Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > الألعاب الأوليمبية > جوائز الألعاب الأوليمبية


جوائز الألعاب الأوليمبية


18 أكتوبر 2011. الكاتب : Tamer El-Dawoody

جوائز الألعاب الأوليمبية

كانت جائزة الفوز، في الدورات الست الأولى " تفاحة واحدة"، ومنذ عام 752ق.م أي مع بداية الدورة السابعة، وبناءً على اقتراح، قدم من كهنة، معبد دلفي، مقر الإله "أبوللون"،أصبحت الجائزة، عبارة عن غصن من شجرة الزيتون، ويعرف باسم " كوتينوس" Kotinos، ويجهزعلى هيئة تاج، يوضع فوق رأس الفائز، وكان يشترط أن يكون غصن الزيتون، مأخوذاً من شجرة الزيتون القديمة، التي أينعت خارج الزاوية الجنوبية الغربية للحجرة الخلفية، لمعبد الإله "زيوس"، في أولمبيا ـ وقصة شجرة الزيتون كما ترويها إحدى الأساطير هي : " لقد أفاق سكان تلك المدينة "العاصمة اليونانية"، على شجرة زيتون، وبجوارها نبع عذب. ولما ذهبوا إلى كهنة معبد دلفي أصحاب الفتوى، يسألونهم عن تفسير ذلك، قالوا لهم: إن الوقت قد حان لإطلاق اسم على مدينتهم، فشجرة الزيتون هي "أثينا" ابنة الإله "زيوس"، التي ولدت كما تقول الأساطير من رأس " زيوس" مباشرة، عندما شعر بصداع في رأسه فضربه ابنه بفأس على رأسه فخرجت "أثينا"؛ لذا تميزت بالحكمة. والنبع العذب هو "يوسيدون" شقيقها، وعليهم أن يختاروا أحدهم، فاختاروا "أثينا" اسماً لعاصمتهم اليونانية"ـ ويقوم بقطع هذا الغصن بواسطة منشار مصنوع من الذهب، صبي من أسرة نبيلة وأبواه، مازالا على قيد الحياة. لقد كانت جوائزهم بسيطة، وكان الفائز يتسلم جائزته أمام جماهير ممثلة لكل بلاد الإغريق، وفي محراب رب الأرباب، وبحضور رجالات الدولة.
وعندما يعود البطل الأولمبي إلى مدينته، يستقبل من قبل أهل المدينة استقبال الفاتحين، لأنه رفع اسمها بين المدن، ويدخل البطل الأولمبي مدينته، وعليه عباءة أرجوانية، ويركب عربة تجرها أربعة جياد بيضاء، محاطاً بجموع أهل مدينته، وهم ينشدون أهازيج النصر له، التي نظمها كبار الشعراء خصيصاً للبطل. ثم يتوجهون إلى المعبدالرسمي، حيث يخلع البطل الإكليل من فوق رأسه، ويقدمه قرباناً للإله، وبعد ذلك يذهب البطل، لتسلم الجوائز من أهل مدينته، بالإضافة إلى المزايا الشرفية.
وكان البطل الأولمبي، يكَّرم بإقامة تمثال له عند مدخل مدينته، وإذا وقع في الأسر، يتم فك أسره في الحال، ومن معه إكراماً له.
وكانت كل أسرة تفخر بأبطالها، ويحكي لنا " شيشرون" في كتابه "مجادلات تسكولية" أن : " رياضياً من جزيرة "رودس" يدعى "دياجوراس" Diagoras، اشتهر بفوزه في مباريات الملاكمة، وتغنى شاعر الدورات الأولمبية "بندار"، بإحدى انتصاراته، في الدورة الأولمبية السابعة. وعندما فاز ولداه في الملاكمة في أولمبيا، دخل عليه رجل، من "لاكونيا" وبعد أن هنأه على فوز ولديه، قال له " تستطيع أن تموت الآن يا " دياجوراس" لأنك لن تعرف مرة أخرى بهجة ربانية، مثل هذه البهجة. هكذا كان الإغريق يقدرون الرياضة وأهلها.
وكانوا كذلك يقدرون أيضاً الفن والأدب، لقد صنعوا لشاعر الدورات الأولمبية "بندار" ( 518 ـ 438ق.م)، تمثالاً وهو على قيد الحياة، لكونه شاعر الدورات الأولمبيةالرسمي. ويُعد بندار أعظم الشعراء الغنائيين عند الإغريق، ونظم العديد من أهازيج النصر، للأبطال الأولمبيين، وكان مدحه للأبطال يتصف بالمبالغة الشديدة.. قيل إن أصدقاء البطل " بتياس" طلبوا منه نظم قصيدة فطلب منهم مالاً كثيراً، فاستعظموا المبلغ، وقالوا: إننا يمكننا أن نقيم له تمثالاً من النحاس، بأقل من هذا المبلغ، ولكن بعدما تشاورالأصدقاء، وجدوا أن القصيدة أفضل من التمثال. فدفعوا له المبلغ المطلوب فنظم لهم قصيدة مطلعها: لست بصانع تماثيل لا تشاهد إلا حيث تنصب.. ولكن ،أنظم أشعار تطير في الآفاق.. ويطير معها صيت بيتاس المكلل بأكاليل الظفر. ومن أهم قصائد "بندار" قصيدة الأولمبياد الثالث عشر المقدمة إلى بطل الاستاديوم " إكزنوفون "دوكورنث".
ويروي " باوسانياس" (مؤرخ عاش في القرن الثاني الميلادي) إنه شاهد تمثالاً للفيلسوف السوفسطائي "جورجياس" Gorgias، في أولمبيا أقيم تكريماً له على بلاغته، ومقدرته على الجدل. ولإمتاعه الناس. وكان أرسطو يعقد حلقات دراسية في أثناء إقامة المهرجان الأولمبي، كما اشترك أرسطو في تنقيح وتصحيح قائمة الفائزين في الألعاب الأولمبية، التي وضعها "هيبياس"، قبل مائة عام من عهد أرسطو، الذي توفي عام 322ق.م. وتُعد قائمة أرسطو أدق قائمة للفائزين الأولمبيين.
وكانت التجمعات في القرية الأولمبية لأيام طويلة، تؤدي إلى التآلف والمصاهرات بين الإغريق، وطي خلافاتهم وحروبهم، وإن اقتصر ذلك على أيام الهدنة أحياناً. وتعتبر المهرجانات الأولمبية، تجسيماً حياً للوحدة القومية، ومن لوازم الاحتفالات خطبة لفيلسوف الوحدة اليونانية "إيسو قراط" بمناسبة المهرجان الأولمبي المئوي، يوضح فيها أهمية، المهرجانات لقضية الوحدة، يقول فيها: " ينبغي علينا أن نثني، على هؤلاء الذين أوجدوا لنا "أعياد الثناء" Panegyric، وخلَّفوا لنا هذا التراث، فبفضلهم أصبحنا نلتقي في مكان واحد، بعد إعلان "الهدنة"، والتوقف عن القتال، فنتلو الصلوات ونقدم للآلهة القرابين، ونحس في نفوسنا إحساساً واحداً؛ بأننا من أصل واحد. عندها يحسن كل منا معاملة الآخر، من أجل المستقبل، ونعيد ممارسة، علاقاتنا المضيافة القديمة، بل ونِكَوّن علاقات جديدة. وليست هذه اللقاءات مضيعة للوقت؛ لا لجماهير النظارة ولا للشخص الرياضي، لأن هذا الأخير كانيستعرض أمام الإغريق المجتمعين مواهبه الطبيعية. أما الجمهور، فإنه كان يجد لذة وسروراً، في مشاهدة هذه الألعاب، وليس هناك ما يجعل أحدهما يضيق بالآخر ذرعاً؛ لأن كل فريق يجد ما يُرضي كبرياءه. وذلك عندما يدرك المشاهدون أن الرياضيين يبذلون، أقصى طاقاتهم لإدخال السرور عليهم. ويدرك الرياضيون، أن كل هذه الجموع، قد جاءت لتعبر عن إعجابها بهم


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us