Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > مقالات رياضية > العولمة وتأثيرها على الرياضة في الوطن العربي


العولمة وتأثيرها على الرياضة في الوطن العربي


28 أكتوبر 2013. الكاتب : Tamer El-Dawoody

العولمة وتأثيرها على الرياضة في الوطن العربي

الاستاذ/نعمان عبد الغني

تمثل ورقة العمل هذه وجهة نظر تعتبر أن الرياضة هي الوسيلة المثلى لتنمية بلدان العالم الثالث في مجالات العمل الاجتماعي والثقافة والعدالة والبيئة والديمقراطية والتراث، وإيجاد الحلول لمشكلات عديدة منها الفقر والصحة وابتكار الوسائل الكفيلة بالحد من انتشارها. الإشكالية: لقد اجتاحت الثورة التكنولوجية كل ميادين الواقع والوعي، هذه التحولات المذهلة بكل ميادينها ترتبط بمفاهيم وعلاقات جديدة، إنها تتحرك وفي الوقت ذاته تولد مفاهيمها وعلاقاتها ولغتها وأسئلتها وصعوباتها، غير أن من بين كل هذه المتغيرات احتل مفهوم العولمة مركز الصدارة، إنه المصطلح الأكثر تداولاً، كما هو الأكثر إثارة للجدل والسجال، ولم يبتعد عن الواقع كثيراً ذلك الكاتب الذي وصف العولمة بأنها "الغانية" التي تدور على موائد الساسة والمثقفين وعلماء الاقتصاد والاجتماع والرياضة ومنتدياتهم، إنها ضيف دائم يثير التحدي والإرباك أمام الجميع، في هذا البحث لن نخوض في تعريف هذه الظاهرة، وسنحاول الابتعاد وعدم الوقوع في مصيدة الانحراف المنهجي أو المعرفي الناتج عن إشكالية التمركز حول الذات، أو التخصص: الاقتصاد، الثقافة، الاجتماع، الرياضة بما يقطع النقاش والمقاربة عن سياقاتها الشاملة، وبالتالي تبدو الرؤية أو التحليل وكأنها نتاج النظر إلى مرآة محدبة لا ترى ذاتها إلا بصورة مضخمة، فمن هذا الإطار علينا التمييز بين جانبين عند التعامل مع ظاهرة العولمة: الأول: العولمة باعتبارها ظاهرة موضوعية تاريخية تعكس بصورة جدلية الحركة التاريخية لتطور البشرية في الحقول كافة، وبالتالي فالعولمة هي نتاج طبيعي لتحولات وحركة التناقضات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الفاعلة في المجتمعات البشرية، في إطار تفاعل الزمان والمكان، وبالتالي فهي صيرورة تراكمية متواصلة بالمعنى التاريخي، وهنا لا فرق، سواء أأطلقنا على الظاهرة مفهوم العولمة أم العالمية، المهم أن يكون الأساس واضحاً. الاعتراف بهذه الحقيقة أو المقاربة يعني الاستعداد المعرفي للتعامل مع ما يرافق الظاهرة من تحولات وتناقضات، وبهذا المعنى فإن حركة الظاهرة الطبيعية ليست حركة غائية بحد ذاتها، وبالتالي فإنها قابلة للتفاعل بالاتجاهين الإيجابي والسلبي. الثاني: عملية استخدام مخرجات العولمة الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية واستثمارها، وفي هذا المستوى نصبح أمام عملية واعية وموجهة لها محدداتها ودوافعها وحواملها الاجتماعية. وبالتالي، فنحن أمام سلوك وممارسة لها مرجعية فلسفية أيديولوجية ومعرفية ترتبط وتعود إلى صراع الطبقات ومصالحها، سواء أكان على المستوى المحلي أم الإقليمي أم الكوني. لهدا يبقى السؤال الملح متى ستتعامل أنديتنا بهذا المفهوم الجديد مع واقعها الاقتصادي فتسير بطريقة علمية للخروج مما هي فيه مقدمة: شهد العالم في الحقب الأخيرة من القرن الماضي تشكلاً لنظام عالمي جديد ،اتضحت معالمه وآلياته تدريجياً، حتى وصلت في تجلياتها العليا إلى ما يطلق عليه العولمة، التي أصبحت الإطار الذي يفترض أن تتحرك فيه وتتأثر به كل الظواهر المجتمعية على المستوى المحلى والاقليمى والدولي، كما اعتبرت آلياتها هي الحاكمة لكل ما سبقها من إنجازات المجتمع الدولي الاقتصادية والسياسية والثقافية، بحيث أصبحت هذه الإنجازات مسخرة إلى حد كبير لخدمة أهداف العولمة سلبية كانت أو إيجابية . لقد حطمت العولمة العديد من الحواجز نحو التقدم، تلك الحواجز التي أعاقت الناس - لا سيما اليافعين – في جميع أنحاء العالم، فوضعت ثمناً أعلى لقدراتهم الخلاقة وعملهم الجادّ. وردمت التكنولوجيا المصاحبة للعولمة الحدود الجغرافية التي فصلت بين مَنْ يملكون ومَنْ لا يملكون بأساليب لم يكن ليحلم بها أحد قبل عقود قليلة فقط. وقد تم تبلور ظاهرة العولمة ومؤسستها وتقنينها على مدى الحقبتين الماضيتين من خلال عدد من السياسات التي من شأنها أن تؤدى إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي لها، وهو إعادة تشكيل النظام الاقتصادي لجميع الدول وتحويلها إلى اقتصاد السوق بهدف إدماجها جميعاً في إطار السوق العالمي، ولتحقيق هذا الهدف الاقتصادي، تشمل العولمة تجليات وآليات ذات أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وعسكرية, تنعكس على الشعوب العربية نساء ورجالا من خلال تبنى الحكومات لسياسات وبرامج العولمة وتحويلها إلى سياسات عامة وطنية يؤثر تطبيقها على حياة المواطنين نساء ورجالا، سلبا وإيجابا . وعلى الرغم من نجاح هذه الظاهرة في السيطرة على تشكيل وصياغة معظم المجتمعات على مستوى العالم، إلا أنها مازالت ظاهرة خلافية يتصاعد الجدل والصراع بين معضديها ومعارضيها يوما بعد يوم كما أن هناك كثير من التباين في الرؤى في داخل كل من المعسكرين . ويرتبط الخلاف إلى حد كبير بتحديد ماهية وآليات الظاهرة، ومن ثم الخطاب الأيديولوجي المساند لها، والذي يؤدى إلى إيجاد استراتيجيات مختلفة للتعامل مع العولمة. لقد شاع استخدام لفظ عولمة في السنوات العشر الأخيرة كظاهرة ذات شكل يختلف عما كانت به في الثلاثين سنة الماضية، فالعولمة ليست ظاهرة حديثة، بل إن عناصر وجودها تتمثل في كل مظاهر العلاقات التبادلية بين الأمم والشعوب سواء في تبادل السلع والخدمات ورؤوس الأموال،أو انتشار المعلومات والأفكار التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بتقدم تكنولوجيا الاتصال. كما اتخذت العولمة أشكالها أيضا في تعميم وسيادة عادات ومفاهيم معينة لشعوب العالم، وهنا يكمن الخطر. وقد اقترن الحديث عن العولمة بموضوعات عديدة كالديمقراطية وحقوق الإنسان والثقافة والرياضة ومهاجمة التعصب بكل أشكاله الديني والثقافي والعرقي. ولا شك أن ظاهرة العولمة لها مخاطرها وسلبياتها، في الوقت الذي لا ننكر فيه بعض إيجابياتها. فهي أي العولمة، إنذار للعالم أجمع والعالم العربي بصفة خاصة، ليصحو ويجد طريقه بين ظواهر ما سمى بالعولمة والعولمة المضادة. ولكن يبدو أن انتشار مفهوم العولمة في العصر الراهن حمل معه المزيد من الأفكار والطروحات التي تحاول فتح الحدود وإلغاء العوائق أمام الأنظمة المطبقة في العالم الغربي بهدف فرضها أو تعميمها على الآخرين، مما أدى لانقسام الآراء بين مؤيد للعولمة وفوائدها، ومتخوف من سلبياتها وانعكاساتها على الرياضة العربية عموماً. والرياضة هي جزء من الحياة وجزء من أساسيات الحياة، فالتالي تتأثر إيجابيا وسلبيا، وخاصة بالنسبة للمرأة، لأن في مجتمعنا العربي دائماً المرأة هي العنصر الضعيف، فيركزون على الجانب السلبي، حقيقي المرأة ممكن تستفيد منها إيحابياً كأي عضو آخر . ماهية العولمة: حقيقة يحتار المرء في إيجاد تعريف محدد للعولمة أو الكوكبية إلى آخره من المصطلحات التي تعني في النهاية العالم، أو الكون بمفهوم الوحدة الواحدة المتكاملة. قد يتبادر إلى ذهن البعض أن العولمة هي أقرب ما يكون من العالم العربي، وذلك لأن السواد الأعظم منه يعتنق الإسلام، والإسلام في حقيقته هو دين عالمي، على أساس ما أقره دستوري الإسلام (القرآن الكريم، والسنة النبوية) بعمومية ملكية الأرض، وأنها ليست حكراً على أحد، وأن العالم عالم واحد بما يتفق ومفهوم العولمة، فهو لا يعرف الحدود التي صنعها الاستعمار. "ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجرون إليها." إذن فالأرض ملك الله، والإنسان خليفة الله في أرضه.. يصلحها وينعم بها. وهذا الكلام قد يكون صحيحاً من الناحية النظرية، فالإسلام قد سبق العالم الحديث كعادته في كل الأمور، وقدم العولمة ولكن بمفهوم ديني يضمن المصلحة للجميع ضعفاء وأقوياء على حدٍ سواء. أما من الناحية التطبيقية فالأمر يختلف اختلافا جذرياً، لأن ما يريده الإسلام يختلف عن ما يريده العالم الغربي الذي يبحث عن مصلحته الخاصة دون النظر إلى مصلحة الآخر، بعكس الإسلام الذي صان حقوق الجميع، بل وجعل عقاب لمن يهدر تلك الحقوق، أو يفسد في الأرض فساداً يضر بالآخرين: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُّقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (الآية: 33 من سورة المائدة). أن العولمة بمفهومها الحالي لا يوجد بها مكان للشعوب الضعيفة الفقيرة والتي تحبو نحو التقدم بخطوات متثاقلة، وهذه نظرة عنصرية لا تتفق مع شعارات العولمة التي نادت بعالم واحد. ومن الغريب أن بعض دعاة العولمة اعتبروا تلك السلبية من إيجابيات العولمة، وبرروا ذلك بأن الدول الضعيفة أو الفقيرة سوف تنمى قدراتها سريعاً، وتحقق التقدم المنشود حتى تصبح من الدول المتربعة على القمة والتي تنعم بالحياة الرغدة في ظل العولمة الميمونة، وذلك هرباً من خطر الضياع. لقد أصبح العالم اليوم بمختلف مجتمعاته المتقدمة والنامية في دوامة الصراع مع التغيير .. وهذا ناتج عن التقدم الهائل في العلوم و التكنولوجيا وما نتج عنه من تغيير في مجالات الحياة سواء في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي أو الرياضي. وأضحت عملية التغيير ظاهرة حتمية تؤثر في العلاقات الإنسانية بكافة أشكالها ، سواء في حركتها الاجتماعية أو في عاداتها وتقاليدها، ويمكن القول أن التغيير ظاهرة تخضع لها كافة الأنظمة الاجتماعية والإدارية والتكنولوجية. والمجتمع عبارة عن مجموعة من الهيئات في المجالات المختلفة فالمدرسة والجامعة والمستشفى والنادي الرياضي أو الاجتماعي أو مراكز الشباب وغيرها كلها هيئات نعيش ونتعامل معها وتعتبر هذه الهيئات عنصر من عناصر الاستقرار لأي مجتمع. نشأة العولمة: "لقد بدأ ظهور مصطلح العولمة في منتصف الستينات من خلال كتاب: (Marshall Mcluhan & Quentin For War & Pace in The global ) وكان هذا الكتاب يتناول حرب فيتنام والدور الذي لعبه"Village" التليفزيون فيها، والذي حول المشاهدين إلى مشاركين ، والتوصل إلى الإعلام الإلكتروني في وقت السلم يجعل من التكنولوجيا محركاً للتغيير الاجتماعي. وهناك أيضاً كتاب:- Zhigiew Brzesinski, Towages Americans Role in The Technology – والذي رأى فيه أن العالم تحول إلى مجموعة علاقات متشابكة ومتحركة وأن الولايات المتحدة الأمريكية هي المجتمع العالمي الأول في التاريخ فهي مركز الثورة التكنوإلكترونية ، ومع انفراد النظام الرأسمالي بقيادة العالم بدأ الحديث عن نموذج واحد مؤهل لقيادة العالم وتعميم تجربته وثقافته على العالم مما أتاح الفرصة لظهور مقولة نهاية التاريخ التي بدأها "فرنسيس فوكوياما" في 1989 ثم تتالت النهايات مثل نهاية الدولة، ونهاية الأيديولوجية " . ماهية الرياضة: اعلم أن جميعنا ليس لديه تعريف جاهز لهذا سيلجأ إلى مخمخة دماغه لعله يخرج له إجابة .إنها لاتعرف –على الأقل –ستتكاثر وتتداخل وتتبدل ومن ثم ستعترف لنفسها ولا نلوم أي احد منا نحن الرياضيين فلا المدرسة ومناهجها عرفتنا بذلك ولا إعلامنا وفر ذلك ولا حتى الكتيبات والنشرات واللوائح والأنظمة الرياضية المتوافرة لدينا أو المعنية بالنشاط الرياضي قدمت التعريف والإجابة الجاهزة لنا وهذا الغياب لتعريف الرياضة وتحديد مفهومها أظنه يشكل أهم إشكاليات الرياضة العربية ممارسة ومعاملة قيمة وأهمية .فهي السبب الكبير والأول في وجود وتواجد الممارسة والمنافسة غير الصحية والصحيحة وغير العادلة والموضوعية وهذا الأمر ما يمثله في ارض الواقع ما نطلق عليه بالتعصب الرياضي. مجتمعنا شديد الولع والتعلق بالتشجيع الرياضي الذي يقلب الرياضة ويعرفها ويتعامل معها مع الأسف –كقبيلة انتمائية تصوغ ثقافته ووعيه بمعنى ومعاني الرياضة . والصورة الأخرى للتعصب وهو يقف في الضفة المضادة المحارب للرياضة والرافض لها وكلا الجانبين اللذين يفرزهما التعصب ماكانا أن يكونا لو لا غياب تعريف الرياضة ومفهومها في النسيج الذهني والإدراكي وثقافة ووعي الفرد والمجتمع . ولهذا تجد أن هناك خلطا مستمرا وقائما في وعي وثقافة الأفراد مابين الرياضة واللعب والترويح والنشاط والتربية البدنية والحركة البدنية واللياقة البدنية .. إذا ماهي الرياضة وما مفهومها: وبالمناسبة المقصود ب* مفهوم الرياضة*هو تحديد مبرر الوجود والغاية من ذلك والهدف المحققة به. والإجابة لا يجب أن تنتظروها مني ولا من أي احد.لان الذي يجب أن يقدم التعريف والمفهوم هو المجتمع بأكمله وبالتي فان مؤسسات المجتمع الرسمية تقع على عاتقها مسؤولية فعل ذلك وتعريف أفراد المجتمع بأكمله من خلال دور المدرسة الموكل لها مهمة ودور تعريف المجتمع بنواميس الحياة وقيمها ومداركها ومعارفها وهي أي المدرسة التي تنسج التفكير الذهني والمعرفي والعقدي والحضاري للفرد تهيئة لان يكون فردا صالحا قادرا على المشاركة في الحياة والبناء والعطاء في مجتمع الجسد الواحد. سأكتفي –الآن- في تقليب صفحات ناصعة وثرية من تراثنا العربي الإسلامي وستفرحون بقدر ما ستتفاجاون من أن الأجداد الأوائل قد كانوا أكثر نضجا وعلما ومعرفة بالرياضة بل أهم أصحاب نهضة رياضية تفوق ما لدينا الآن . لقد كنا أكثر مجتمعات التاريخ عناية بالرياضة وممارسة لها وابتكارا لصنوفها نقدمها لحضارات الإنسانية التي مازالت إلى حاضرنا الراهن تلعبها وتمارسها وتصدرها لنا بمقاييسها الغربية الحديثة ككرة لقدم.اليد.التنس.المبارزة.الرماية. المصارعة.الجمباز العاب القوى حمل الأثقال وغيرها كثير . لقد ورثنا أسلافنا الأوائل مكتبة رياضية عامرة مملوءة بمؤلفاتهم عن الرياضة في كل جوانبها البدنية والحركية والعلاجية والنفسية والأخلاقية والتنافسية والتربوية والاجتماعية . فابن رشد مثلا ساهم مساهمة جلية في ذلك وبالذات في تأسيس علم الحركة والتربية البدنية وتحديدا في ما أطلق عليه بحركة الأعضاء لإرادة ما حيث قسم الرياضة إلى نوعية وكلية . كما أن ابن النفيس قد صنف في كتابه الهام –الموجز- الحركة والسكون البدني وكذالك ابن سيناء الذي حدد أنواع الرياضة في كتابه القانون ونفس الأمر بالنسبة لابن مسكويه والحسن بن العباس والإمام السيوطي وابن القيم والغزالي وغيرهم كثيرين ..كثيرا ما اهتموا بكل ماله علاقة بالرياضة للكبار وللأطفال.للفرد وللجماعة وحتى دقائق وجزئيات المواضيع الرياضية تناولوها وتطرقوا لها كآلية التنفس للرياضي والإحماء الرياضي قبل الممارسة والإصابات الرياضية والميكانيكية الحيوية ووزن الجسم وحركة المقذوفات في الهواء والنضج النفسي والشعار الخ ...... اختم على أن أواصل لاحقا مزيدا من التعرف على علاقة أجدادنا الأوائل بالرياضة وكيف عرفوها وتعاملوا معها سأختم بمقولة للإمام الشافعي يقول -*كان همي في شيئين الرمي والعلم فصرت في الرمي بحيث أصيب من عشرة عشرة*-*تأملوا مقولة الإمام الفقيه الكبير وتدبروها تكتشفوا أن هذا الرجل العظيم لديه تعريف محدد للرياضة ولديه وعي بمفهوم الرياضة ينسج علاقته وموقفه مع الرياضة. الوظائف الأساسية للرياضة: - وظيفة الاندماج الاجتماعي: للرياضة دور مهم في خلق نوع من التحام النسيج الإجتماعى ، فدورها في تقوية الاندماج بين الفئات الاجتماعية integration أصبح يتجاوز دور المؤسسات التقليدية كالأسرة والمدرسة، خصوصا مع إفلاس هذه المؤسسات وإخفاقاتها المتكررة. كما أن الأنشطة الرياضية تساهم في تأطير وتفريغ العنف في قنوات مقبولة اجتماعيا، مما حدا ببعض الباحثين إلى اعتبارها إحدى أدوات التحكم في العنف . لقد تجلى استعمال كرة القدم كإحدى وسائل ومحفزات الاندماج الإجتماعى بشكل كبير في كيفية توظيف فرنسا لفوزها بكأس العالم لكرة القدم سنة 1998، إذ تم تقديم هذا الفوز من طرف وسائل الإعلام كانتصار لقيم التعددية والتسامح والاندماج بين القوميات. وقد تم استعمال الألعاب الأولمبية كأداة تحكم في الفئات الاجتماعية الأكثر صعوبة على الانقياد وهى فئات المراهقين والشباب، إذ كان تنظيم هذه الألعاب في كل مرة مناسبة لإذكاء الحس الوطني وثقافة الانتماء إلى الوطن. - وظيفة تكريس الوحدة السياسية: إن الأبعاد الحقيقية للرياضة هي أبعاد ذات اقتصادية وإستراتيجية، وتاريخ المنافسات الرياضية عموما يبين أن الاعتبارات الإستراتيجية لم تكن غائبة في هذه الألعاب. لقد كانت الألعاب الأولمبية المنظمة باستوكهلم سنة 1912 مناسبة لبعض الدول غير المستقلة للمطالبة بالمشاركة في هذه الألعاب ككيانات مستقلة "هنغاريا وفنلندا وتشيكوسلوفاكيا”، ولعل القيمة السياسية للمشاركة في هذه الألعاب هو حضور وتسويق رموز السيادة الوطنية "النشيد الوطني والعلم”، كما تمثل مناسبة للظهور لدولة أو كيان ما visibilité وإشهار الإمكانيات التقنية والبشرية التي تتوفر عليها في مجال التنظيم. لقد كان تنظيم الألعاب الأولمبية ببرلين سنة 1936 مناسبة لإظهار تفوق العرق الآري والإيديولوجية النازية، وكان دخول فلسطين كدولة عضو في اللجنة الدولية الأولمبية سنة 1994 ذو دلالة في تزامن هذا الاعتراف غير الدبلوماسي بفلسطين مع اتفاقية أوسلو وإعلان الدولة الفلسطينية. لقد تحولت الجمعيات واللجان الرياضية كالفيفا FIFA والجمعية الدولية، توازى المنظمات الدولية وبالتالي تدخل في مجال الاهتمام الدبلوماسي والسياسات الخارجية للألعاب الأولمبية إلى مؤسسات ذات طبيعة شبه سياسي. وأصبح الدور الاستراتيجي لهذه اللعبة هو الذي يدفع الدول الكبرى كي تتدخل بكل ثقلها للتأثير في قرارات اللجان المتحكمة فيها وتستعمل بعض الأساليب غير الأخلاقية في التأثير عليها كالرشوة والضغط والابتزاز وغير ذلك. إن دور الرياضة في تكريس نوع من الهوية الجماعية البديلة ليس إلا حلا مؤقتا للمعضلة الاجتماعية والإحساس بالتهميش بل إنه يتحول إلى مناسبات للاحتجاج على هذا التهميش والإقصاء. الوظائف الإستراتيجية للرياضة: - الوظائف الاقتصادية إنه من البديهي أن يكون اختيار دولة ما لتنظيم نهائيات كأس العالم أو احتضان الألعاب الأولمبية يخضع للاعتبارات الاقتصادية أكثر مما يخضع لأي اعتبار آخر، مما دفع مجموعات الضغط الاقتصادية إلى التأثير في قرارات المؤسسات الرياضية النافذة. ولنشر على سبيل المثال إلى الفضائح التي أثارتها الصحافة الدولية أثناء عملية اختيار المدن المحتضنة للألعاب الأولمبية في اطلنطا، سيدني، وسانت لاك بالولايات المتحدة الأمريكية. كما تدعو تمثيلية الشركات العالمية الكبرى في اللجنة الأولمبية الدولية CIO إلى الريبة، إذ تتحكم هذه الشركات في تسويق حق البث التلفزى لهذه الألعاب واختيار المدن المحتضنة لها. إن الطابق العلوي من متحف لوزان المخصص لتخليد تاريخ الألعاب الأولمبية خصص في جزء منه إلى عرض منتجات كبريات الشركات الرياضية العالمية الممثلة في اللجنة الأولمبية الدولية. إن ارتباط الاقتصاد بهذه اللعبة هو ارتباط يظهر جليا من خلال استقراء الأرقام ذات الدلالة العميقة والمتعلقة بالأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها، فقد تزامن الإعلان عن احتضان بيكين للألعاب الأولمبية لسنة 2008 مع تعزيز الصين لموقعها على الساحة الدولية بعدما باتت على وشك الارتقاء رسميا إلى المرتبة الثالثة بين القوى الاقتصادية العالمية. وقد واجه النظام الصيني ضغوطا متزايدة في مسألة الحريات والبيئة مع اقتراب موعد الألعاب الأولمبية. ورأى براين بريدجز الخبير السياسي أن "الألعاب الأولمبية تمثل فرصة أمام الصين لإظهار قدرتها على أن تصبح لاعبا عالميا قادرا على تنظيم حدث عالمي”. وبعدما تعهدت الصين بتحسين وضع حقوق الإنسان لدى فوزها عام 2001 بتنظيم الدورة التاسعة والعشرين للألعاب الأولمبية، ترى المنظمات الدولية المدافعة عن الحريات أن التقدم الذي حققته على هذا الصعيد ليس مرضيا. غير أن الصين تقاوم الدعوات إلى نشر الليبرالية السياسية مؤكدة أنها تبنى دولة قانون بشكل تدريجي. ويستخدم الحزب الشيوعي ورقة الألعاب الأولمبية للتعبئة للنظام الصيني، هكذا يتوقع الاقتصاديون الصينيون تحقيق معدلات نمو قياسية باستعمال هذه الألعاب كمحفز للنشاط الاقتصادي، إن تعويذة الطفلات الصينيات الخمس التي تسمى "فووات” والمنتجات الأخرى المتعلقة بها، والتي بلغت 300 نوع منها لعب أطفال وشالات وإيشاربات حريرية وأدوات دراسية وحقائب وأوسمة تذكارية وغيرها، ستجلب للاقتصاد الصيني فرصا تجارية أكثر وسيكون لها عوائد ضخمة ستتجاوز ثلاثمائة مليون دولار أمريكي ، بغض النظر عن مبيعات التذاكر لمشاهدة المنافسات الرياضية، ومداخيل النقل والمبيت والتغذية للزوار. وقد اتخذت اللجنة التنظيمية لدورة الألعاب الأولمبية عام 2008 ببكين، إجراءات قانونية لحماية الملكية الفكرية لتصميم وإنتاج وتسويق المنتجات المتعلقة بالطفلات الخمس ” فووات”، كما بدأت الدوائر القانونية تشديد الإجراءات لمواجهة الانتهاكات فى هذا الخصوص لضمان أكبر فوائد لرموز التعويذات هذه فى الأسواق. - الوظائف القيمية. إن الاقتصار على الأبعاد الاقتصادية لكرة القدم والرياضات عموما يعد نوعا من التعتيم على الأبعاد الأخرى التي لا تقل عنها عمقا وتأثيرا وهى الأبعاد التي بدأت كرة القدم تأخذها مع تنامي ظاهرة العولمة. ولذلك علينا أن نضع الرياضات الحديثة ضمن إطار أوسع لفهم النموذج الإدراكي الذي يتحكم في توجيهها، هذا السياق هو سياق العولمة، وإذا كان جوهر العولمة هو تنميط العالم وتشكيل الهويات وفق نموذج مركزي وتحويل العالم إلى وحدات متشابهة حيث يصبح الإنسان كيان مفرغ من أي تفرد إنساني وبالتالي يمكن حشوه بأي قيمة ارتأت قوى السوق أن تنشرها. هذا الإنسان المعولم ليست له خصوصية أي ليس له انتماء فالقيمة الأساسية لإنسان ما بعد الحداثة هي ماديته أي بعد الجسد، فالثورة الحقيقية والتحول العميق الذي حدث في مجال الرياضة. والأنشطة المرتبطة بها يمس جوهر الحضارة الغربية. ولنتأمل كيف استغلت الصين مناسبة تنظيمها للألعاب الاولمبية لنشر ثقافتها، ومقومات شخصية الرجل الصيني وتاريخه، حيث أن تعويذة دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 الطفلات الخمس ” فووات”، وأسماؤهن ” بى بي” "وجينغ جينغ ” و”هوان هوان ” و”يينغ يينغ” و” نى نى” ، ومعناها في اللغة الصينية بعد ترتيب هذه الكلمات "مرحبا بكم في بكين”. وقد تم تحويل هذه الدمى إلى أيقونات استعملت فيها ملامح السمكة، والبندا العملاقة، وظبى التبت، والسنونو، وشعلة الأولمبياد، وألوانهن نفس ألوان الحلقات رمز الأولمبياد. لقد بدأ بعض الباحثين في الغرب بلفت الانتباه إلى هذا الجانب وإلى خطورة القطيعة التاريخية التي حدثت بين الرياضة التقليدية والرياضات الحديثة، ولعل الحركة الاحتجاجية العارمة التي تقوم بها "حركة نقد الرياضة” ضد تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس سنة 2012 والحركة البيئية ضد الصين ذات دلالة. فلسفة الرياضة: إن فلسفة الرياضة في الغرب تقوم على ثلاث مقولات تفسيرية: - الإنسان الخارق الذي يبحث لانهائيا عن تحطيم الأرقام القياسية record man ، وأساس هذا النموذج الإدراكي هو الفقر الروحي العميق للشخصية الغربية، والحاجة إلى الاعتراف وعدم القدرة على الإحساس بالمتعة الطبيعية، مما حدا ببعض الباحثين إلى اعتبار هذه الظاهرة تستبطن حالة مرضية تدل على مدى انحراف الشخصية الغربية وفقرها الروحي. إن التطور التاريخي للرياضة أحدث قطيعة بين الأنشطة الرياضية التقليدية والرياضة المعلومة، لقد كانت الألعاب الأولمبية عند اليونانيين مناسبة لتقديم عروض تهدف إلى تكريس نموذج "الإنسان الكامل” التي تتجلى فيه الصفات البشرية في أمثل صورها، ورغم كون الامتداد التاريخي للفكر الاروبى يرجع إلى الفلسفة اليونانية فالرياضات الحديثة تتجاوز الآن قيم هذا الفكر بمحاولتها تقديم نموذج الإنسان الخارق والمتجاوز للشرط الإنساني . إن استعمال تقنيات التعديل الجيني لتسريع وتيرة نمو النباتات واستعمال المنشطات لتحسين أداء الرياضيين وتحسين قدرتهم على التحمل يدخل في نفس منطق محاولة تحطيم الأرقام القياسية وتجاوز الطبيعة، فالرياضة في عصرنا تتأسس على قيمة مطلقة هي تجاوز الشرط الإنساني، ويتجلى ذلك في البحث عن تحطيم لا متناهي لأرقام قياسية جديدة. - الإنسان المادي الذي تتأسس كل مقومات شخصيته على فلسفة الجسد، والدليل تسويق الإعلام لصور الأبطال الرياضيين، واعتبارهم نموذجا وغاية استهلاكية، واستعمال هذه الصور النمطية في مختلف العمليات الإشهارية للسيطرة على متخيل المستهلك. - الإنسان الاقتصادي الخاضع لقانون العرض والطلب وهذا الاتجاه مرتبط بفلسفة تسيء الإنسان الذي تتجه إليه الحضارة الغربية إذ يتم تسويق الإنسان واعتباره سلعة خاضع لقانون العرض والطلب، ونلاحظ كيف أن بعض الرياضيين أصبحوا بدون هوية لكثرة تنقلهم بين الأندية الرياضية في وقت أصبحت فيه هذه الأندية شركات كبرى خاضعة لمنطق السوق. الفهم الخاطئ لمعنى التربية البدنية: يفهم الكثير من الناس تعبير (( التربية البدنية )) فهماً خاطئاً ، ولذلك كان من الواجب العمل على توضيح المقصود بهذا التعبير في عقول الناس والأفراد ، فبض الأفراد يعتقدون أن التربية البدنية هي مختلف أنواع الرياضات ،ى وآخرون يفكرون في التربية البدنية على أنها عضلات وعرق ، وهي بالنسبة إلى مجموعة أُخرى تعني أذرعاً وأرجُلاً قوية ونوايا حسنة ، ويضن آخرون أنها تربية للأجسام كما أنها بالنسبة للبعض هي تلك الرياضة التي تؤدى بالعد التوافقي والتوقيتي 1-2-3-4 أماماَ-عالياً- جانباً-أسفل ….. وغيرها من المفاهيم والمعتقدات الخاطئة. وبسبب البلبلة الموجودة للتربية البدنية وبسبب كثرة التعاريف التي أُطلقت عليها على مدى الأزمان فلقد أصبح من الضروري إيضاح المقصود من هذا التعبير. والحقيقة أن تعبير التربية البدنية اكتسب معنى جديد بعد إضافة كلمة التربية إليها فكلمة بدنية تشير إلى البدن وهي كثيرة ما تُستخدم للإشارة إلى صفات بدنية مختلفة كالقوة البدنية والنمو البدني وصحة البدن والمظهر الجسماني ، فهي تُشير إلى البدن أو الجسم كمقابل للعقل وعلى ذلك فحينما تُضاف كلمة ((التربية)) إلى كلمة ((البدنية)) نحصل على تعبير (( التربية البدنية)) الذي نعرفه اليوم . فالمقصود من معنى التربية البدنية : هي تلك العملية التربوية التي تتم عند ممارسة أوجه النشاط التي تنمي وتصون جسم الإنسان فحينما يلعب الإنسان أي لعبة من الألعاب قدم .... سلة.... طائرة…. أو عندما يمشي أو يسبح أو يتدرب على المتوازي أو يمارس أي لون من ألوان التربية البدنية التي تُساعدهُ على تقوية جسمه وسلامته فإن عملية (( التربية )) تتم في نفس الوقت وهذه التربية قد تجعل حياة هذا الإنسان أكثر رغداً أو بالعكس قد تكون هذه التربية من النوع الهادم!!!، ويتوقف ذلك على نوع الخبرة التي تُصاحب هذه التربية ، فقد تكون خبرة سارة مُرضية ، ومن ثم قد تساعد في بناء مجتمع قوي متماسك كما قد تكون خبرة تعيسة شقية ، وقد توّرث الإنسان انطباعات ضارة هادمة للمجتمع ، وتتوقف قدرة التربية البدنية على المعاونة في تحقيق الأغراض التربوية كما يتوقف انحرافها عن هذه الأهداف على صلاحية القيادة المسئولة عن توجيهها. فالتربية البدنية جزء بالغ الأهمية من عملية التربية العامة فلهذا الأمر ولهذا السبب لم تكن التربية البدنية حاشية أو زينة تمّ إضافتها إلى البرنامج المدرسي كوسيلة لشغل الأطفال ولكنها على العكس من ذلك فهي جزء حيوي من التربية ، فعن طريق برنامج للتربية البدنية موجه توجيهاً سليماً يكتسب الأطفال عن طريقه المهارات اللازمة لقضاء وقت فراغهم بطريقة مفيدة وينمون اجتماعيا ويكتسبون الصحة الجسمية والعقلية فالتربية البدنية أوسع كثيراً وأعمق دلالة بالنسبة للحياة اليومية إذا قورنت بأي تعبير من التعبيرات السابقة فهو قريبٌ جداً من مجال التربية الشاملة التي تُشكل التربية البدنية جزء حيوياً منه وهو يدل على أن برامجهُ ليست مجرد تدريبات تؤدى عند صدور الأوامر أو مجموعة من الألعاب تُمارس بغرض الترويح أو قضاء وقت الفراغ فقط من دون أي هدف أو أي معنى. فبرنامج الرياضة تحت إشراف قيادة مؤهلة يُساعد على جعل حياة الفرد أغنى وأسعد إذن فالرياضة / التربية البدنية : هي جزء حيوي من التربية العامة، أي ميدان تجريبي هدفهُ تكوين المواطن الصالح واللائق من الناحية البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية …… وذلك عن طريق ألوان من النشاط البدني اختيرت بغرض تحقيق هذه الأهداف تحت إشراف وتوجيه قيادة رياضية صالحة. الرياضة و التنمية البشرية: أن متطلبات تحديث الرياضة و تطويرها في المجتمع المعاصر ينبغي لها أن تأخذ إطارا علميا يمثل التوجهات العريضة للتحديث المأمول وفى هذا الإطار ينبغي الآخذ بمقتضيات العصر الحديث و معطياته من نتائج البحث العلمي و التقني . حيث يعيش مجتمعنا اليوم ما يطلق علية عصر المال و الأعمال و ظهر الاتجاه نحو برامج الإصلاح الاقتصادي التي تعتمد علي آليات السوق الحر ينتشر في كل إنحاء العالم كما ظهر الاهتمام بتقليل دور القطاع العام في الشئون الاقتصادية و هو ما يعرف بالخصخصة أو التخصصية privatization ، أن تقدم الأمم و قدرتها علي رفع مستوي معيشة إفرادها يعتمد أساسا علي قدرة مختلف المنظمات بها علي إشباع احتياجات و رغبات المستهلكين بكفاءة و فاعلية كبيرة ، كما إن قدرة الدولة علي تبؤ مركز متقدم في مصاف الدول المتقدمة يعتمد علي كفاءة تلك المنظمات علي شغل مكانة إنتاجية و تصديرية كبيرة إلى الأسواق العالمية بهدف تحقيق ربحية كبيرة مم ينعكس بالإيجاب علي إجمالي الدخل القومي للدولة في نهاية الأمر . الموارد البشرية كأهم عناصر التنمية الحديثة: و من خلال ذلك نجد أن للرياضة دورا هاما و مؤثرا في مجال التنمية و خاصة التنمية البشرية فعن طريق بناء الإنسان المعاصر القادر علي مواجهة متطلبات الحياة وتقدمها التكنولوجي وكذلك حسن توجيه طاقات الشباب ، يمكن أن نحصل علي قدر كبير من التنمية البشرية القادرة علي المنافسة في ظل الكونية و العولمة ، حيث يجري تقييم أي مجتمع من المجتمعات تبعا لما يشتمل عليه من موارد طبيعية وموارد مادية وموارد بشرية ويجمع العلماء على أن الموارد البشرية تمثل أهم العناصر الثلاثة التي تشكل ثروة المجتمع وذلك بحكم ما تمتاز به الموارد البشرية من إمكانيات النمو والقدرة على تسخير وحسن استغلال بقية الموارد الأخرى للثروة . وتكفي الإشارة إلى أن مقياس تقدم الأمم والشعوب لم يعتمد في وقت من الأوقات على حجم ما تملكه من ثروات طبيعية أو تسخره من طاقات مادية بقدر ما يعتمد ابتداء وانتهاء على درجة احتفاظ هذه الأمم بثروتها البشرية ، ومتابعة تنميتها من خلال التربية والتوجيه المهني المناسبين للأفراد ورعايتهم صحيا ورياضيا واجتماعيا وثقافيا ومن ثم إكسابهم المهارات والمعارف والعلوم والقيم الخلقية والعادات السلوكية اللازمة لإحداث عملية التنمية وساعدت على زيادة معدل سرعتها كما نشير أيضا أنه بدون توافر الموارد البشرية المدربة تصبح موارد رأس المال والموارد الطبيعية غالبا ـ إما غير مستغلة أو ملكا للأجنبي وخاضعة لإدارته . وتشمل عملية تنمية الموارد البشرية من الوجهة الاقتصادية توفير و إعداد رأس المال البشري واستثماره بكفاءة في التنمية الاقتصادية للمجتمع ، وتعني من الوجهة الاجتماعية إعداد الأفراد للإسهام في الحياة الاجتماعية من مختلف نواحيها والاستمتاع بحياتهم على أكمل وجه بوصفهم أعضاء في المجتمع . الرياضة والاقتصاد: أن الرياضة ظلت ولفترة طويلة خارج اهتمامات الاقتصاد لكن الشواهد الحديثة أثبتت انه إلى جانب الترفيه فاتصالها وثيق بالقيم الاستهلاكية و الصحية والإنتاج فهي تدخل في إطار الدورة الاقتصادية سواء باعتبارها منتجا أو شريكا للإنتاج أو كقيمة مضافة وهناك دراسات فرنسية مهتمة بالميدان أثبتت أن الرياضة ما فتئت تمارس من قبل قاعدة عريضة بل في أحيان كثيرة أصبح يخصص لها جزء هام من الدخل الفردي حيث أن الاستثمار في المجال الرياضي أصبح يعرف نموا يقدر بعشرين في المائة سنويا كما أن تسعين في المائة من الميزانية العائلية المخصصة للرياضة في أوروبا توجه نحو شراء الملابس والمجلات وحضور المباريات الرياضية وإغفال هذا الجانب من طرف الفاعلين في الميدان الرياضي خصوصا بالعالم الثالث يشكل خطرا لا على السير الطبيعي للأندية بل على مقاومتها للمتطلبات الاقتصادية لأنديتهم فان لم تكن هناك موازنة بين المداخيل والمصاريف بمختلف أنواعها بما فيها مستحقات اللاعبين يجعل العجز الدائم هو القاعدة وان تراكمه يؤدي إلى غياب النادي أو مجموعة أندية على الساحة الرياضية فالأزمة بالنسبة لأندية العالم الثالث أصبحت هي القاعدة في حين أن تحقيق أي توازن مادي يبقي ضربا من الخيال وحلما صعب المنال إن لم نقل سرابا يستحيل إدراكه لكن ما سر تجاوز هذه الأزمة من طرف أندية العالم المتقدم؟؟؟ أن المسالة لا تتعدى كون الأندية الرياضية في العالم المتقدم تعمل كمؤسسات اقتصادية على رعاية مصالحها التجارية وتهدف قبل كل شئ إلى جعل الرياضة مصدرا للربح ووسيلة دعاية ناجحة خصوصا وان العصر الحديث يشهد ارتباطات كبيرة بين الرياضة والمصالح التجارية لما في ذلك من منافع متبادلة فلا عجب إذا علمنا أن العديد من أندية كرة السلة والهوكي على الجليد والأمثلة كثيرة تتداول أسهمها في بورصة وول ستريت والأمر للولهة الأولى يبدو غريبا لكن الحقيقة أن هذه الأندية مؤسسات منتجة وهنا يمكن أن نتساءل ماذا بإمكان نادي رياضي أن ينتج؟؟؟؟ الإجابة البديهية هي الفرجة وتبعاتها من إشهار بطرق مباشرة أو غير مباشرة مما يدعو إلى الإقرار أن العلاقة بين الرياضة والاقتصاد تتصل برعاية المصالح التجارية والاستهلاكية أو بمفهوم آخر تبقى ذلك الجسر الخفي الذي تمرر من خلاله الشركات خطاباتها إلى أبنائها الحقيقيين والمهتمين آخذين بعين الاعتبار عدد المشاهدين والنتائج المحصل عليها من طرف الأندية ولهذا السبب فالمنافسة تكون على أشدها بل أحيانا شرسة بين المعلنين للظفر بحق نشر إعلاناتهم خلال المباريات الحارقة مما ينعكس إيجابيا على خزينة الأندية وإذا خرجنا من إطار الأندية إلى الدوريات فرولان غاروس مثلا تتنافس عن احتضانه أزيد من سبعين شركة بل التنافس يمتد إلى الرؤساء والمدراء العامين للشركات قصد حجز مائتان وخمسون مقصورة ذات أربع أماكن لحضور نهائيات الدوري رفقة الشخصيات الهامة أو ما يعبر عنه الخزينة تملأ بشتى أنواع الطرق فإضافة إلى الإعلانات و ما يدور في فلكها والسلع التي تحمل شعارات الأندية وما لها من مستحقات عن ذلك فان هناك أيضا مقصورات خاصة برجال المال والأعمال تقدم خلالها خدمات كتقديم المشروبات والمكسرات ووجبات حسب الرغبة حيث تصبح الملاعب الرياضية في هذه الحالة أندية خاصة لخلق علاقات مهنية إن لم نقل نفعية بين هذا النوع الخاص من محبي الرياضة وللعلم فان هذه المقصورات تحجز طيلة الموسم الرياضي بأثمان باهضة مما يجعل العجز المادي آخر اهتمامات الأندية في العالم المتقدم ه


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us