Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > الكشافة > التاريخ العالمي للحركة الكشفية


التاريخ العالمي للحركة الكشفية


25 ديسمبر 2012. الكاتب : Tamer El-Dawoody

التاريخ العالمي للحركة الكشفية

إن تأسيس الحركة الكشفية لم يكن وليد الصدفة، بل جاء تلبية لحاجة وضرورة، وهذا الذي أدى إلى انتشارها في مختلف دول العالم، ولكننا نعتبر أن الكشفية ظاهرة عرضية على الرغم من أن مؤسسها لم يكن ينوى إيجاد مدرسة أو إعطاء براءة ذمة لمنهج ما، ولكنه أطلق فكرته في إطار زمانه ومتطلبات مجتمعه وهو بذلك سبق عصره بكل معنى الكلمة، إذ كانت له رؤى تتعدى الصفات الخاصة به ككشاف إلى حاجات المجتمع الذي يحيط به، ولذا اختار( بادل بأول) حياة الغابات حبا بالطبيعة والعراء لإيمانه بفائدة العيش والنشاط في الهواء الطلق، وهي ليست دعوة للانفلات والكسل، بل هي عملية تمرين للتعرف على الطبيعة في أمور العيش والنمو والبناء ضمن الإطار الاجتماعي، وقبل الحديث عن مراحل تطور الحركة الكشفية عالميا نلقى الضوء في البداية على مؤسسها الأول وهو( اللورد / روبرت ستيفنس سميث بادن باول) .


نشأة روبرت بادن باول : 

من أوائل الكتب التي ألفها كتاب ( الاستطلاع والكشفية ) الذي صدر عام 1884 م ، تضمن الأسس الفنية لاختصاصاته التي ظهرت فيما بعد، ولقد كانت الصعوبات العسكرية التي يواجهها الجنود البريطانيون من قبائل البوير الأفريقية سببا في نقل فرقة ( الهوسارد 13 ) التي انتمى إليها روبرت بادن باول، وهكذا نقل روبرت إلى أفريقيا الجنوبية، كان عدو الجنود البريطانيين هم قبائل البوير الذين كانوا يريدون التحرير، وجاء دور روبرت كمهمة سرية استكشافية لجمع المعلومات ومعرفة إمكانية الهجرة بصفة مدنية لأهداف عسكرية بحتة، وخلال تجواله فارسا قطع فيها آلاف الكيلومترات لم يطلق أي رصاصة مع أنه أنجز عملا نال به تقدير رؤسائه، وهكذا أمضى روبرت مدة ثلاث سنوات ضمن حاميته فأصبحت له خبرة في مجال الاستطلاع والاستكشاف في العمق وارتفع عنده فن الملاحظة ، ولقد كانت الحياة في المستعمرات حياة رغيدة تتوفر فيها كل سبل الحياة اللاهية ، ولكن روبرت حافظ على الاستقامة وتحقيق اهداف وجوده شاغلا نفسه بأمور عديدة مثل الرسم ودراسة اللغة والعادات المحلية وتأليف الكتب. استطاع روبرت بادن باول أن يقنع هيئة الأركان البريطانية بأهمية فن الاستكشاف الذي سيجعل من بادن باول بعد مضى خمسة وعشرين سنة نمط حياة مطابقا للحياة المدنية المسالمة ، ولقد ألف أول كتاب له بعنوان )استطلاع وكشفية ) ، وتمكن من أن يضع معلوماته عن الكشفية موضع التنفيذ حينما أتيحت له الفرصة عام 1888 م حيث اختاره اللواء سميث مساعدا له على الرغم أن رتبته كانت أقل مما يتطلبه هذا المنصب، وكانت مهمة البعثة التي تتكون من ستمائة جندي من البريطانيين والسود هي لاستتباب الأمور على الحدود مع قبائل الزولو والقبض على الزعيم ( دينزيلو ) ثم مساعدة الانجليزي المفوض المساعد الذي كان محاصرا في داره من قبل الزولو، وهكذا نجح الضابط المكلف روبرت في هذه المهمة بفضل معلوماته الاستخبارية وخبرته، والاستفادة من كشافته البيض والسود ، ولقد استفاد بادن باول من هذه التجربة ثلاثة أمور هي:

اولاً : هدية التي قدمها له الزعيم دينزيلو وهي عقد كبير علقت فيه بعض القطع الصغيرة م الخشب المنحوت ، التي أصبحت تقدم فيما بعد إلى المفضلين من كشافته كبادرة ما زالت قائمة حتى الآن .
ثانياً : تجربته بأن لا يكتفي بمواجهة العدو فقط ، ولكن أن يتسفيد من طريقته في الحياة والعيش والثقافة ، مهما كان هذا الخصم، فلأفراد جميعا على مستوى واحد في هذه القيم .
ثالثاً : أغنية ( زولو ) بأدائها نغمتها التي أصبحت لحناً معروفا لكل الكشافة .
لقد وصل روبرت بادن إلى رتبة عميد في سن التاسعة والثلاثين وأصبح قائد للفرقة الخامسة للخيالة ونقل إلى الهند مرة أخرى ثم أنشأ فرقة كشافة في سريته لاقتناعه بفكرتها ، واهتم بتدريبهم واخترع شعارا خاصا بهم يشبه زهرة الزنبق ، ثم ألف كتابه ( استطلاع وكشفية ) لمساعدة الجنود في مهمتهم الاستكشافية، ولعل بداية شهرته على مستوى بريطاني العظمى في ذلك الوقت هو مهمته التي قام بها في فك الحصار عن ( مافيكنغ ) ، وهي إحدى القرى الإفريقية التي كان يحاصرها البوير ، ولقد اهتمت الصحف البريطانية بهذا النصر بإسهاب شديد ، واعتبرت هذا النصر تاريخيا ، وبعد هذه الحادثة رقى روبرت بادن باول إلى رتبة جنرال (لواء ) وكان الأصغر في الجيش البريطاني من بين من يحملون هذه الرتبة اذ كان عمره أنذاك 43 سنة ، وهكذا أصبح المدافع عن ( مافيكنغ ) خلال أيام معدودة البطل الوطني لبريطانيا .


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us