدى اتصافه بصفة نفسية خاصة، أو درجة اقتناعه برأي اجتماعي معين أو درجة تعصبه لجهة من الجهات.
ويتضح مما سبق أن للمقاييس في حقل التربية وعلم النفس والاجتماع والخدمة الاجتماعية دورا هاما كأدوات بحثية يعتمد عليها في عدة مجالات كالتقويم، والاختيار المهني والتعليمي، والتوجيه والتصنيف، والتشخيص الإكلينيكي، وفحص الاتجاهات والرأي العام...الــخ، فضلا عن استخدامها بشكل واسع في التحقق من الفروض العلمية.
وواقع الأمر قد يصطدم الأخصائي النفسي أو الاجتماعي أو الباحث بوجه عام في كثير من الأحيان بعدم وجود مقياسا مناسبا للصفة أو السمة أو الخاصية المراد قياسها، أو حتى لا يناسب أفراد عينته، ومن ثم يصبح لزاما عليه أن يقوم بتصميم مقياسا يقيس تلك السمة أو الصفة أو الخاصية ويناسب أفراد عينته.
وتعتمد عملية تصميم المقاييس في المقام الأول على القيام بعدة خطوات متسلسلة تؤدي في النهاية إلى تجنب كثير من الأخطاء وتتيح إمكانية إعداد مقياسا جيدا يعتمد عليه في المجال المعني، وهي تحتاج تدريبا خاصا نظرا لما تستوجبه من توافر أساس نظري وعملي يعين على القيام بها على الوجه الأمثل.(صديق، 2005: 82 )
وفيما يلي نستعرض هذه الخطوات مع ضرورة مراعاة القيام بها بنفس التسلسل:
خطوات تصميم المقاييس
اولا : تحديد هدف المقياس
ثانيا: تحديد طبيعة وخصائص الأفراد
ثالثا: تحديد الشكل الأمثل للمقياس وطرق التطبيق
رابعا: حصر المقاييس المتاحة التي تستهدف قياس الخاصية نفسها
خامسا: الصياغة الفعلية للوحدات
سادسا: تحديد شكل الاستجابة
سابعا: صياغة تعليمات المقياس
ثامنا: التدقيق اللغوي للبنود والتعليمات
تاسعا: عرض المقياس على المتخصصين
عاشرا: التجربة الاستطلاعية الأولى
الحادي عشر : التجربة الاستطلاعية الثانية
الثاني عشر: حساب المعاملات العلمية الأخبار
الثالث عشر: الصعوبات التي تواجه مصمم المقياس
اولا: تحديد هدف المقياس:
تقوم هذه الخطوة بدور الموجه الذي يعين مصمم المقياس خلال الخطوات التالية على إعداد مقياسا يفي بالغرض المطلوب، ويقصد بتلك الخطوة تحديد الخدمة المطلوب من المقياس أن يقدمها، أو الهدف المراد تحقيقه من وراء المقياس.(Guilford, 1954: 110 )
ثانيا: تحديد طبيعة وخصائص الأفراد :
تتعلق هذه الخطوة بضرورة تحديد طبيعة الأفراد الذين سوف يطبق عليهم المقياس، ونعني بطبيعة الأفراد أبرز الخصائص التي تميزهم، كالسن والجنس والتعليم والمستوى الاقتصادي والاجتماعي...الخ، ويستوجب الأمر توضيح مبررات اختيار الأفراد المستهدفين بالقياس.( لطفي، 2006: 114 )
ثالثا: تحديد الشكل الأمثل للمقياس وطرق التطبيق:
بعد أن ينتهي الباحث من كل ما سبق عليه أن يختار الشكل الذي يراه مناسبا لمقياسه، بمعنى أن يحدد ما إذا كان الأنسب لمقياسه أن يكون من مقاييس أو اختبارات الورقة والقلم، أو المقاييس العملية، أو الإسقاطية...الخ، ويؤخذ في الاعتبار أيضا ما إذا كان المقياس سيطبق بصورة فردية أم جماعية.(لطفي،112:2005)
رابعا: حصر المقاييس المتاحة التي تستهدف قياس الخاصية نفسها:
وهي خطوة هامة من شأنها أن تحقق عديد من الفوائد الإجرائية من قبيل:
1)توضيح الشكل المعتاد لقياس الخاصية أو السمة، كأسلوب صياغة البنود، وطريقة التطبيق، وأسلوب التقدير...الخ.
2)توضيح الأبعاد الفرعية للخاصية المقاسة.
خامسا: الصياغة الفعلية للوحدات:
أن أي مقياس يتم تصميمه يتكون في نهاية الأمر من مجموعة من الوحدات أو الفقرات، والواقع أنه ينبغي أن تختار كل وحدة بناء على دراسات نظرية وميدانية وتجريبية وإحصائية تثبت صلاحية الوحدة للقياس المقصود وتسمى هذه الدراسات التي تجرى على الوحدة بتحليل الوحدات Item Analysis ، بحيث تصبح من حيث شكلها وتكوينها وصعوبتها وصدقها وترتيبها في المقياس مناسبة وصالحة....( طه، 2006 : 190 )
سادسا: تحديد شكل الاستجابة:
توجد أشكال عدة للاستجابة على الفقرات أو الوحدات التي يتكون منها المقياس ويتوقف اختيار أيا منها على هدف المقياس، ويمكن لمصمم المقياس أن يختار من بين هذه الأشكال كيفما يشاء لتحقيق الغرض من القياس، كما يستطيع أن يستخدم أكثر من شكل في نفس المقياس، ومن بين هذه الأشكال:
1-اختيار إجابة واحدة من بين إجابتين، مثل: ( نعم ) أو ( لا ).
2-الاختيار بين بدائل على متصل، مثل: ( موافق بشدة- موافق- محايد- معارض- معارض بشدة ).
3-المطابقة، مثل: كل أسئلة التوصيل.
4-التكملة، مثل : كل العبارات الناقصة.
5-الاستجابة الحرة، مثل: التداعي على الصور، أو الكلمات.
6-إعادة الترتيب.
سابعا: صياغة تعليمات المقياس:
تنقسم تعليمات المقياس إلى قسمين رئيسيين هما:
أ-تعليمات المطبقين:
وهم الذين يقومون بتطبيق المقياس، وتتضمن شرحا وافيا للمقياس والخاصية التي يتم قياسها، وإجراءات التطبيق بالتفصيل، والزمن، وطريقة تسجيل الاستجابات، والمواقف التي يحتمل مواجهتها أثناء التطبيق، وحدود الشرح والتوضيح المسموح به للمفحوصين.
ب-تعليمات المفحوصين: وتتضمن عدة محاور منها:
1-فكرة مبسطة عن المقياس والهدف من وراء تطبيقه.
2-طريقة الاستجابة والزمن المحدد إن وجد.
3-تقديم بعض النماذج المحلولة إن تتطلب الأمر.
هذا ويجب على مصمم المقياس أن يراعي خصائص العينة سالفة الذكر أثناء صياغة التعليمات وما إذا كان سيستخدم اللغة الفصحى أم الدارجة. (لطفي،90:2006)
ثامنا: التدقيق اللغوي للبنود والتعليمات:
قد تؤدي الأخطاء اللغوية إلى فقد بعض العبارات للهدف المراد قياسه، وربما يصل الأمر إلى الفهم العكسي من قبل المفحوص، ومن ثم وجب على مصمم المقياس مراجعة اللغة والتدقيق في ذلك لتجنب مثل هذه المشكلات التي قد لا يستطيع التغلب عليها بعض عملية التطبيق.
تاسعا: عرض المقياس على المتخصصين في المجال:
يعد عرض المقياس على المتخصصين والخبراء في المجال خطوة هامة تحقق عديد من الفوائد من أهمها مدى مناسبة البنود وقدرتها على قياس الخاصية أو السمة طبقا للتعريف الإجرائي والهدف من المقياس والإطار النظري الخاص بالسمة أو الخاصية موضوع القياس والفئة المستهدفة.
عاشرا: التجربة الاستطلاعية الأولى:
يقوم مصمم المقياس في هذه الخطوة بتطبيقه على عينة مبدئية وذلك لعدة أهداف منها:
1-التأكد من صلاحية التعليمات للمفحوصين.
2-التوصل إلى تقدير للزمن الذي يستغرقه المقياس.
3-الاستقرار على الترتيب الأمثل للفقرات.
الحادي عشر : التجربة الاستطلاعية الثانية:
بعد إعادة صياغة المقياس وفقا لنتائج التجربة الاستطلاعية الأولى، يعاد تطبيق المقياس مرة أخرى على عينة استطلاعية أكبر من حيث العدد للتأكد من عدم وجود أخطاء أخرى.
الثاني عشر: - حساب المعاملات العلمية الأخبار:
من الامور المهم التي يجب على الباحث مراعاتها هي الاسس العلمية للمقياس والتي يعني بها الثبات Reliability والصدق Validity والمعاييرNorms .
ويقصد بثبات المقياس أو الاختبار :-
مدى إعطاء المقياس نفس الدرجات لنفس الأفراد عند إعادة تطبيقه عليهم، فالمقياس الثابت هو الذي إذا طبقته على فرد ثم أعدت تطبيقه على نفس الفرد بعد فترة مناسبة يعطيك تقريبا الدرجة التي أعطاها في المرة الأولى.
وتوجد عدة طرق لحساب ثبات المقياس أو الاختبار
من بينها (ثبات إعادة الاختبار) وفيها يتم إعادة تطبيق المقياس أو الاختبار على نفس الأفراد بعد مدة مناسبة، ثم يحسب معامل الارتباط بين التطبيق الأول والتطبيق الثاني، وكلما كان معامل الارتباط موجبا ومرتفعا دل ذلك على ثبات المقياس، كما توجد طرقا أخرى مثل (الصور المتكافئة – تجزئة النصفية).
أما الصدق
فيقصد به مدى قدرة المقياس أو الاختبار على قياس السمة التي أعد لقياسها . ومن الواضح أن المقياس الذي ينقصه الصدق لا يمكن الاعتماد عليه حتى ولو كان مرتفع الثبات.
وتتعدد أساليب التأكد من صدق المقياس ومن بينها
( الصدق الظاهري – صدق المحتوى – الصدق التنبؤي – الصدق التلازمي – الصدق العاملي ).
أما المعايير
فيقصد بها الدرجات المحولة كمقابل للدرجات الخام وهي التي تعطي الدرجة معنى ودلالة مثل ( الدرجة المعيارية - الدرجة التائية)(لطفي، 2006 : 158)
الثالث عشر: الصعوبات التي تواجه مصمم المقياس:
يقوم مصمم المقياس في هذه الخطوة بذكر الصعوبات التي واجهته في المراحل المختلفة لتصميم المقياس وكيفية تغلبه عليها حتى يتسنى للباحثين التاليين الذين يريدون تصميم مقاييس تفادي تلك الصعوبات.
وهكذا يصبح المقياس بعد هذه الخطوات صالحا للاستخدام.
المراجع العربية:
1-سمير، سامية شحاتة 2000:قدرة بعض الاختبارات النفسية على التشخيص رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة المنيا.
2- صديق، محمد أحمد- سمير، سامية 2005:دليل إعداد وتصميم الاختبارات والمقاييس النفسية، مكتبة جامعة المنيا.
3-طه، فرج عبد القادر2006:أصول علم النفس الحديث، دار الزهراء للنشر والتوزيع، الرياض.
3-لطفي، محسن 2005:الإبداع دراسات في الفروق الفردية، المصرية الدولية للطباعة والنشر، القاهرة.
4-لطفي، محسن 2006:قياس الشخصية، المصرية الدولية للطباعة والنشر، القاهرة.
5-لطفي، محسن 2006:أسس الإحصاء الاجتماعي، مكتبة التعليم المفتوح، جامعة عين شمس، القاهرة.
المراجع الأجنبية:
6- Gregory, R. J.1996,
Psychometric Methods, McGraw- Hill. • Guilford, J. 1954,

برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : الاختبارات والمقاييس النفسية (مفهومها وطريقة التفريق بينها وأسس بناء المقاييس النفسية)
المقالات التي قد تهمك أيضا:



