المكتبة الرياضية الشاملة - https://www.sport.ta4a.us/

المكتبة الرياضية الشاملة-

 


    التكنيك والمهارة وطبيعة العلاقة بينهما

    قسم : العلوم الإنسانية / علوم الحركة الكاتب: Tamer El-Dawoody تاریخ ارسال : 3 مارس 2017 مشاهدة:3 508 شكوى

    التكنيك والمهارة وطبيعة العلاقة بينهما ....

    كثيرة هي المصطلحات التي يتم تداولها في مجال التربية البدنية وعلوم الرياضة ومن اهم وأكثر هذه المصطلحات مصطلحي التكنيك والمهارة .... والتي يبدو ان الكثير من الباحثين في مراحل الماجستير وحتى الدكتوراه يخلطون بينهما فمنهم من يعتبر ان التكنيك هو المهارة والمهارة هي التكنيك .... ولا يفرقون بينهما .... وهذا ما دفعني للكتابة في هذا الصدد وتوضيح ماهية المهارة والتكنيك والفرق بينهما .... في البداية تعالوا معي لنعرف التكنيك

    • التكنيك : هو قدرة اللاعب الرياضي على أداء الحركة أو مجموعة من الحركات الخاصة بنوع فعاليته او نشاطه الممارس وفق الأسس الفنية والبايوميكانيكية ....

    ومن خلال التعريف نستطيع أن نقول أن التكنيك بالمختصر هو فن الأداء .... أي انه صفة المهارة ....


    • المهارة : تعني قدرة اللاعب الرياضي على أداء الحركة أو مجموعة من الحركات الخاصة بنوع الفعالية أو النشاط الممارس له بأقل زمن وجهد وبمستوى عالي من الجودة (جودة الأداء) مع الاقتصاد بالطاقة المبذولة فضلا عن القدرة التكيف على أداء تلك الحركة أو مجموعة الحركات في مختلف الظروف والمتغيرات ....

    كما وتعرف المهارة أيضاً بأنها جوهر الأداء الذي يميز الانجاز ...

    وتعرف أيضاً .... بأنها ثبات الحركة وآليتها واستعمالها في وضعيات مختلفة.

    ومن خلال ما تقدم هنالك سؤال يطرح نفسه وهو من هو الأشمل والأوسع التكنيك أم المهارة ....

    من خلال التعريفين السابقين يتضح لنا أن المهارة هي الأشمل والأوسع وذات البعد الأعمق ... والسبب هو أن للمهارة محددات وشروط ومقومات أكثر من التكنيك.

    ولو عدنا إلى تعريف المهارة نجد أن ركائز ومقومات المهارة تتمثل بالسرعة والدقة والاقتصاد بالجهد والوقت والتكيف على الأداء في مختلف الظروف والحالات المتغيرة .... بمعنى إن اللاعب الذي يمتلك المهارة هو الذي يستطيع أن يعمل وينفذ الحركة او مجموعة الحركات بنفس المستوى من السرعة والدقة والاقتصاد في الجهد وبمختلف الظروف والمتغيرات ..... سواء في التدريب أو المنافسة أو سواء أكان أدائه في صالة داخلية أو ملعب أو في ظروف جوية جيدة أو سيئة ... وهكذا.

    أما التكنيك فهو يختلف عن المهارة في الشروط والمحددات إذ إن من الممكن إن يقوم اللاعب بالحركة أو مجموعة الحركات في فعاليته وفق الأسس الفنية والبايوميكانيكية من حيث الدقة ولكن ليس بالضرورة أن يتوفر عنصر السرعة في الأداء !!! .... ولنأخذ مثلا لذلك ...

    يستطيع لاعب كرة القدم أن يدحرج الكرة في الملعب بدون وجود لاعب منافس قريب عليه فمن خلال أدائه للدحرجة يعكس تكنيكه لأداء الدحرجة ... في ظروف ايجابية بحته ( بدون وجود المنافس ) ... كما ويعكس ايضاً دقة الاداء من حيث زوايا المفاصل والانثناءات في المفاصل المشتركة في الأداء ومساراته الحركية التي تبدو دقيقة وتوزيعه للنظر خلال أدائه للدحرجة ما بين الكرة والمسافة التي أمامه ... نتيجة لايجابية الظرف الذي يعيشه اللاعب خلال تنفيذه للدحرجة ( عدم وجود منافس يضغط عليه خلال الأداء ) .... إن الظرف الذي يحيط باللاعب المنفذ للدحرجة بدون وجود منافس لا يحتم عليه القيام بالدحرجة بسرعة ولذلك تبرز خلال الأداء في هذه الحالة الأسس الفنية والبايوميكانيكية بوضوح وكما أوضحنا سلفا سبب ذلك هو خلو الظروف التي يقوم بها اللاعب من المتغيرات كاللاعب المنافس.

    ودعونا نتصور أن هنالك لاعب منافس قريب من اللاعب المنفذ للدحرجة ماذا سيحصل ؟ الأمر هنا سوف يختلف إذ إن الذي سيحصل انه عندما يدخل لاعب منافس في الحالة ويحاول الاقتراب من اللاعب المنفذ للدحرجة سوف يدفع اللاعب المنفذ لزيادة سرعته في الأداء ... لكي يحافظ على الكرة ضمن نطاق سيطرته للحيلولة دون خسارتها وفقدانها ... وهنا سوف يتسم أداء اللاعب المنفذ للدحرجة بالسرعة والدقة والتكيف للعمل بمختلف الظروف مع الاقتصاد بالجهد المبذول وتوزيعه للنظر بين الكرة والمسافة التي أمامه والمسافة التي يبعد بها اللاعب المنافس بالإضافة إلى تطبيقه للأسس الفنية والبايوميكانيكية للأداء ...

    ودعونا نقارن بين حالة الأداء الأولى بدون وجود المنافس والحالة الثانية مع وجود المنافس ... فاللاعب المنفذ للدحرجة انتقل من الحالة الأولى ذات الظروف الثابتة إلى حالة أخرى متغيرة الظروف والمعالم ففي البداية كان يطبق الحركة أو مجموعة الحركات الخاصة بالدحرجة (قبل ظهور اللاعب المنافس) تكنيكياً بدقة عالية من حيث الأسس الفنية والبايوميكانيكية ولكن فور دخول اللاعب المنافس أمامه أو بالقرب منه تغيرت ظروف ومتطلبات الأداء إذ أصبح عليه أن يدحرج بسرعة ودقة عالية للحفاظ على الكرة من الخسارة والفقدان , وبذلك انتقل اللاعب من حالة إلى حالة مغايرة للحالة التي كان عليها , فضلا عن كونه لابد أن يكون متكيفا على الاداء في مختلف الظروف طبقا لظهورها في الوسط مع إمكانية الاداء باقتصادية عالية في الجهد والوقت والطاقة المبذولة ....

    ومن خلال ما تقدم يتاكد لنا بان التكنيك هو الأساس للمهارة ... والدليل على ذلك هو ان المعلم او المدرب في بداية تعليمه للاعب يركز في تعليمه على ضبط الحركة او مجموعة الحركات فنيا من خلال ضبط الجوانب البايوميكانيكية والفنية وعادة يكون اداء اللاعب او المتعلم في بدايات التعلم بطيء ويتسم بالتأني من اجل ضبط الاداء فنيا , ولكن مع التقدم والاستمرار بالممارسة على الحركة أو مجموعة الحركات يبدأ المعلم او المدرب بإدخال جانب السرعة للاداء للحركة او مجموعة الحركات إذ يبدأ بتعويد المتعلمين او اللاعبين على اداء حركاتهم بالسرعة بالاضافة لتاكيده على الجوانب الفنية والبايوميكانيكية ... وبذلك نسطيع القول بأن التكنيك هو اساس للمهارة إذ إن اللاعب في البداية يتعلم تكنيك الحركة او مجموعة الحركات ومن ثم ينتقل بعد ذلك الى اداء تلك المهارة بزيادة سرعة الاداء ....

    وما تقدم من حديث يجعل المعلم أو المدرب يبني إستراتيجية تعليمه للاعبين على هذا الأساس ففي البداية وتحديدا في مراحل التعلم الاولى يركز المعلم على تعليم اللاعب التكنيك الصحيح وتحديدا على اسس الاداء الفنية والجوانب البايوميكانيكية كالزوايا والمسارات الحركية من دون التركيز على السرعة في الأداء وذلك بهدف ضبط تكنيك الحركة أو مجموعة الحركات الخاصة بالفعالية مع الأخذ بنظر الاعتبار التركيز على إعطاء التغذية الراجعة المناسبة للمتعلم خلال الأداء أو قبله أو بعده لضبطه وتثبيت التكنيك ومع الاستمرار بذلك سوف يصل اللاعب المتعلم إلى تكنيك صحيح ثم بعد ذلك ينتقل المدرب الى مرحلة اخرى تتمثل بجعل اللاعب يؤدي الحركة أو مجموعة الحركات بزيادة سرعة الأداء مع التركيز على الدقة فضلا عن الاستمرار بالتركيز على الأسس الفنية والبايوميكانيكية ..... وطبعا هذا كله يكون في البداية ويتم ضمن بيئة محددة ومعروفة للمتعلم وخالية من المتغيرات من خلال استخدام أساليب التعلم المعروفة كالتمرين المتسلسل والثابت والموزع .... وبعد التقدم في المستوى يتم الانتقال باللاعب المتعلم الى الاداء ضمن بيئة متغيرة الظروف وإدخال لاعب منافس فيها وبذلك يكون اللاعب المتعلم قد وصل الى مرحلة للاداء ضمن ظروف متغيرة من حيث المحددات (الدقة والسرعة والتكيف والاقتصاد بالجهد والوقت) وبوجود لاعب منافس وهذا طبعا يتم من خلال استخدام اساليب التعلم الخاصة بهذه الحالة كاسلوب التعلم العشوائي والمتغير والمكثف ....

    خارج النص :

    • جودة العمل أو الأداء في كلتا الحالتين ( التكنيك والمهارة ) يعتمد على كفاءة وجودة الايعازات العصبية الصادرة من الجهاز العصبي الى العضلات المشتركة في الأداء.

    • الاختلاف بين التكنيك والمهارة يكمن في طبيعة ونوعية الايعازات الصادرة من الجهاز العصبي للعضلات العاملة فلكل حالة ايعازاتها الخاصة بها.+

    • التكنيك يعد اساس وقاعدة للمهارة .... والمهارة تعد قاعدة واساس للاداء المهاري.

    الاداء المهاري هو حالة متقدمة للمهارة وهو يعني قدرة اللاعب على ربط اكثر من مهارة ضمن فعاليته او نشاطه الممارس بمستوى عالي من الانسيابية من خلال ربط المهارات مع بعضها البعض بحيث تظهر تلك المهارات وكأنها جملة واحدة متصلة مع بعضها البعض.

    الدكتور فراس عبد الحميد البدراني / فسلجة التدريب الرياضي كرة القدم.

    مصدر الكتاب: تم جلب هذا الكتاب من موقع archive على انه برخصة المشاع الإبداعي أو أن المؤلف أو دار النشر موافقين على نشر الكتاب في حالة الإعتراض على نشر الكتاب الرجاء التواصل معنا

    نسخة للطباعة التعليقات: 0

    الخصائص البيوميكانيكية للأداء المهاري للاعبي الكرة الطائرة

    الخصائص البيوميكانيكية للأداء المهاري للاعبي الكرة الطائرة من الممكن أن نعدَ التكنيك الرياضي نظاماً حركياً متكوناً من تراكيب عديدة تعمل على تحقيق الأهداف المركبة. والتكنيك الجيد يمتاز بالتوافق الجيد مصحوباً بالاتزان والثبات في...

    تطبيقات القوانين الميكانيكية في التدريب الرياضي

    تطبيقات القوانين الميكانيكية في التدريب الرياضي إن إتباع نتائج التحليل الميكانيكي واعتماد النظريات الميكانيكية في التدريب وتطبيقها بشكل ميداني وعملي سوف يؤدي بشكل مباشر إلى تحسين التكنيك والأداء وبالتالي نستطيع بناء فلسفة خاصة...

    أهمية القدرات التوافقية

    اهمية القدرات التوافقية ان القدرات التوافقية اثبتت اهميتها في الكثير من الفعاليات الرياضية واصبحت الركن الثالث للقدرات الحركية (فضلاً عن القدرات البدنية والمرونة) ولهذا نرى ان تطورها سيصب ايجابياً في تطور المستوى العام للرياضي...

    ماهية الحركة عند الإنسان

    ماهية الحركة عند الإنسان 1 - تعريف الحركة و مفهومها في الحياة : جاء في القاموس الجديد للطلاب (1991 ص 277) تعريف الحركة على أنها الانتقال من موضع إلى آخر، ومن حالة إلى أخرى وهي ضد السكون. كما تم تعريفها في المعجم العربي الأساسي...

    ×

    رسالة الموقع

    نعتذر عزيزي مجموعة الـ الزوار غير مسموح لها باستخادم خاصية التعليقات .
    فضلاً قم بالتسجيل لتتمكن من التعليق على المواضيع
مايو 2024 (3)
ابريل 2024 (1)
مارس 2024 (5)
يناير 2024 (2)
ديسمبر 2023 (9)
نوفمبر 2023 (24)
© Copyright 2020 - المكتبة الرياضية الشاملة.